إن الضغط الذي يطبقه الماء الساكن في أي نقطة من التربة يتعلق بارتفاع الماء فوق تلك النقطة وعلى اعتبار أن الضغط الجوي هو ضغط المقارنة فإننا نعرف البساط المائي بأنه المستوي المائي الذي يكون عنده الضغط مساويا للضغط الجوي، وعند هذا السطح يكون ضغط الماء المسامي معدوما.
إن سطح البساط المائي يختلف تبعا لطبيعة تضاريس الأرض الطبيعية لكنه يكون أقل منها ميلا بقليل ولتحديد منسوب الماء الجوفي أو البساط المائي نلجأ إلى حفر آبار عدة في أمكنة مختلفة ونقوم بقياس عمق الماء ضمن البئر اعتبارا من نقطة ارتفاع مرجعية بعد انقضاء فترة زمنية تختلف تبعا لنفوذية التربة، فعند الحفر في تربة رملية يمكننا تحديد السطح الحر للماء حالما نصل إلى البساط المائي، أما عند الحفر في الترب الغضارية فإن تحديد السطح الحر للماء يتطلب عادة بعض الوقت بحدود 24 ساعة أما في الترب الكتيمة فينبغي الانتظار فترة أطول على حين يكفي عدة ساعات في حالة التربة النفوذة.
إن البساط المائي يتغير منسوبه تبعا للفترة الزمنية المقاس بها فيرتفع شتاء وينخفض صيفا لذلك ينبغي تحديد أعلى منسوب للبساط المائي وأخفض منسوب له وبالتالي تحديد منطقة تغيرات الماء الجوفي.
إن ضغط الماء تحت البساط المائي هو ضغط موجب والضاغط يزداد مع العمق. أما فوق البساط المائي فقد تحتوي مسامات التربة على الماء حيث يكون هذا الماء ممسوكا بين الحبات في حالة توازن بسبب قوى الشد الشعري المعاكسة لقوى الثقالة أما ضغط الماء المسامي فوق البساط المائي فهو ضغط سالب حيث أن الماء ضمن المسام خاضع لقوى شادة (قوى سالبة) للأعلى.
كما أن ارتفاع الماء في التربة أو في أنبوب شعري وبقائه ممسوكا يدل على أنه خاضع لإجهاد شد، وأنه في أي نقطة ضمن منطقة الارتفاع الشعري تكون قوة الشد بحالة توازن مع عمود الماء الذي ارتفع بسببها.
وهذا يعني أنه في منطقة الارتفاع الشعري حيث يكون ضغط الماء المسامي ذا قيمة سالبة يخضع الماء لإجهاد شد تكون قيمته معدومة على سطح البساط المائي ويزداد بالقيمة السالبة حتى نهاية منطقة الارتفاع الشعري.