الجهاز اللحافي الجلدي:

يمكن القول إنَّ أبرز علامات الشيخوخة تظهر واضحة في تغيرات الجلد وملحقاته كالشعر.

الجلد هو أكبر عضو في الجسم ووظيفته الأساسية هي كحاجز فيزيائي ضد العوامل الخارجية ووسيلة أساسية للحصول على معلومات حول التأثيرات الحسية من البيئة المادية الخارجية على الجسم فهو:

  1. يحمي البنى الداخلية.
  2. ينظم حرارة الجسم.
  3. يوفر العزل ويمتص الصدمة.
  4. يحفظ الماء ويطرح الفضلات.
  5. يساهم في تركيب فيتامين D.
  6. ينتج مواد كيميائية لمنع الإصابة بالمرض ويحمي من موجات الضوء الضارة.

مع التقدم بالعمر تتصلب ألياف الكولاجين في الأدمة تدريجياً ويقل عددها وتتشابك وتصبح غير منتظمة.

تفقد الألياف المرنة مرونتها وتتجمع مع بعضها، وتنقص القدرة على إنتاج كل من الغدد الزهمية والعرقية وبالتالي يصبح الجلد أكثر جفافاً وأكثر عرضة للتخريب وأقل قدرة على أداء وظيفة تنظيم الحرارة.

تنقص الخلايا الصباغية حيث يفقد الشعر تصبغه والجلد يصبح بدرجات متفاوتة من الصباغ، يتباطأ نمو الشعر والأظافر، الطبقة الدهنية تصبح أقل.

الجلد عموماً يصبح أقل سماكة وأكثر جفافاً وأقل مرونة: لذلك يتأذى بسهولة، ونقص خاصية امتصاص الصدمات، تتراجع خصائص تنظيم الحرارة (العزل والتبريد).

الشفاء أبطأ وهناك قابلية أكبر للتعرض لأذيات أشعة الشمس وبالتالي قابلية أكبر لحصول الأورام.

ينجم عن بعض الحالات المرضية (كانخفاض الحرارة، فقر الدم، هبوط ضغط الدم، نقص في تدفق الدم إلى الجلد بهدف الحفاظ على درجة حرارة الجسم أو تامين وارد دموي مناسب للأعضاء الأساسية كالقلب والدماغ).

وبسبب تأثر الجلد بأمراض أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة ينقل إشارة عن الحالة الصحية للمريض حيث يمكن أن يفضح وجود مشاكل صحية قد تكون عرضية أو مخفية عن المشاهدة مثل ارتفاع ضغط الدم أو القهم العصبي.

تزداد قابلية حصول بعض الأمراض التي تصيب الجلد كنتيجة للتقدم بالعمر (التعرض التراكمي لأشعة الشمس يزيد خطورة حدوث الميلانوما الخبيثة) وكذلك نقص قوة ومرونة الجلد (يزيد العمر من خطورة تطور قرحة الضغط إذا ما تعرض لضغط مطول).

وبالتالي يكون الجلد مؤشراً مفيداً عن الحالة لصحية فهو إمّا هدفاً مباشراً لمرض أو أذية أو عرضة لتأثيرات موضعية في أجهزة الجسم الأخرى.

تؤثر التغيرات المتعلقة بالعمر على إنقاص فعالية الجلد المتمثلة بوظائفه المتنوعة مما يستوجب إعطاء الأهمية والحرص على سلامة وصحة هذا العضو.

يجب أن يكون فحص الجلد جزءاً من التقييم السريري الروتيني (اللون، الملمس، الرطوبة، الحرارة، التروية الدموية، علامات أذية أو إنتان، حساسية).

الانتباه للأدوية وتأثيراتها الجانبية وخاصة فيما يتلق بالتداخلات الدوائية (كالتعرض لأشعة الشمس).

إن تحديد نقاط الضغط مع التحديد البصري لمناطق الضغط في الجسم قد يساهم جداً بمنع تشكل القرحة الغير مرغوبة والتي يمكن تجنبها، حيث تكون هذه القرحة مصدر للإنتان وبالتالي للألم وتستلزم أسابيع أو أشهر للشفاء.

في حالات أخرى فإنَّ معرفة التركيب والوظائف والتغيرات التي تحدث مع مرور الزمن سيؤدي إلى تعديلات على خطط المعالجة أو تعديل بعض معايير التداخل.

إن خصائص التنظيم الحراري الضعيفة للجلد الهرم تتطلب زيادة درجة حرارة الغرفة أثناء جلسة المعالجة لتقليل فقدان الحرارة أو مراعاة تخفيف التعرض للشمس أثناء النشاطات الخارجية.

إن الرض الجلدي على الأغلب سيؤدي إلى تكدمه وسيكون مؤلماً أكثر في حال كانت طبقة الشحوم أقل.

انخفاض عتبة الإحساس في المستقبلات الجلدية وعدد مرات الاستجابة البطيئة عائدة إلى تلف الأنسجة نتيجة نشاطات مثل الطبخ والخياطة بالمثل فإنَّ ارتداء المقومات أو الأطراف الصناعية قد يؤدي إلى تأذي جلدي عند المسن بسرعة أكبر لكون جلده أقل مرونة.

إن وجود حالات مرضية مسبقة مثل قصور القلب أو الأمراض التنفسية سيؤثر على تدفق الدم والمزايا الاستشفائية للجلد وفقاً للتغيرات المرتبطة بالعمر.

إن الأطراف السفلية معرضة بشكل خاص إلى التأذي الجلدي نتيجة الوذمات وضعف التدفق الشرياني وهكذا فعلى الشخص المصاب أن يتعلم ويطبق العناية بالجلد خلال الحياة اليومية.

إن المراقبة والعناية الجيدة بالجلد وتجنب درجات الحرارة المرتفعة وحماية الأطراف من الجروح والرضوض وتحسن الدوران الدموي من خلال التمارين ورفع الأطراف سيساعد في تحسن صحة الجلد.

الجهاز الهضمي:

  • التغذية والحمية مهمة طوال فترة الحياة للحفاظ على الصحة وخاصة لدى كبار السن حيث يعاني العديد منهم من ضعف التغذية بسبب ضعف البلع، الهضم، الاستفادة من المواد المغذية بسبب الأمراض المزمنة والتداخلات الدوائية.
  • يكون حس الشم والذوق ضعيفاً ليس فقط كجزء من الشيخوخة الطبيعية لكن أيضاً بسبب بعض الأدوية والأمراض.
  • إن تذوق الطعام هام لتفادي التسمم الغذائي حيث أنه ذا اهمية كبيرة للصحة أيضاً للسيطرة على كمية السكر والملح.
  • يحدث ضمور غشاء المعدة المخاطي في ثلث كبار السن الأكبر من 60سنة مما يسبب نقص في إفراز الحمض المعدي، الببسين والعامل الداخلي.

وهذا ينقص امتصاص الفيتامين B12، الفولات، الكالسيوم والحديد حيث يترافق عوز فيتامين B12 والفولات بتدني الوظيفة الاستعرافية والمناعة، نقص الكالسيوم يترافق مع نقص الكثافة العظمية، عوز الحديد يترافق مع فقر الدم.

يتأثر البنكرياس أيضاً بالشيخوخة، من التغيرات الحاصلة في البنكرياس: نقص وزن البنكرياس وتليف فصوصه، نقص إفراز الأنزيمات مما يعطل هضم الدسم، تناقص فعالية الأنسولين وبالتالي ينقص تحمل الغلوكوز ويصاب بالداء السكري الغير معتمد على الأنسولين.

ينقص حجم الكبد وتدفق الدم إليه وبالرغم من عدم تأثر وظائف الكبد بهذه التغيرات إلا أنها قد تسبب بطأ في طرح بعض الأدوية.

لا يبدو حدوث تغيرات في الأمعاء الدقيقة والغليظة وبالتالي لا تتأثر حركية الطعام والفضلات عبر هذه الأعضاء مع التقدم بالعمر.

يشكو العديد من المسنين من تغير في عادات الأمعاء كالإمساك والسلس الغائطي المزعج الذي يسبب الارتباك والإذلال والخوف للأشخاص المتقدمين في العمر مما يدفعهم إلى تقليص نشاطاتهم الفيزيائية أو الاجتماعية مما يصعب على المرافقين والمعالجين مهمة الاهتمام بهؤلاء المسنين.

الجهاز البولي:

نتيجة التقدم في العمر فإنَّ الكلية ينقص وزنها من 400 غرام على 300 غرام في عمر 90، مترافق مع فقد 50% من عدد النفرونات عند عمر 70.

إن معدل الرشح الكبيبي يبدأ بالضعف بشكل ثابت ابتداءاً من عمر 40 سنة ويترافق مع ارتفاع ضغط الدم، بطء معدل الترشيح في الكبيبات يبطئ طرح الأدوية عبر الكلية مما يسبب سمية دوائية إذا ما تجمعت.

هناك أيضاً ضعف في مقدرة عروة هانلي على امتصاص الصوديوم مسببة ضعف في القدرة على تركيز البول خلال فترات نقص الماء وهذا يؤدي إلى عواقب شديدة عند كبار السن حيث من المحتمل أن يؤدي إلى تجفاف سريع في الطقس الحار والحاجة إلى التبول الليلي.

التنظيم الحراري:

التنظيم الحراري هو عملية منظمة بشكل جيد للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية بالمستوى المثالي من أجل أن تتم العمليات الحيوية الكيميائية في الجسم.

يقي التنظيم الحراري في الجسم من ارتفاع أو انخفاض الحرارة عند الأشخاص المسنين.

التنظيم الحراري في الجسم له معنيين داخلي وخارجي فهو:

تنظيم داخلي: من خلال وظيفة الأجهزة: القلبي الوعائي، التنفسي، العصبي العضلي، الهضمي والغدد الصماء وتنظيم خارجي: التغذية والأدوية.

حرارة الجسم تتولد بشكل ثانوي لاستقلاب الأعضاء والعضلات ويتم تنظيمها بواسطة الوطاء عبر آليات الجهاز العصبي الذاتي والعصبي الصماوي.

يبدأ نشاط معظم هذه الأعضاء والأجهزة بالتراجع من العمر 70 حيث يؤثر كل من فقدان الدهون تحت الجلد، نقص التقبض الوعائي، القدرة على الارتعاش على الاستجابة لمتغيرات الحرارة.

القدرة المنخفضة على التعرق في درجات الحرارة المرتفعة ونقص الشعور بالعطش يمكن أن يقودان إلى صدمة حرارية إذا لم تتم مراقبة ذلك.

يزداد النشاط القلبي الوعائي لتبديد الحرارة بالإشعاع وذلك من خلال التوسع الوعائي للأوعية الشعرية الجلدية (التي يمكن أن تكون أقل عدداً أو في حالة تصلب صعيدي) مما يؤدي إلى زيادة النتاج القلبي ويكون غالباً سبباً للموت أكثر من التعرض لدرجات الحرارة البينية المرتفعة.

بالإضافة إلى ذلك فإنَّ انخفاض الحرارة يمكن أن يؤدي إلى الوفاة وخاصة عند المسنين الذين تزداد أعمارهم هم 75 سنة.

عوامل الخطورة المؤدية إلى انخفاض الحرارة:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان