عمليات الذاكرة الأساسية:

عمليات الذاكرة تشير إلى جملة المعالجات التي يقوم بها الفرد منذ لحظة انتهاء مهمة الإدراك وربما قبل ذلك، بقصد إعداد موضوع ما لإدخاله بصورة تدريجية إلى الذاكرة طويلة المدى والاحتفاظ به عن طريق ترميزه بواسطة منظومات رمزية متعددة المعايير وذلك من أجل استرجاعه المقبل.

الترميز:

الترميز هو تنظيم وتصنيف المعلومات بشكل يساعد على تخزينها ومن ثم استرجاعها وتذكرها ويعد التجميع والتوحيد للانطباعات والآثار في صور مركبة سواء في مرحله الإدراك أو في مرحلة التسجيل مجرد طور ابتدائي من عمليات الذاكرة ولكن سرعان ما تتحول وتترجم هذه الصور والمركبات إلى رموز ليتم ادخالها أو إدراجها في منظومة من العلاقات متعددة المعايير.

وبهذا الترميز يتحقق الانتقال من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى وهكذا يعد الترميز من أبرز خصائص الذاكرة البشرية القائمة على التصنيف والتنظيم والمقارنة والتعميم والتجريد.

فالمثيرات التي نتلقاها ولا نستطيع ترميزها لا يمكن أن تشكل جزءاً من خبراتنا لأنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل إدخالها وتذكرها أحياناً، بسبب عجزنا عن معالجتها ونقلها إلى لغة رمزية أو إلى مستويات رمزية مطردة التجريد والتعميم.

ثم إن البيئة تضم الكثير من المثيرات التي لا نستطيع ترميزها جميعاً بسبب افتقارنا إلى الأجهزة الحسية اللازمة لاستقبال بعضها مثل الموجات الضوئية أو الأشعة أو بعض الترددات الصوتية.

وبعضها الآخر يمكننا إدراكه وترميزه ولكننا لا نرغب في ذلك ولا نعيره انتباهنا واهتمامنا ومن هنا يعد الانتباه الانتقائي مهما جداً في عملية الترميز.

أما مستويات الترميز فتتباين بتباين خصائص الموضوع المطلوب تخزينه ومن ثم استرجاعه وباختلاف موقعه في بنية النشاط الحيوي لدى الفرد.

وبهذا الصدد تشير الدراسات إلى أن الخصائص الفيزيائية للمثيرات اللون والحجم والشكل تؤدي دوراً في اختيار لغة الترميز ودرجة تميزها.

فقد تبين أن ترميز المثيرات المتباينة أسهل من ترميز المثيرات المتشابهة، إذا قيست بزمن الرجع الزمن الفاصل بين حدوث المثير وبداية استجابة الشخص له.

من جهة ثانية يرتبط الترميز بعملية التعلم بصلة وثيقة وحتى تكون المادة المتعلمة أسهل ترميزاً يجب أن تتوافر فيها شروط متعددة منها التسميع الذاتي وعملية التنظيم وتلخيص ما نتعلمه وأن تكون المادة ذات معنى.

الاحتفاظ والتخزين:

يشير الاحتفاظ إلى جملة العمليات التي تستهدف إبقاء المعلومات التي تم إدخالها إلى مخزن الذاكرة لمدة طويلة أو قصيرة في ضوء احتمالات الحاجة إليها لاحقاً.

ويختلف هذا المفهوم باختلاف خصائص الذاكرة ومستوى التنشيط الذي يحدث فيها بالإضافة إلى طبيعة العمليات التي تحدث على المعلومات فيها.

ففي الذاكرة الحسية يتم الاحتفاظ بالمدخلات على حالتها الطبيعية دون أن تجري عليها أية عمليات، في حين يتم في الذاكرة قصيرة المدى الاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول تتراوح بين 5 إلى 30 ثانية بحيث يتم تحويلها إلى أشكال أخرى من التمثيلات العقلية وإرسالها إلى الذاكرة طويلة المدى من أجل التخزين.

أما في الذاكرة طويلة المدى يتم تخزين المعلومات فيها على نحو دائم اعتماداً على طبيعة المعالجات التي تنفذ عليها في هذه الذاكرة والهدف من هذه المعالجات حيث يتم تنظيمها لتخزن في ذاكرة الأحداث أو الذاكرة الدلالية أو الذاكرة الإجرائية.

والمعلومات المحفوظة بالذاكرة طويلة المدى تتأثر بعدد كبير من العوامل سلباً أو إيجاباً وبعض هذه العوامل يعود إلى الفرد الذي يقوم بعملية الاحتفاظ.

وبعضها الآخر يعود إلى المادة المحتفظ بها مما يؤدي إلى إدخال تغييرات مهمه على المعلومات المحفوظة.

العوامل المؤثرة في الاحتفاظ بالمعلومات ضمن الذاكرة:

من بين أهم العوامل المؤثرة في الاحتفاظ بالمعلومات ضمن الذاكرة ما يلي:

العوامل العائدة للمتعلم وعلاقتها بالاحتفاظ.

الانتباه: يعد الانتباه عملية حيوية تكمن أهميتها في كونها أحد المتطلبات الرئيسية للعديد من العمليات العقلية كالإحساس والإدراك والاحتفاظ والتذكر فمن دون هذه العملية ربما لا يكون إدراك الفرد لما يدور حوله واضحاً وجلياً وقد يواجه صعوبة في عملية الاحتفاظ ومن ثم في عملية التذكر.

كما يعد الانتباه عملية توجيهية وتركيز للوعي في منبه ما أي تركيز الوعي على منبهات معينه واستبعاد أخرى في اللحظة نفسها.

وتركيز الانتباه على بعض المثيرات دون سواها لأهميتها بالنسبة للمتعلم يساعد المتعلم في إدخال المعلومات والخبرات بشكل انتقائي إلى الذاكرة قصيرة المدى ومن ثم نقلها إلى الذاكرة طويلة المدى من أجل الاحتفاظ بها بشكل دائم.

بينت الدراسات المتعددة التي أجريت من أجل معرفة العلاقة بين الاحتفاظ والذكاء أن الأفراد مرتفعي الذكاء هم الأقدر على التعلم ويحتفظون بما تعلموه لفترة أطول من الأفراد متوسطي الذكاء في كل المواد الدراسية وسبب ذلك يرجع إلى أن أصحاب الذكاء العالي يكونون أقدر على الفهم والاستيعاب وهم ميالون إلى توسيع اهتماماتهم المعرفية ولذلك يتعلمون الكثير من الأمور التي تسهل التعلم وتزيد من الاحتفاظ.

النشاط الذاتي للمتعلم: كلما زاد اعتماد المتعلم على نفسه في البحث والتفكير وتصحيح ما يرتكبه من أخطاء زادت قدرته على الحفظ وتذكر ما يتعلمه.

الاهتمام: كلما زاد اهتمام المتعلم بالخبرة التعليمية التي يواجهها زادت درجة احتفاظه بها وقلت العوامل المشتتة لذلك الأمر الذي يؤدي إلى تمييز المادة عن غيرها من المواد ووضوحها وتكاملها في البناء المعرفي لدى المتعلم.

الحالة العضوية المتعلم: إذا تعرض المتعلم لحادث أو صدمة ما ونجم عنها إصابة بعض المناطق الدماغية ذات الصلة بالاحتفاظ والاسترجاع والتذكر يؤثر في فقدان بعض الخبرات أو كلها وقد يحدث ذلك في مستوى الذاكرة القريبة والبعيدة أو كليهما معاً.

إشراك أكبر عدد من الحواس: إن إشراك أكبر عدد ممكن من أعضاء الحواس في استقبال الخبرات الجديدة وتآزرها معا يساعد على الاحتفاظ بتلك الخبرات لأن إشراك أكبر عدد من الحواس يعني تعدد المصادر التي اشتركت أثناء عملية الانتباه و الإدراك و هذا بالتالي يوسع الخبرة و يزيد من تفصيلاتها ويهيئها للمعالجات الآتية التي تقود للاحتفاظ بها.

نية المتعلم وتصميمه ودافعيته للتعلم: إن دافعية المتعلم ونيته والقصد الذي يقبل فيه على الخبرة وتصميمه على تحقيق أهداف واضحة بتعلم الخبرة عوامل ذات أهمية كبيرة في تعلم الخبرات والاحتفاظ بها لفترة طويلة من الزمن. من ثم القدرة على تذكرها وقت الحاجة إليها.

اتجاه المتعلم من موضوع الاحتفاظ:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان