مفهوم ومعنى الذكاء:

لقد حظي مفهوم الذكاء بقدر كبير من الاهتمام من قبل علماء النفس منذ بداية القرن الماضي أو القرن العشرين وحتى نهايته.

وقد انعكس هذا الاهتمام من خلال العدد الكبير من الدراسات والبحوث والنظريات التي تناولت الذكاء إلا أن هذه الدراسات والبحوث على كثرتها وتعدد مناهجها وأساليبها وتباين النظريات التي اشتقت منها لم تصل إلى تصور يمكن أن تكتمل تحت لوائه طبيعة الذكاء الإنساني وخصائصه ومظاهره وأساليب التعبير عنه وقياسه.

ومع أن البحث حول الذكاء أحرز تقدماً لا يمكن إنكاره إلا أنه ما يزال يكتنفه الكثير من الغموض ولاسيما طبيعته ومكوناته خلال مراحل النمو المختلفة من الولادة إلى الشيخوخة.

لما كانت الخبرات التي يواجهها الفرد في مراحل نموه المختلفة عديدة ومتنوعة فأنه يصعب حصرها في مفهوم الذكاء الأمر الذي يؤدي إلى غموض هذا المفهوم وعدم القدرة على تحديده بوضوح ودقة.

وقد يعود مفهوم الذكاء إلى تعدد المعاني المرتبطة به ويذكر فرنون عام 1964 في هذا الصدد ثلاثة معان ترتبط بالذكاء:

  1. الأول يشير إلى الطاقة الفطرية للفرد ويعكس الاتجاه الوراثي للذكاء.
  2. والثاني يشير إلى سلوك الفرد ولاسيما السلوك الذي يتضمن التفكير والتعلم وحل المشكلات ويعكس الاتجاه البيئي للذكاء.
  3. أما المعنى الثالث المرتبط بالذكاء، فيرتبط بالنتائج التي يمكن الحصول عليها من خلال تطبيق اختبارات الذكاء التي تتكون من بعض القدرات المحددة كالقدرات اللفظية أو العددية أو الميكانيكية.

ويعكس هذا المعنى ما يسمى بالتعريفات الإجرائية للذكاء والتي تقرر بأن الذكاء هو ما تقيسه اختبارات الذكاء.

مما سبق نجد بأن الذكاء مفهوم مجرد لا يشير إلى شيء مادي أو ملموس يسلكه الشخص الذكي ولكنه مفهوم نصف به السلوك والتصرفات التي تصدر عن الفرد في المواقف المتعددة.

الذكاء وقضاياه:

وقد تباينت أساليب معالجة الذكاء بسبب الطبيعة الخاصة لمفهومه.

فقد كانت الأساليب الكمية سائدة في القرن الماضي حيث بقي الذكاء أسير المعالجة الكمية من الناحيتين النظرية والتطبيقية وتركزت اهتمامات الباحثين على تناول أنماط الفروق الفردية بتطبيق العديد من الاختبارات التي تقيس الذكاء بوصفه قدرة عقلية عامة، تنظر إلى الذكاء نظرة أحادية وثنائية أو قدرات عقلية متعددة وثم جاءت الأساليب المعرفية العقلية على تجهيز ومعالجة المعلومات.

ومفهوم الذكاء من أكثر المفاهيم شيوعاً وتداولاً بين الناس وهو مرادف في نظر الناس للبداهة والفطنة لما يدور حول الفرد من أمور وما يقوم به من أعمال كما أنه مرادف للمهارة والحذق في معاملة الناس.

والذكاء مفهوم فرضي كمفهومي الزمن والمغنطة في الفيزياء وكالكهرباء يعرف بنتائجه بمعنى أننا لم نرى الذكاء وهو غير محسوس وإنما نستطيع أن نحكم عليه من خلال ملاحظه سلوك الأفراد في المواقف المتعددة.

وإحدى خصائص السلوك الذكي البصير هي أنه باستطاعة الفرد أن يلاحظ ما بين الأشياء من علاقات وبوسعه أن يطبق ما لاحظه في مواقف جديد تماماً.

ويختلف علماء النفس في فهمهم للذكاء ولكنهم يتفقون إجمالاً على أن الذكاء عبارة عن قدرة عامة تظهر في إمكانية الفرد على التعلم واكتساب المهارات.

وفي القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة أو المشكلات الجديدة التي تواجه الفرد في القدرة على ممارسة العمليات العقلية العليا كالتفكير والتذكر والتخيل وإدراك العلاقات وحل المشكلات.

وربما يعوض غموض مفهوم الذكاء وصعوبة تحديد بدقة إلى كونه صفة و ليس كينونة كما أكد ساتلر عام 1982.

فهو يرى أن الذكاء لا وجود له في حد ذاته وإنما هو نوع من الوصف ننعت به فرداً معيناً عندما يتصرف بطريقة معينة في وضع معين.

ولدى تكرار أنماط سلوكية مشابهه في ظروف حياتية مختلفة وصف ذلك الفرد بالذكاء بحيث يكون ذكائه من سلوكه وتصرفاته.

ولما كانت سلوكيات الفرد وتصرفاته عديدة ومتنوعة يصعب حصرها لذلك يصعب تحديدها في ضوء مفهوم واحد كالذكاء.

ومن العوامل التي تؤدي إلى غموض مفهوم الذكاء أن الذكاء يكون في جانب منه نتيجة للخبرات التي يكتسبها الفرد وتتراكم على نحو شبه منظم خلال مراحل نموه المختلفة.

حيث يبدو الذكاء كأنه نوع من تتابع وظائف النمو الثابتة أو تسلسلها مشابها بذلك مهارات النمو ووظائفه التي يمكن ملاحظتها لدى نضج الأطفال وتقدمهم بالعمر فهي تسير بنظام ثابت تقريباً.

تعريف الذكاء:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن