نموذج هوارد جاردنر:

يعد هذا النموذج من النماذج التصنيفية، ظهر لأول مرة في كتاب للعالم الأمريكي المعاصر هوارد جاردنر عام 83 عنوانه أطر العقل.

ومنذ ذلك الوقت حظي هذا الكتاب ومؤلفه بشهرة فائقة تجاوزت حدود ما أنجزه بالفعل.

سمي هذا النموذج بين نظرية الذكاء المتعدد التي استمدها جاردنر وزملائه من أبحاثهم على عدة فئات من مختلف شرائح المجتمع وملاحظاتهم للأفراد الذين يتمتعون بقدرات خارقة في بعض المجالات ولا يحصلون في اختبارات الذكاء إلا على درجات متوسطة أو دونها.

وأخذوا كذلك بالحسبان نتائج مجموعة من اختبارات علم النفس التي تخضع للتحليل الاحصائي وما بينها من عوامل ارتباط وما إذا كانت الخبرة التي تكتسبها من التدريب على مهارة ما ذات أثر في اكتسابنا مهارة أخرى.

ويختلف نموذج عن النماذج السابقة في أنه لا يستند إلى محك واحد مثل مفهوم الارتباط بين الاختبارات كما هو الحال في نماذج التحليل العاملي أو نتائج البحث التجريبي في علم النفس كما هو الحال في نماذج تجهيز المعلومات.

وقد جاءت نظرية جاردنر شبيهه بنظرية ثيرستون في الذكاء من زاوية اعتقاد جاردنر بأن الذكاء مكون من مجموعة كبيرة من القدرات المنفصلة.

أو الذكاءات المتعددة التي يقوم كل منها بعمله مستقلاً استقلالاً نسبياً عن الآخر.

ويرى جاردنر أن كل نوع من أنواع الذكاء لابد أن تتوافر فيه ثمانية محكات تؤدي وجودة ويحددها على النحو التالي:

إمكانية تحديد نوع الذكاء في ضوء نتائج الدراسات في إصابات المخ حيث تؤكد دراسات علم النفس العصبي وجود بني عصبية مختلفة لكل نمط من الذكاء.

ظاهرة الأفراد غير العاديين من نوع الحكماء والعباقرة وغيرهم والتي تؤكد النمو المستقل لأنماط مستقلة من الذكاء الإنساني.

وجود مجموعات أو محاور معينة من العمليات ترتبط بالميكانيزمات العصبية ويختلف عدد هذه المجموعات من ذكاء إلى آخر.

وجود تاريخ نمائي مميز مستقل لكل نمط من أنماط الذكاء في مراحل العمر المختلفة مع وجود مجموعة محددة من الأداءات تميز مستوى الخبرة العالية فيه.

وجود تاريخ تطوري لكل نمط من أنماط الذكاء، يرتبط بالصور البدائية والمبكرة للتعبير لدى الأنواع الحيوانية الأخرى.

وجود تأييد لأنواع الذكاء من أدلة البحث في المجال السيكومتري، الذي يعتمد على الاختبارات والتحليل العاملي

فالاختبارات التي تقيس أنواع مختلفة من الذكاء تكون معاملات الارتباط بينها أقل من تلك التي تقيس النمط نفسه من الذكاء.

قابلية نمط الذكاء للتشفير في نسق رمزي معين تحدده الثقافة التي يعيش فيها الأفراد فالذكاء الموسيقي يعبر عنه في لغة صوتية.

توافر أدلة في بحوث علم النفس المعرفي بأن المهمات المزدوجة حين تتطلب أنماطاً مختلفة من الذكاء.

أنواع الذكاء عند جاردنر:

اقترح جاردنر في كتابة (أطر العقل) الصادر عام 1983 ستة أنواع مستقلة من الذكاء هي الذكاء الحسي الحركي، والذكاء الموسيقي، والذكاء الرياضي المنطقي، والذكاء اللغوي، والذكاء المكاني، والذكاء الشخصي أو الاجتماعي.

وفي عام 1986 فصل بين الذكاء الشخصي والذكاء الاجتماعي، وفي عام 1996 أضاف نوعاً آخر من الذكاء سماه الذكاء البيئي، وبذلك أصبح عدد أنماط الذكاء ثمانية يسميها " الذكاءات المتعددة " وهي كما يلي:

الذكاء اللغوي:

ويعني القدرة على التعامل مع مستويات اللغة وفنونها، نحواً وصرفاً، فقهاً واستخداماً، قراءةً وكتابةً، استماعاً وتحدثاً.

وهو أكثر أنواع الذكاء شيوعاً في الاختبارات التقليدية، وتوجد أجزاء في المخ مسؤولة عنه في النصف الكروي الأيسر.

والأطفال الذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء يستمتعون بالقراءة والكتابة ورواية القصص وحل الألغاز.

الذكاء المنطقي-الرياضي:

هو القدرة على حل المسائل بتجزئتها، وهو في رأي جاردنر مستقل عن الذكاء اللغوي لأن حل المشكلات قد يتوصل إليه الباحث قبل صياغته لفظياً.

والأطفال الذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء ينجذبون إلى حل المسائل الرياضية وإلى الألعاب والتجارب التي تحتاج إلى تفكير معمق من أجل حلها.

الذكاء المكاني:

يتعلق الذكاء المكاني بالقدرة على تصور المكان النسبي للأشياء في الفراغ، ويتجلى لدى ذوي القدرات الفنية، وهو لا يعتمد على الإدراك البصري فقط.

الأطفال الذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء يستغرقون بالتصورات والتخيلات، ويقضون أوقات فراغهم بأحلام اليقظة.

الذكاء الجسمي-الحركي:

ويشير إلى القدرات التي تتطلب استخدام البدن ببراعة لحل مشكلة ما، أو التعبير الجسدي أو الحركي عن فكرة أو مشاعر معينة.

ويتجلى لدى ذوي القدرات المتميزة من الرياضيين والراقصين والجراحين والممثلين.

والأطفال الذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء هم غالباً رياضيون وراقصون ويعالجون المعرفة من خلال المشاعر والأحاسيس الجسدية.

الذكاء الموسيقي:

يتجلى الذكاء الموسيقي لدى ذوي القدرات غير العادية في الموسيقى (تمييز النغمات والألحان، وتقدير اللحن، والتأليف الموسيقي) وهو يرتبط بالنصف الكروي الأيمن للمخ.

والأطفال الذين يملكون هذا النوع من الذكاء غالباً ما يغنون لأنفسهم، وينتبهون لأصوات يمكن ألا ينتبه إليها الآخرون.

الذكاء الشخصي:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن