التطور النفسي عند الطفل - الجزءالثاني 

المرحلة الثانية من عمر ٣ إلى ٦ سنواتSecond stage from 3 to 6 years :

وتسمى مرحلة ما قبل المدرسة، تنمو في هذه المرحلة قدرات الطفل على ضبط الذات والتآلف مع الوجوه الغريبة ومغادرة المنزل بفعل اتساع محيطه الاجتماعي، وبناء عليه يكون الطفل مؤهلاً لزيارة العيادة السنية والتكيف مع مثيراتها ويحس بهويته الجنسية وبالاستقلالية.

يبدأ الشعور بالذنب أو القلق عند انتهاك قاعده أخلاقية، وتتطور المعرفة فتظهر القدرة على التفكير والاستنتاج والاستطلاع والاستكشاف، وتزداد الأسئلة لماذا وكيف وأين؟ بهدف حب الاستطلاع أو لفت النظر أو الخوف أو القلق، وهنا يجب التعامل معه بالصدق والبساطة لزيادة المعرفة وإشباع الفضول وتحقيق بعض الدوافع واكتساب بعض المفاهيم الحسية كالحجم والشكل أما المفاهيم المجردة فلا يدركها، ويمكن الاستفادة من ذلك في العيادة السنية بجعله يتحسس الأدوات ويمسكها ولا بد من تكرار الشرح حول العمل والعيادة لأن سعة الذاكرة قصيرة ومشتتة.

يتمحور إدراك الزمن حول الحاضر، أما المستقبل والماضي فاهتمامه بهما عابر ويعني له الرفض.

تزداد القدرة على التخيل ويختلط الواقع بالخيال وينقاد للكذب غير المقصود، إذ يرى أحلام اليقظة حقيقة، تظهر لديه انفعالات الحب والفرح والغيرة والخجل والزهو، وسرعان ما ينقلب الغضب إلى السرور والخوف إلى الطمأنينة ويلعب الخيال دوراً في إيجاد مثير وهمي للخوف كالأشباح والظلام، ولا بد من احترام هذه المخاوف والعمل على معرفة الأسباب ومساعدته في التخلص منها بعيداً عن الإجبار والقسوة.

ويعشق التشجيع والمديح والاعتزاز بإنجازاته التي لها الأثر السحري في بناء الفرد، وعلى طبيب الأسنان الاستفادة من ذلك.

إذاً عمر الثلاث سنوات عمر الهدوء والتكيف الجيد ويمتثل للأوامر ويشعر بالاطمئنان مع ذاته ومع الآخرين ويرغب بالصداقات، تنقلب الأمور بعد ستة أشهر وتدخل مرحلة خلل في كلٍ من التوازن والاطمئنان والتناسق وتظهر الأشكال السلوكية للتربية الخاطئة ) التبول الليلي - التأتأة - مص الإصبع - قضم الأظافر - السلوك العدواني).

يوصف طفل السنوات الأربع بالثائر من الناحية الحركية والعاطفية واللغوية والخيالية والعلاقات الشخصية، ولا بد من فهم تقلبات النمو وإظهار شيء من الحزم.

ينتقل طفل الرابعة والنصف إلى الواقعية أكثر في سلوكه ويحدث نمو سريع وتميز بين الواقع والخيال ويرغب في المناقشة وتوجيه الأسئلة ويتحمل الإحباط ويهتم بالحروف والأرقام.

يتميز عمر الخامسة بالتركيز والواقعية وهو عمر التوازن والسلوك الثابت والأمان، لا يحاول القيام بنشاطات تفوق قدراته.

يمتد ذلك إلى عمر الخامسة والنصف حيث ينطلق في نشاطاته إلى العالم الخارجي ويقل ارتباطه بوالدته مما يسبب مصاعب كثيرة لمن حوله، وتبلغ المناقشة ذروتها في هذا العمر، مع بداية السادسة تظهر علائم التفكير المنطقي من خلال عملية النضج الاجتماعي المترقي تدريجياً والإرشادات التربوية السليمة في الخطأ والصواب، يظهر التفكير المنطقي وتصبح الأنا الذاتية مركز الاهتمام فتظهر الأنانية الطفلية وإشباع الرغبات ورفض اللوم والنقد ويميل للمديح والإطراء، لذلك فالتعامل معه صعب ولديه استعداد كبير للخبرات الجديدة.

المرحلة الثالثة من سن ٦ إلى ١٢ سنة Therd stage from 6 to 12 years of age:

وهي مرحلة المدرسة الابتدائية إذ ينتقل الطفل من بيئة الأسرة المتآلف معها إلى بيئة غريبة ووسط جديد ونظام غير مألوف.

تتطلب هذه النقلة امتلاك الطفل للياقة الجسمية والكفاية العقلية والعاطفية والقدرة على التكييف ليوجد لنفسه مكاناً لائقاً يناسب متطلبات المدرسة والأقران وذلك لتأسيس الصداقات ويصبح الطفل قادراً على فهم المجردات نسبياً.

وتظهر في هذه المرحلة مخاوف جديدة من المدرسة والمعلمين والأقران، ثم يتخلى عن سلوكيات الغضب عند اعتراضه لعائق يحول دون تحقيق رغباته بل يتحول من السخرية والحرد والسباب والتسميات الساخرة المهينة ويتجه نحو الإحساس بالطمأنينة والأمن والاستقلال والتقدير والاعتزاز بالذات ويؤدي التوجيه المدرسي والبيتي دوراً مهماً في تقبل المعايير الاجتماعية وتهذيب السلوك المناسب للعرف الاجتماعي والأخلاقي.

ويبدأ الاهتمام بمظهره ومنها المظهر السني والفموي ويحاول حجب العيوب منها حيث يظهر السلوك التجنبي وزيادة الحساسية نحو النقد والسخرية.

لذلك فسوء التكييف المدرسي له عقابيله السلبية على مستقبل تكيفه الاجتماعي كالعزلة والمخاوف من الأقران وموقف المعلم من الأداء المدرسي، هنا على الأهل الاهتمام بأسلوب الرد وتدريب الطفل لاكتساب المهارات الاجتماعية التي تناسب المؤثرات المدرسية.

تطرأ في هذه المرحلة تغيرات على القدرات المعرفية والعقلية والفكرية والتي تفيد في التكيف الاجتماعي ويرى أن النمو المعرفي يتسم بالقدرة على الاستنتاج وترتيب الأشياء إلى جانب نمو المفاهيم المجردة كما تنمو القدرات الإدراكية والشفوية والكتابية.

تظهر في عمر السابعة القدرة على التخيل الذهني حيث