أثر البيئة:

لا ينكر المدافعون عن دور البيئة وأثرها في الذكاء دور الوراثة، إذ يؤكدون أن الذكاء موروث في الأصل إلا أن ذلك ليس إلا مجرد بداية.

فكل إنسان يرث بنيته الجسدية من والديه ولكن وزن الجسم مثلاً يعتمد على مستوى الغذاء وممارسة التمارين الرياضية.

وبالمثل يقال بأننا نرث قدرات عقلية معينة إلا أن تطور هذه القدرات وتفتحها يعتمد على ما نراه في البيئة منذ الولادة، وكيف يستجيب الأهل لمحاولاتنا الأولى في الكلام ومستوى المدارس التي نتعلم فيها، والكتب التي نقرأها، وبرامج التلفزيون التي نشاهدها، وحتى الغذاء الذي يتاح لنا.

بل أن البعض يرى أن تأثير البيئة يبدأ قبل الولادة، إذ تشير نتائج العديد من الدراسات إلى أن غذاء الأم والأدوية التي تتناولها أثناء الحمل تؤثر في مستوى ذكاء الطفل.

واستناداً إلى رأي أنصار البيئة وتأثيرها في نسبة الذكاء أجريت عدة دراسات لمعرفة أثر البيئة في رفع مستوى الذكاء، وتوصلت هذه الدراسات إلى نتيجة مفادها أن توفير الظروف البيئية المتنوعة تسهم في تحسين نسبة الذكاء لدى الافراد.

وعلى سبيل المثال توصلت دراسة (كيمي وهاسكنز) إلى أن تقديم التغذية الجيدة والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية يؤدي إلى تحسين نسبة ذكاء الأطفال في السنوات الخمس الأولى بدرجة كبيرة.

كما أوضحت دراسة (ماك كول) ودراسة (هنت) أن نقل الأطفال المحرومين إلى بيئات غنية يسهم في رفع نسبة ذكائهم من (30-40) درجة.

وتعتبر التربية والتعليم بمعناه الواسع من أهم المؤثرات البيئية في الذكاء، " لأن التعليم هو الذي يحول الذكاء من قدرة كامنة إلى قوة حقيقية ومن احتمالات وفرضيات إلى إجراءات وحلول ومعالجات لمواقف ومهام محسوسة وقابلة للأداء ".

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن