أخذ قصة مرضية متقنة هو موضوع جوهري في الأمراض العصبية، من خلال القصة والفحص السريري، يجب التفكير دائماً باستخراج الإجابات عن الأسئلة التالية:
- أين تتوضع الأذية أو الأذيات العصبية؟
- ماهي الإمراضية المحتملة؟
- هل يفسر المرض المتعرف عليه هذا النمط من التظاهر السريري؟
يزود تحليل الأعراض والعلامات الفاحص بفكرة واضحة حول مكان توضع الأذية في الجهاز العصبي، أما فترة ترقي المرض فتعطي فكرة عن الأسباب المحتملة لهذه الأذية، فعلى سبيل المثال الظهور المفاجئ للوحة السريرية يوجه نحو الأسباب الوعائية أما المرض الذي يتطور خلال ساعات إلى أيام فيوجه نحو الآفات الالتهابية بينما تتميز الآفات التنكسية بسير طويل لتطور المرض يصل إلى عدة سنوات.
الظروف العامة لأخذ قصة سريرية جيدة:
في أي فرع من الطب السريري، لا يمكن أخذ قصة سريرية متقنة مالم ينل الفاحص ثقة المريض.
على الفاحص أن يقدم نفسه للمريض وأن يأخذ القصة السريرية في مكان يفي بالمتطلبات الضرورية من الخصوصية والسرية.
يجب تأمين مكان مناسب ليستقر المريض عليه براحة جسدية وألا يكون متوتراً، بأقصى ما قد تسمح به بيئة الفحص ويجب ألا يشعر بأن الفاحص في عجلة في حال تواجد أشخاص آخرين في غرفة الفحص، على سبيل المثال طلاب الطب فعليه أن يقدم هؤلاء للمريض وأن يكون متأكداً بأن ليس لدى المريض اعتراض على تواجدهم.
المبادئ العامة لمقابلة المريض:
حتى يستطيع المعالج الفيزيائي القيام بعمله بالشكل المثالي عليه أن يلم بالأمراض التي يتعامل معها وخصوصية هذه الأمراض عند كل مريض لذلك يحتاج إلى تواصل جيد مع الأطباء المعالجين حول حالة المريض السريرية إلا أن ذلك لا يغني أبداً عن أخذ ملخص عن الحالة السريرية من المريض بشكل مباشر وإجراء فحص عصبي مفصل لكل حالة.
عندما تأخذ القصة السريرية احرص على المبادئ التالية:
في البداية يترك المريض يتكلم بطلاقة ويتكلم الفاحص بأقل ما يمكن، قد نحتاج لطرح بعض الأسئلة التي ستساعدنا في استخلاص المعلومات الضرورية لتوجيه التشخيص، لكن يأتي بعد أن ينتهي المريض من التعبير عن مشكلته وبكلماته الخاصة، تهدف الأسئلة إلى المساعدة في إجلاء اللوحة السريرية.
لكل مريض الحق أن يلقى المقابلة اللائقة والأنيقة وأن يأسر كامل اهتمام الفريق الطبي خلال الوقت المخصص لمعالجته، للمريض الحق بأن يحصل على تفسير كامل عن العلامات الموجودة لديه وعن انعكاسها على مرضه.
يجب شرح هذه الأمور بإخلاص، طبعاً بلغة مبسطة يستطيع المريض فهمهما ومع الاحترام الكامل لمشاعره.
بعض المظاهر الخاصة لأخذ القصة السريرية:
للقصة السريرية الكلاسيكية بعض المكونات المعيارية التي تهدف إلى إعطاء صورة شاملة عن المريض، متضمنة الشكوى الحالية، السوابق المرضية، لمحة عن شخصية المريض ووضعه المعيشي.
القصة الحالية:
عند أخذ القصة المرضية يجب دائماً إعطاء المريض الفرصة ليصف الشكوى الحالية أو سبب الاستشارة بكلماته الخاصة، يبدأ بعد ذلك فقط الاستجواب بشكل منظم من أجل الحصول على قصة سريرية كاملة، يجب أخذ القصة المرضية بشكل معياري ومنظم.
نجد في الجدول التالي الخطوط العريضة لأخذ القصة المرضية عموماً: