الجهاز العصبي العضلي الهيكلي:
إن نتاج حركة هادفة يتطلب معالجة عصبية وجهاز عضلي سريع الاستجابة وهيكل عظمي يشكل إطاراً تعمل القوى العضلية وفقه.
إن النسيج العظمي والعضلي له وظائف استقلابية واستتبابية مهمة لا تقل عن دورهما في حركة وتوازن الجسم فالعظم هو مخزن معدني مهم ويعمل كدارء لمستويات الكالسيوم في الدم والعضلات مولد هام للحرارة تساعد في دوران الدم والنزح اللمفاوي وفي حالات نقص التغذية يعمل كمصدر بروتين للجسم.
هناك أدلة على تناقص عدد العصبونات المحركة السفلية مع التقدم بالسن وبالنتيجة يوجد عدد أقل من الوحدات الوظيفية المحركة والتي تميل إلى الازدياد بالحجم وبمعنى آخر: الفروع الرادفة للمحاور العصبية الباقية على قيد الحياة تعصب الألياف العضلية المجاورة التي تفقد تعصيبها الأصلي ولذا يعصب العصبون المحرك السفلي المفرد عدد أكبر من الألياف العضلية.
تسمح التقنيات الشعاعية المعاصرة بالقيام بقياس دقيق لمساحة سطح مقطع العضلة عند الأشخاص السليمين بمختلف الأعمار حيث تظهر عضلات الفخذ نقص هام في مساحة مقطعها قد يبلغ 25-35 % وذلك بالمقارنة بين المسنين والبالغين الأقل عمراً ولكن هذا الضمور لا يشمل عضلات الطرف العلوي بنقص النسبة، هذا الاختلاف في نسب الضمور بين مناطق الجسم يعود إلى قلة الحركة أي أن الأشخاص قد توقفوا عن التمرين بشكل كاف.
إن القياسات الأنثروبيولوجية (علم أبعاد الجسم) العادية قد تصبح خاطئة عند التعامل مع المجموعات الأكبر سناً، حيث أن الشكل العام والمظهر الخارجي قد لا يتغير وذلك بسبب استبدال الدهون والنسج الضامة للألياف العضلية الضامرة.
في دراسة على الجثث تبين تناقص عدد الألياف العضلية بشكل كبير مع تقدم العمر حيث أن شخصاً بعمر 80 عام يملك حوالي 50 % فقط مما يملكه شخص بالغ كما وجد دليل على ضمور الألياف من النوع II البطيئة التقلص ولم يلاحظ في الألياف من النوع I السريعة التقلص ومن غير المفهوم لماذا كون الألياف من النوع II سهلة التأثير بالنسبة لموضوع التراجع بتقدم العمر ولكن هناك أمكر مشجع في هذه المسألة وهو أن الألياف ما زالت قادرة على التضخم عند التدريب على تحمل الأوزان.
يظهر الإناث والذكور تراجعا مشابهاً في موضوع القوة العضلية ويكون هذا الضمور أكبر عند الأشخاص قليلي الحركة حيث يكون أكثر شمولاً للطرف السفلي، يكون النقص في قوة التقلص المركزي أكبر من غيره ويظهر بشكل كبير عند الحركات السريعة ولكن بكافة الأحوال يكون النقص في القوة بسبب التقدم في العمر أقل في التقلص المركزي والايزومتري ولكن في بعض الأحيان لا يكون هناك تناقص أبداً.
ولذلك فإنه يوجد تناقص في هذه التغيرات حيث أن نقص القوة أثناء التقلص المركزي قد يزيد أداء العضلة عند التقلص اللامركزي، هذه الظاهرة غير مفهومة بعد حيث يعتقد بأن زيادة حجم العضلة تتحسن عند التحميل على العضلة باستطاعات أقل من استطاعتها العظمى وبتقلص لا مركزي.
إن الاختلافات في قوة التقلص الإرادي المركزي القصوى قد تكون إما بسبب عدد اقل من الألياف العضلية أو نقص الاستثارة من السبل العصبية الصادرة.
النسيج العظمي يتأثر من خلال العنصر المعدني (الصلابة) ومصفوفة الكولاجين (قوة الشد).
خلال الطفولة والشباب يتجاوز الترسب المعدني الارتشاف وهذا يزيد من كثافة النسيج العظمي وقوته أما عند التقدم في العمر فإنَّ الارتشاف يتجاوز الترسيب وبالتالي تنقص كثافة العظم بما يقارب 1 % سنوياً ويقل تكون البروتين وبالتالي تتدهور مصفوفة الكولاجين وتصبح العظام أكثر هشاشة.
تزداد كثافة معادن العظم (BDM) بالتمرين المنتظمة المتدرجة ويمكن الهيكل العظمي أن يستجيب ويزيد من (BDM) حتى العقد الثامن من العمر لذا فإنَّ ممارسة الرياضة التي تبطل فقدان 1 % من (BDM) جديرة بالتطبيق.
الجهاز العصبي العضلي الهيكلي:
البنى المفصلية والنسج تتضمن: السطوح المفصلية للعظام، الغضاريف، الأغشية الزليلية والسائل الزليلي، المحافظ المفصلية، الأربطة والنسج الضامة الأخرى.
نتيجة تقدم في العمر يحدث تغيرات في هذه البنى حيث تصبح المحفظة والأربطة أكثر قساوة وتفقد المرونة ويحدث بعض القصر في الألياف وينقص إنتاج السائل الزليلي ويترقق الغضروف.
يجب أن تكون أحد الأهداف الأساسية بعد فحص وتقييم أي شخص يعاني من صعوبات بالحركة وتقيدات التنقل هو إيجاد الطرق المناسبة للحفاظ على وتطوير مستويات النشاط الفيزيائي خلال الحياة اليومية الروتينية وهذا يتضمن العناية بالمدى الحركي للمفاصل، مقدار ونوعية عمل العضلات، تطبيق القوى على الهيكل العظمي والتنوع في الوضعيات والأوضاع المتخذة خلال اليوم.
الجهاز القلبي الوعائي:
إن الجهاز القلبي الوعائي (القلب – الدم – الأوعية) هو نظام النقل الذي تتلقى من خلاله الخلايا والأنسجة والأعضاء وأنظمة الجسم المواد الأساسية لاستمرارها في الحياة ونموها وأداء وظائفها وهو أيضاً نظام توصيل يتم من خلاله نقل رسائل كيميائية من مراكز صنعها إلى الأنسجة المستهدفة لتغيير النشاطات داخل تلك الأنسجة.
بالتالي فإنَّ عمل الجهاز القلبي الوعائي هو تفعيل وتعديل نشاط كل نسيج أو عضو أو جهاز داخل الجسم وإن أي تغير فيه سيكون له عواقب على الصحة وعمل الجسم ككل.
إن التقدم في العمر سيؤثر على جميع عناصر هذا الجهاز ولكن كما هو الحال في العديد من وظائف وبنى الجسم فإنَّ للجهاز القلبي الوعائي القدرة على الحماية الذاتية والتي تعني في الجسم الصحيح أن التقدم بالعمر بحد ذاته له تأثير بسيط على كفاءته وفعاليته، الأكثر أهمية هو حدوث وانتشار التغير المرضي والذي يترافق بشكل كبير مع التقدم بالعمر وبعض أنماط الحياة المحددة.
القلب:
عضلة القلب تصبح أقل مرونة وأكثر تليفاً ويصبح التقلص أقل فاعلية مع استجابة أضعف وتنخفض كتلة وحجم الألياف.
نظام التوصيل: يبطئ التغير الليفي من معدل ضربات القلب ويمكن أن يزيد من الشذوذات.
الصمامات: تصبح أقسى واقل مرونة.
الأوعية الدموية: