رضوض الاأسنان الأمامية (الوبائيات و الأمراض)  

- الوبائيات والأسباب :Epidemiology and etiology

انتشار الأذيات السنية الأمامية عند الأطفال يزداد باستمرار وقد أثبتت المقارنة بين الدراسات الإحصائية القديمة والحديثة ذلك، ففي دراسة للباحث ELLIS عام 1960بلغت هذه النسبة فقط 4.2 %، وفي دراسة للعالم GRAGE عام 1967 كانت النسبة 5.6 %، أما الدراسات الحديثة فقد بينت أن 30 % من الأذيات تصيب الأسنان المؤقتة و 20 % تصيب الأسنان الدائمة، كما أوضحت الدراسات الأخيرة أن ثلث الذكور وربع الإناث يتعرضون لهذه الأذيات قبل إنهاء المرحلة المتوسطة من الدراسة، أي أن نصف الأطفال ينالهم أحد أشكال هذه الأذيات السنية ، والأسباب الداعية لذلك عديدة:

١- تنجم الأذيات السنية في السنة الأولى من الحياة عن السقوط من الحاضنة وهي نادرة.

٢- تزداد الحوادث والأذيات المذكورة مع بدء الطفل محاولاته في الحركة والزحف.

٣- ترتفع تلك الأذيات مع بدء الوقوف والمشي والركض فهو يفتقر إلى الخبرة وعدم بلوغ التناسق الحركي مرحلة النضج اللازمة.

٤- تحدث أعلى نسبة من أذيات الأسنان المؤقتة بين عمر / 1 – 3 / سنوات وخاصة في السنة الثالثة، بينما تكون ذروة هذه النسبة في الأسنان الدائمة بين عمر 8 – 11 سنة ومعظمها في عمر تسع سنوات.

٥- من الأسباب الهامة والمفجعة لأذيات الوجه والأسنان توسع حركة النقل وعدم استخدام حزام الأمان في المركبات وجلوس الطفل قبل عمر الثانية عشرة في المقعد الأمامي، إذ لم يبلغ المنعكس الوقائي مرحلة النضج بمد اليدين لحماية الوجه من الارتطام عند التوقف المفاجئ، والأسوأ وضع الطفل في حجر أمه وهي تجلس بجانب السائق أو يوضع الطفل بين السائق والمقود حيث يأخذ الطفل دور الوسادة الهوائية في حماية السائق عند التوقف المفاجئ أو اصطدام السيارة من الخلف وقد سجلت حالات مفجعة أودت بحياة الطفل أو جعلته مقعداً.

٦- متلازمة الطفل المضطهد Abused child syndrome أو متلازمة ضرب الطفل Battered child :syndrome

وهي إحدى نتائج التقدم الحضاري والصناعي الاستهلاكي فقد تفككت روابط الأسرة، إذ لوحظت أذيات شديدة على الوجه والأسنان وباقي أعضاء الجسم نتيجة ضرب الطفل على وجهه وفمه محاولةً من الأهل لإسكاته أو معاقبته وضبط سلوكه، فقد يظهر فحص الفم تمزق الغشاء المخاطي في منطقة الشفة وقرب اللجام، وغالباً ما يكون هؤلاء الأطفال دون الثلاث سنوات والأسوأ في هذه الحالة هو تأخر الزيارة إلى الطبيب عدة أيام.

تكشف الفحوص السريرية والشعاعية لهؤلاء الأطفال وجود كدمات وندبات على الوجه والجسم قديمة وحديثة وكسور في العظام الطويلة والأضلاع والجمجمة في مراحل مختلفة من الشفاء، أما الصور الشعاعية فتبين أذيات قديمة على الأسنان المؤقتة ) كسور الجذور – آفات ذروية-انسداد الحجرة اللبية-تشوهات في براعم الأسنان الدائمة) وهي مؤشر لتكرار تعرض الطفل للضرب.

والأخطر في ضرب الطفل على الرأس والوجه هو