العوامل المؤثرة في النسيان:

من خلال العرض السابق لأهم النظريات التي حاولت تفسير ظاهرة النسيان نجد أنه قد تتضافر مجموعة من العوامل محدثة زيادةً أو نقصاناً في معدل النسيان.

إذ يرى العديد من علماء النفس أن الخبرات التي يمر بها الفرد أثناء تفاعله المستمر مع البيئة التي يعيش فيها تبقى آثارها موجودة في الذاكرة ولكن صعوبة تذكرها ربما ترجع إلى مجموعة عوامل وفيما يأتي عرض موجز لأهم هذه العوامل:

التغيرات العضوية:

مع التقدم في العمر تحدث تغيرات في نمو الدماغ يكون لها دور سلبي في قدرة الفرد على التعلم وفي الاحتفاظ والاسترجاع كالتلف في خلايا الدماغ أو عمليات الهدم والبناء للخلايا نتيجة التقدم بالعمر ولقد تبين أنه إذا تعرض الإنسان لإزالة أجزاء من المخ نتيجة لعملية جراحية يؤدي إلى فقدان المعلومات التي تعلمها سابقاً.

الدافعية للتعلم:

الدافعية غير المناسبة القوية أو الضعيفة تعيق عملية المتعلم ومن ثم الاحتفاظ وتؤدي إلى نسيان ما يتعلمه الفرد وتبين أيضاً أن الفرد يقوم بتذكر ما يرغب في تذكره ويميل الى أن ينسى كل ما لا يرغب في تذكره خاصة إذا ارتبطت الخبرة التي يتم تذكرها بجانب مؤلم يمس شخصية الفرد مباشرة وقد يكون بعض النسيان لدى المتعلمين مدفوعا دون وعي منهم فالخبرات تنسى لأنها غير مقبولة لدى المتعلم وتسبب له الضيق والأذى وتثير لديه الشعور بالقلق.

طبيعة المادة المتعلمة وكيفية استعمالها:

المادة السهلة في التعلم تكون أيضاً سهلة في الحفظ ضمن الذاكرة فالمادة ذات المعنى والمترابطة منطقياً أبطأ في النسيان من المادة التي لا معنى لها وكذلك نسيان الشعر أبطأ من النثر والمادة التي تكتسب فيها استبصارات جديدة قد لا تفقد قوتها أبداً طالما الفرد على قيد الحياة كما أن شرح المعلم للحقائق والمبادئ الموجودة في الكتاب دون ربطها بالحياة لدى المتعلم أو دون تطبيقه أو مناقشتها مع المتعلمين أو دون استعمالها فعليا يؤدي إلي نسيان تلك الحقائق ومن جانب آخر فإن عدم مراجعة المادة المتعلمة بين الحين والآخر يؤثر على درجة حفظها ويؤدي إلي نسيانها مع مرور الزمن.

إعادة تنظيم المعلومات من قبل الدماغ:

بناء على وجهة نظر العلماء تبين أن الأثر الذي تتركه الخبرات السابقة قد يصبح بسبب عمليات التنظيم الإدراكي، أكثر كمالاً وأشد اتزاناً وبذلك يفقد بعض صفاته الذاتية.

هذا التغير في الأثر هو الذي يتسبب في نسيان الشكل الأصلي فإذا كان الأثر يعاني من عدم التناسق بشكل خاص فإن الشكل النهائي له قد يجعل منه شيئاً بعيد الصلة بالمادة الأصلية والنتيجة المباشرة لذلك ستكون حدوث قدر كبير من النسيان ويزداد النسيان كلما كانت الخبرات المكتسبة ناقصة لأن التفاصيل في هذه الحالة تكون موزعه ومنعزلة بحيث يمكن فقدانها بسرعة.

الصعوبة في الاسترجاع:

قد ترتبط هذه الصعوبة بعدد من العوامل مثل: سوء التنظيم والترميز والتخزين للخبرات أو بسبب غياب المنبهات المناسبة لتنشيط الخبرات المراد تذكرها أو بسبب سوء الإثارة وغير ذلك من العوامل التي تعيق الاسترجاع.

التداخل بين المعلومات:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

 

انستغرام