الذكاء والعمر:

إن مسألة ثبات معامل الذكاء مع مرور الزمن مسألة ذات أبعاد تربوية واجتماعية مهمة، فإذا كان الذكاء ثابتاً لا جدوى من المناداة بتحسين الظروف التعليمية وإذا كان متغيراً يجب تحديد العوامل التي تسهم في تغييره.

أكد بعض علماء النفس أن الذكاء ثابت وغير متغير عبر مسيرة الحياة بينما ذهب بعضهم الآخر إلى أن الذكاء يتطور ويتغير عبر مسيرة الحياة.

من هؤلاء العلماء أصحاب اتجاه النظريات الخاصة بمعالجة المعلومات الذين أكدوا أن الأفراد عبر حياتهم يكتسبون معلومات أكثر ويصبحون أقدر على تنظيمها وتطبيقها واستخدامها فهم يصبحون أكثر قدرة على القيام بمعالجات معرفية أكثر تعقيداً.

تشير الدراسات المتعددة إلى أن علامات اختبارات الذكاء تكون ثابتة خلال سنوات العمر المبكر فلقد وجدت بايلي bailey في إحدى الدراسات عدم وجود علاقة بين الذكاء المقاس في عمر السنة الأولى وعمر السابعة عشرة ومع التأكيد بأن الذكاء قبل سن الخامسة غير ثابت.

فإنه بمجرد اجتياز الطفل السادسة تقريباً ودخوله المدرسة الابتدائية تبقى نسبة ذكائه ثابتة إلى حد ما حتى يصل إلى المرحلة الجامعية حيث أن الأطفال الذين يحصلون على نسبة ذكاء مرتفعة في سن السادسة عادةً ما يحصلون على نسبة ذكاء مرتفعة مماثلة في السادسة عشر من العمر.

وكذلك ينزع الأطفال الذين يحصلون على نسبة ذكاء متوسطة أو أقل من المتوسط في السادسة من عمرهم إلى الحصول على النسب نفسها في السادسة عشر من عمرهم أيضاً.

ومع أنه ليس هناك عوامل مرتبطة بالعمر تمكن من التنبؤ بنمو نسب الذكاء أو انحدارها في مرحلة الطفولة.

إلا أنه قد تطرأ بعض التغييرات على نسبة الذكاء في هذه الفترة. فالبيئة غير المناسبة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض نسبة الذكاء المقاس بينما تستطيع البيئة الغنية بالمثيرات أن ترفع من درجات نسب الذكاء.

ففي بحث قامت به هونزيك honzik و زملائها حيث قاموا باختبار مجموعة من الأطفال مكونة من 252 طفلاً وإعادة اختبارهم ثماني مرات في ما بين السادسة والثامنة عشر من أعمارهم، تبين أن نسبة ذكاء 85 بالمئة من الأطفال تغيرت بمقدار 10 نقاط أو أكثر ودرجات نحو 10 بالمئة تغيرت بمقدار 30 نقطة أو أكثر.

وبينما تحسنت بعض نسب الذكاء، انخفض بعضها الآخر أو تأرجح بين الزيادة والنقصان.

وفي دراسة أجراها هارنكفيست عام 1968 على 4500 فرد اختبروا في العمر ثلاثة عشر سنة وأعيد اختبارهم في عمر الثمانية عشر سنة، نتج معامل ارتباط قدرة ثمانية وسبعون بالمئة بين الدرجات التي حصل علية المفحوصين في المرة الأولى والمرة الثانية.

وقد درس سونتاج ومعاونوه 200 طفل عن طريق اختبارهم كل عام خلال فترة طفولتهم من أجل معرفة صفات الشخصية التي ترتبط بزيادة نسبة الذكاء أو نقصانها.

ووجد أن كلا من التعلق بالوالدين والأنوثة مرتبطة بنسبة الذكاء المنخفضة أما الاستقلال الانفعالي وحب الاستطلاع والإصرار على بذل الجهد في حل المشكلات الصعبة والتنافس فكانت جميعها مرتبطة ب نسبة الذكاء المرتفعة.

ووجد أيضاً أن التغيير في الذكاء يرتبط بالظروف العائلية والوسط الثقافي والمناخ الانفعالي الذي نشأ فيه الطفل وكذلك بمستوى التعليم ومهنة الوالدين.

ومما يلفت النظر أن هناك ارتباط بين التغير في الذكاء وبين خصائص الشخصية في مرحلة ما قبل المدرسة وكانت الاعتمادية الانفعالية على الوالدين هي الصفة الرئيسية المرتبطة بمنخفض نسبة الذكاء.

وفي المدرسة ارتبط ارتفاع نسبة الذكاء بدافعية الإنجاز والمنافسة وحب الاستطلاع وفي دراسة تتبعية استمرت حتى سن السابعة عشر سنة وجد أن ارتفاع الذكاء يرتبط بمناخ التشجيع من قبل الوالدين.

أما بالنسبة لثبات الذكاء في سن الرشد فليس هناك اتفاق بين

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان