نظرية تحقيق الذات لدى ماسلو:
تقع نظرية ابراهام ماسلو في الشخصية شأنها في ذلك شأن نظرية روجرز في العالم الثالث الواسع لعلم النفس المعروف باسم السيكولوجيا الإنسانية.
ويؤلف التحليل النفسي ونظرية التعلم العاملين الرئيسيين الآخرين وقد ركز ماسلو أكثر من روجرز نفسه على النزاعات الإيجابية المتفائلة في الوجود الإنساني.
وهو يعتقد أن لكل شخص طبيعة أساسية هيكلاً للبنية السيكولوجية يشترك في قسم منه مع الكائنات البشرية الأخرى في حين يبقى القسم الآخر فريداً.
وهناك مركب وراثي قوي في طبيعة كل شخص والشخص السوي ينزع باستمرار إلى تحقيق شخصيته وإلى إطلاق طاقاته الأساسية أي إلى تحقيق ذاته ويقول ماسلو: إن الطبيعة الداخلية ليست في قوة الغرائز الحيوانية وسيطرتها ومنعها من الخطأ.
إنها ضعيفة ورقيقة وخفيفة ويسهل أن تتجاوزها العادة أو الضغوط الحضارية أو الاتجاهات الخاطئة حيالها.
وبالرغم من أنها ضعيفة إلا أنها نادراً ما تختفي لدى الشخص السوي أو حتى لدى المريض على وجه الاحتمال وهي موجودة في الخفاء وتضغط أبداً في سبيل تحقيق الذات.
ويرى ماسلو أن دراسة الأشخاص المضطربين انفعالياً أدت إلى إنتاج سيكولوجية محرفة: وبدلاً من ذلك فقد سعى ماسلو وراء نماذج من الناس الذين حققوا ذواتهم وأطلقوا قدراتهم الأساسية.
وقد وجد ماسلو بعض هؤلاء الأشخاص في التاريخ نابليون وبيتهوفن ولنكولن وكان آخرون معاصرون له مثل آينشتاين وآخرون كانوا رجال أعمال أو رياضيين أو فنانين.
وقد وجد ماسلو أن لهذه المجموعة من الناس بعض الصفات المميزة كالتالي:
- كانوا منفتحين على الخبرة بحيوية وجد.
- كانوا في توافق مع أنفسهم وفي حالة انسجام داخلي.
- كانوا عفويين ومستقلين ويملكون تقويماً صادقاً غير نمطي للأشخاص والأحداث.
- كرسوا جهداً كلياً لأهدافهم وأرادوا أن يكونوا الأوائل أو على الأقل في الصف الأول.
- كانوا مكرسين بصورة كلية ومبدعة لقضية ما تقع خارج ذواتهم.
- كانوا مرتبطين مع قلة محبوبة من الآخرين على مستوى انفعالي عميق.
- قاوموا المطابقة مع الحضارة وكانوا يستطيعون التباعد عنها.
إن قلة من الناس هي التي يمكن أن توصف بأنها حققت ذواتها بهذا المعنى.
إلا أن لمعظمنا برهات من تحقيق الذات أو ما يشير إليه ماسلو باسم الخبرات الصوفية: ولادة الطفل الوقوف على قمة جبل لحظة تبصر.
فخلال هذه البرهات الحيوية والعالية التركيز غالباً ما يتم فقدان للتوجه في المكان والزمان وشعور بالثراء والوحدة وللارتكاس الهيجاني المرافق نكهة خاصة نكهة الدهشة والنشوة والاحترام والتواضع والتسليم أمام الخبرة كما لو كان المرء شيء عظيم.
بعض السمات المتصلة بنظرية الذات: