يجب على طبيب الأسنان تفضيل المواعيد الإسعافية للمرضى الذين تعرضوا لأذية سنية ما، لأن الانتظار يشكل محنة قاسية لكل من الأهل والمريض، ورغم أن هذا الإسعاف سيخل ببرنامج العيادة إلا أن الاعتذار من المرضى يجعلهم يقفون إلى جانب المريض وأهله إنسانياً وأمام هذه الإسعافات تظهر براعة الطبيب في السيطرة على الموقف بشكل إيجابي وفي تشخيص وتقديم المعالجة الفعالة والناجعة، يفضل اعتماد استجواب خاص بهذه الأذيات يساعد في وضع التشخيص وخطة المعالجة والذي يشمل:
١- التاريخ الصحي :Medical history
ويشمل معلومات عن الصحة العامة وخاصة تلك المرتبطة بالأذيات السنية كالأمراض القلبية للوقاية من التهاب الشفاف تحت الحاد – اضطرابات النزف كاعتلال آلية التخثر أو النزف – الارتكاسات الدوائية التحسسية – الصرع – تمنيع الطفل ضد الكزاز إذ من المعلوم أن الطفل يحصل على مناعة مكتسبة نشطة ضد الكزاز خلال السنة والنصف الأولى من الحياة من خلال التمنيع الثلاثي (الدفتريا- الشاهوق – الكزاز .Diphtheria – Pertussis – Tetanus ( D-P-T ))
ويجب إعادة التمنيع كل عشر سنوات، أو عند الإصابة بجرح ملوث بالتراب ومضى على التمنيع أكثر من خمس سنوات فإنه يعطى / 0.5 مل / من نظير ذيفانات الكزاز تحت الجلد.
أما الطفل غير الملقح فيعطى ٤ وحدات / كغ تحت الجلد من الغلوبيولين المناعي للكزاز .Tetanus immune globulin
٢- تاريخ الأذية السنية History of the dental injury :
على الطبيب تنظيف الفم وما حوله بقطعة شاش أو إسفنج مرطبة بالماء عندما تكون المنطقة ملوثة بالدم أو بأجسام ومواد أخرى حسب مكان الحادث.
ويجب التعامل بلطف مع تمزقات النسج اللينة وفي غضون دقائق سيكَون الطبيب تصوراً أولياً عن شدة واتساع الأذية.
يقوم الطبيب بطرح مجموعة من الأسئلة للمريض أو الأهل للوقوف على تشخيص الحالة ووضع خطة المعالجة:
١ - اسم وعمر وجنس وعنوان وهاتف المريض.
٢- كيف حدثت الأذية؟
فطبيعة حدوث الأذية تغني الطبيب بالمعلومات اللازمة حول نموذج وصنف الأذية ليضع التصور الصحيح حول التشخيص وخطة المعالجة، فمثلاً الصدمة أسفل الذقن قد تؤدي إلى (كسر في الارتفاق الذقني أو لقمة الفك أو كسر تاج وجذر الأسنان الخلفية، وفي الأسنان المؤقتة هناك احتمال لأذى براعم الأسنان الدائمة، بالإضافة إلى الاهتمام بأذية العمود الفقري في منطقة الرأس والعنق).
كذلك فإن متلازمة الطفل المضطهد قد تكون سبباً آخر لحدوث الأذية ولا سيما عند مرافقة الأذية السنية لرضوض معممة قديمة.
٣- أين حدثت الأذية؟
معرفة مكان حدوث الأذية تلقي الضوء على احتمال التلوث بالتراب وضرورة إعطاء جرعة داعمة ضد الكزاز.
٤- متى حدثت الأذية؟
يعتبر عامل الوقت حاسماً في إنذار الحالة ونوعية العلاج، فالإجابة على هذا السؤال تُحدد المدة التي انقضت بين حدوث الأذية ولحظة المعالجة، ولا سيما في الخلوع الكاملة والجزئية بأشكالها المختلفة وذلك لاتخاذ القرار في المحافظة على حيوية السن أو على السن إن كان مؤقتاً أو دائماً ولا سيما الأسنان الدائمة الفتية، عند تضارب المعلومات بين القصة المرضية ومظهر الأذية والجروح والكدمات المرافقة يجب الشك بمتلازمة الطفل المضطهد.
٥- وعي المريض: