الاستدعاء:

الاستدعاء هو استحضار الخبرات والذكريات التي مر بها الفرد السابق على هيئة ألفاظ أو معاني أو حركات أو صورة ذهنية وغالباً ما يكون الاستجابة للمؤثر أو منبه معين والاستدعاء يتضمن عمليتي التعرف والاسترجاع.

التعرف:

التعرف هو عملية من عمليات الذاكرة تعني إحياء لصورة موضوع ما عند إدراكه مرة أخرى وهو تميز لتلك الأشياء التي سبق للفرد أن رآها أو تعلمها من تلك التي لم يسبق له أن رآها أو سمعها وتعلمها.

والتعرف هو تذكر شيء موجود أمامنا ومألوف لدينا والموضوع الذي نتعرف عليه يثير ذكريات عن موضوع نفسه نعرفه سابقاً أي أننا في حالة التعرف نواجه الموضوع المتعرف عليه في العالم الخارجي.

وهو الشعور بأن ما نشاهده في لحظة ما قد مر في خبراتنا السابقة، يلعب التعرف دوراً كبيراً في مختلف النشاطات التي نؤديها في حياتنا اليومية، إذ بدونه يجب علينا أن ندرك الأشياء المألوفة والمتعلمة كما لو أنها أشياء جديدة وليست أشياء معروفة، فالتعرف يربط بشكل دائم وبعفوية بين الخبرات السابقة وبين إدراك الأشياء والموضوعات المحيطة بنا.

وللتعرف مستويات متعددة بعضها معقدة نسبياً خاصة في تلك الحالات التي تقتضي القيام بمقارنة نقدية للعلامات المميزة للصورة الحالية مع تلك العلاقات التي تتصف بها الصورة المعروضة سابقاً، لأن ذلك يتطلب التوصل إلى استنتاج عن تطابقها أو عدم تطابقهما.

وتارةً يكون التعرف كاملاً واضحاً ويتم كفعل إرادي وفوري أي يتم بحد أدنى من الجهد وبصورة عفوية قوية وهذا النوع من التعرف يؤلف النمط السائد في حياتنا اليومية والدراسية.

وأحياناً يكون التعرف غير كامل وغير محدد فعندما نقابل شخصاً ما قد نشعر بأننا نعرفه ولكن لا نستطيع أن نطابقه مع صورة إنسان كنا قد عرفناه من قبل.

ومن الأمثلة التي تقيس القدرة على التعرف الاختبار المعروف باسم اختبار من متعدد حيث يطلب فيه من المفحوص تمييز ما هو صحيح أو ما هو خاطئ من بين خيارات متعددة محتملة.

الاسترجاع أو التذكر:

يشير الاسترجاع إلى عملية البحث عن المعلومات المراد استدعائها من مخزون الذاكرة وتحديد موقعها من هذا المخزن.

وعملية تجميع هذه المعلومات وتنظيمها وعملية أدائها على شكل استجابات ذاكريه أي القدرة على استدعاء الخبرات التي سبق للفرد أن تعلمها أو عايشها أو خبرها على هيئه ألفاظ أو معانٍ أو حركات أو صور عقلية.

وهناك فرق جوهري بين استرجاع الأحداث التي وقعت للتو، بين استرجاع أحداث الماضي البعيد، فالنوع الأول نسترجعه بسهوله وبصورة مباشرة.

أما النوع الثاني فهو استرجاع معقد ويتم بصورة بطيئة وباستخدام وسائل مختلفة، فالأحداث التي وقعت للتو ما تزال في الوعي بينما استخراج المادة القديمة من الذاكرة الطويلة المدى يتطلب وقتاً وجهداً من بين كم المعلومات الهائل ويتم بصعوبة بالغة أحياناً.

إذاً الاسترجاع هو تذكر شيء غير ماثل أمام الحواس بخلاف التعرف حيث يكون الشيء ماثلاً أمام الحواس. فإن قابلت زميلاً لم تره منذ سنوات.

فأنت تتعرف على وجهه بينما تسترجع اسمه أما إذا كان الشخص غير ماثل وذكر اسمه أنك تتعرف على اسمه بينما تسترجع صورة ذهنية لوجهه.

وتتوقف عملية استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة المدى على عوامل متعددة منها قوة آثار الذاكرة ومستوى التنشيط للمعلومات فيها بالإضافة إلى توفر المنبهات المناسبة هناك بعض المعلومات يسهل تذكرها واسترجاعها من الذاكرة طويلة المدى نظراً لمستوى التنشيط العالي لها.

أو بسبب توفر المنبهات المناسبة التي تساعد على عملية استرجاعها ولكن نتيجة لكثرة المعلومات في الذاكرة وتنوعها يصعب تذكر البعض منها.

مراحل الاسترجاع:

إن عملية استرجاع المعلومات تمر بثلاث مراحل يتم في كل مرحلة منها تنفيذ عدد من العمليات المعرفية وهذه المراحل هي:

  • مرحلة البحث عن المعلومات:

وهي أول مرحلة من مراحل الاسترجاع ويتم فيها فحص سريع لمحتويات الذاكرة لإصدار حكم أو اتخاذ قرار حول توافر المعلومات المطلوب تذكرها وإذا كانت المعلومات المطلوبة موجودة فهل هي في بالمتناول أم تتطلب جهداً عقلياً.

وتتفاوت مدة البحث عن المعلومات اعتماداً على مستوى التنشيط لها ونوعية المعلومات المطلوبة، فقد تكون الاستجابة سريعة في حالة عدم وجود أية معلومات عن الفرد عن الخبرة المطلوب تذكرها فهو يجيب فوراً بأنه لا يعرف شيئا عنها.

وقد تكون استجابة الفرد سريعة أيضاً عندما تكون الخبرة مألوفة بالنسبة للفرد ويمارسها باستمرار كما في حالة سؤال عن رد وظيفته أو درجته العلمية أو عن عدد أفراد أسرته وإلى غير ذلك من المعلومات المألوفة.

ولكن في بعض الحالات تكون المعلومات موجودة لكنها ليست من المتناول ففي مثل هذه الحالات فإن تذكرها يستغرق وقتاً وجهداً كبيرين وذلك لأن المعلومات المحفوظة في الذاكرة طويلة المدى ليست متوفرة على نحو مباشر كما أنها ليست محدودة بوحدات قليلة.

لذلك تنطوي عملية البحث عن المعلومات في الذاكرة طويلة المدى على مستويات عديدة تبدأ بعملية تحقق أولية عامة بهدف معرفة ما إذا كانت المعلومات المطلوبة موجودة في الذاكرة.

ومن ثم القيام بعملية فحص واسع المدى المعلومات ذات العلاقة بالمعلومات المرغوب في استرجاعها وفي نهاية هذه المرحلة تتوفر كمية كبيرة من المعلومات ذات العلاقة بالمعلومات المطلوبة.

  • مرحلة تجميع وتنظيم المعلومات:

إن مجرد البحث عن المعلومات ومعرفة أنها موجودة في الذاكرة يعد أمر غير كافي لحدوث عملية استرجاعها، ولاسيما عندما تكون الخبرات المراد تذكرها كثيرة أو ناقصة أو ليست على النحو المناسب الذي يجعل منها أداءً ذاكرياً منطقياً.

وتتضح مثل هذه الحالات عندما نفشل في تذكر اسم أحد الأشخاص الذين نمر بهم، رغم امتلاكنا لكثير من المعلومات عن هذا الشخص، كمهنته أو مكان إقامته، وهذا يتطلب مجهوداً عقلياً من قبل الفرد يتضمن البحث عن أجزاء الخبرات المطلوبة وربطها معاً وتنظيمها وتنسيقها والعمل على توحيد العناصر المبعثرة في كل واحد ومميز، وذلك من أجل الوصول إلى الاستجابة المطلوبة.

  • مرحلة الأداء الذاكري:

وهي آخر مرحلة من مراحل عملية الاسترجاع، وتتمثل في تنفيذ الاستجابة المطلوبة، وقد تأخذ هذه الاستجابة شكلاً ضمنياً كما يحدث في حالات التفكير الداخلي بالأشياء أو ظاهرياً كأداء الحركات والأقوال والكتابة وقد تكون بسيطة كالإجابة بنعم أو لا، أو أداء حركة بسيطة، وربما تكون معقدة تتألف من مجموعة استجابات جزئية مثل الحديث عن موضوع ما، أو تنفيذ مهارة معينة.

أنواع الاسترجاع أو التذكر:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان