إعداد وتجهيز النباتات الطبية
تختلف معاملات النباتات الطبية من حيث جمعها وتخزينها وإعدادها للأسواق أو الصناعة وتتوقف هذه المعاملات على عوامل مختلفة وأهمها:
1- مكونات النباتات الفعالة.
2- شكل النبات أو الجزء من النبات المراد جمعه وتجفيفه.
3- مصدر النبات هل ينمو النبات برياً ويجمع من أماكن تواجده أو منزوعاً كمحصول حقلي.
وأهم المعاملات والخطوات التي يمر بها النبات الطبي البري أو المنزوع حتى إعداده للسوق هي التالية:
1-الجمع:
النباتات الطبية إما تكون برية تنمو طبيعياً في أماكن تواجدها وانتشارها أو نباتات تزرع كمحصول حقلي ويتوقف جمع النبتات البرية إلى حد كبير على الأشخاص الذين يقومون بعملية الجمع فقد يؤدي عدم العناية أو جهل الجامع بشكل النبات المراد جمعه إلى جمع نباتات غير المقصودة وعندها يكون المحصول غير المطلوب ولهذا لا تعتبر النباتات الطبية البرية مصدراً موثوقاً في مجال تجارة النباتات الطبية إلا بعد التعرف عليها من قبل متخصص في علم تصنيف النبات وتحديد الاسم العلمي للنبات وعلى هذا الأساس يستبعد ما قد يكون مختلطاً بالنبات الطبي الأصلي المراد جمعه من نباتات أخرى أما النباتات الطبية المنزوعة فهذه يتم اختيار دقيق لبذورها أو اشتالها بحيث تكون مطابقة تماماً لمواصفات النبات المراد زراعته وعند جمع النباتات الطبية لابد من مراعاة التالي:
- يجمع النبات أو أي من أجزائه في الوقت الذي تكون فيه المادة الطبية الفعالة في حدها الأقصى إذ أن نسبة المادة الفعالة ترتبط بمرحلة معينة من دورة حياة النبات ومن الصعب تحديد تاريخ محدد لجمع النباتات الطبية وذلك لأن مراحل نمو النبات تختلف من منطقة لأخرى كما تختلف في المنطقة الواحدة أيضاً من عام لأخر تبعاً للظروف المناخية.
- تجمع السوق والأوراق والأزهار في الجو الجاف أي في منتصف النهار أما الجذامير والجذور فتجمع عندما تكون التربة رطبة وذلك لسهولة اقتلاعها ثم تنظف بعد ذلك.
- يجب مراعاة أن لا تقع نباتات أخرى مع النبات المجموع وذلك لأن وجود الشوائب يقلل كثيراً من قيمة النباتات الطبية وقد تصبح عديمة الفائدة لذا لا بد من تحاشي جمع النباتات المتسخة والملوثة والنباتات التي رشت بالمبيدات والنباتات المصابة بالأمراض أو الحشرات ويجمع كل جزء من أجزاء النباتات الطبية في مرحلة معينة من نموه وذلك على النحو التالي:
أ– البراعم: وتجمع في الربيع المبكر عندما تبدأ في النمو وقبل تفتحها.
ب– القشرة (القلف): وتجمع في الربيع (نيسان) حيث يمكن نزعها بسهولة وتجمع القشرة من الأفرع الفتية ذلك لأن قشرة الأفرع الكاملة تنخفض فيها نسبة المادة الفعالة.
ج– الأوراق: وتجمع في بداية الإزهار أو أثناءه حيث تكون قد بلغت نموها الكامل ولا زالت غضة أما النباتات التي تزهر قبل نضج أوراقها فتجمع الأوراق بعد الإزهار ويفضل أن تجمع الأوراق باليد أو تقطع الأفرع الفتية وتجفف ثم تفرك وتؤخذ الأوراق وتستبعد الأجزاء الخشنة.
د– الأزهار: وتجمع في بداية الإزهار تحاشياً لسقوط بعض أجزائها والأزهار أكثر أجزاء النبات حساسية لذا تجمع وتوضع في سلال صغيرة دون أن يضغط عليها كما تغطى السلال حتى لا تتعرض الأزهار إلى أشعة الشمس المباشرة.
هـ - كامل النبات العشبي: ويجمع كامل العشب في بداية الإزهار ويقطع عندها العشب في مستوى الأوراق السفلية.
و– الثمار والبذور: وتجمع عند تمام نضجها وبعد التجفيف تنظف من الشوائب ويستبعد منها ما يمكن أن يكون قد علق بها من الشوائب أما الثمار الغضة العصارية فتجمع عند تمام نضجها ويتم جمعها في ساعات الصباح الأولى أو في المساء ولا تجمع في وسط النهار ويراعى أن لا تتضرر الثمار العصارية عند جمعها وتستبعد المتسخة منها ذلك لأن غسلها يفسدها هذا ومن المفضل أن لا تنقل من وعاء لآخر تحاشياً لفسادها.
ز- الجذامير (الريزومات) والجذور: وتجمع عادة في الخريف أو في الربيع المبكر إذ أنه في هذا الوقت تكون المواد الفعالة في حدها الأقصى وبعد جمعها تستبعد الأجزاء الميتة والمتعفنة وتنظف في الماء البارد.
2- التنظيف:
يقصد بعملية التنظيف التخلص من الشوائب التي قد تكون عالقة بالعقار وخصوصاً الجذور والجذامير التي تنظف بهزها أو ضربها بقطعة من الخشب فيتفتت الطين الملتصق بها أو تغسل بوضعها في تيار ماء بارد أو تزال القشرة الخارجية بما عليها من طين وتجري عملية التنظيف قبل عملية التجفيف مباشرة حتى لا تؤدي الرطوبة إلى تعفن الجذامير والجذور وفي حالة النباتات التي تستعمل أوراقها أو أزهارها أو ثمارها فتقتصر عملية التنظيف على إزالة واستبعاد الشوائب التي قد تختلط بالعقار وبعد التنظيف يصبح العقار معداً للتجفيف.
3- التجفيف: تعتبر عملية تجفيف المادة الخام من أهم العمليات التي تساعد على عدم تخرب المادة الطبية الفعالة في العقار فالعقاقير النباتية الطازجة تحتوي على نسبة من الرطوبة وهذه لا تؤثر قليلاً أو كثيراً إذا ما استعمل النبات طازجاً ولكن عند تخزين النبات أو طحنه تؤدي الرطوبة إلى أضرار كثيرة أهمها:
آ– تساعد الرطوبة على نمو الفطور وتعفن النباتات.
ب- تساعد الرطوبة على نشاط الأنزيمات وعمليات التحلل المائي التي تؤدي إلى تغيير غير مرغوب في مكونات النبات الفعالة والتجفيف يوقف نشاط الأنزيمات بسرعة.
ج– يسهل تجفيف النباتات عمليات سحقها قبل إجراء عملية الاستخلاص بالمذيبات كما يقلل التجفيف من وزن النباتات وبالتالي تسهل عمليات التعبئة والنقل والتخزين وتختلف طرائق التجفيف باختلاف نوع العقار وتركيبه التشريحي ومكوناته الفعالة ونسبة الرطوبة فيه وطرائق التجفيف المعروفة إما أن تكون طبيعية أو صناعية.
1) التجفيف الطبيعي: ويجري باستخدام العوامل الطبيعية كالشمس والهواء وفي هذه الطريقة تعرض النباتات إما لأشعة الشمس المباشرة إذا كانت المواد الفعالة في العقار لا تتأثر بأشعة الشمس المباشرة كثمار الحنظل وجذور عرق السوس أو تتم في أمكنة مغطاة وجيدة التهوية إذا كانت المكونات الفعالة للعقار تتأثر بأشعة الشمس مثال ذلك النباتات التي تحتوي على زيت طيار.
ويراعى عند التجفيف أن لا توضع النباتات في طبقات سميكة فوق بعضها البعض وأن تقلب بشكل مستمر حتى لا تتعفن كما تغطى مساء بغطاء يحميها من الندى أو المطر ولهذه الطريقة مساوئ عدة أهمها:
- عدم القدرة على التحكم في درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح والأمطار والندى.
- قد يتعرض العقار إلى الأتربة أو الشوائب.
- تحتاج عملية التجفيف إلى عدة أيام وإلى مساحات واسعة.
2) التجفيف الصناعي: وهي طريقة تجفيف مثالية إذا تمت بدقة ومهارة بحيث لا تتأثر المكونات الفعالة للعقار أو مظهره أو رائحته ومن أهم ميزاتها ما يلي:
آ– التحكم بدرجة الحرارة اللازمة للتجفيف.
ب- سرعة وقف نشاط الانزيمات الموجودة في بعض النباتات التي تحلل المواد الفعالة بطريقة غير مرغوبة مما يقلل من قيمة وفاعلية النبات.
ج– التحكم في نظافة العقار وتوفير الوقت.
|
|
تجفيف الأعشاب في المنزل |
تجفيف الكركديه |
4- التعبئة:
إن عملية تعبئة النباتات الطبية الجافة عملية تجارية يتوقف عليها تسويق النبات وعند التعبئة لا بد من مراعاة طبيعة النبات فهناك نباتات تمتص الرطوبة من الهواء وتتعفن كالبابونج لذا لا بد من وضع مواد تمتص الرطوبة في عبواتها وبعض النباتات تصاب بالحشرات الضارة ولا بد من وضع مواد تطرد الحشرات ولا تؤذي العقار وذلك في مكان منفصل عن العقار داخل العبوة وعلى العموم يجب وضع النباتات الطبية في عبوات نحكمة الإغلاق لاتتسرب إليها الرطوبة.
5- التخزين:
عملية التخزين هي المرحلة الأخيرة من إعداد النباتات الطبية للتسويق ولا تقل أهميتها عن أي من العمليات السابقة فإذا فقد النبات الطبي قيمته أثناء تخزينه فهذا يعني ضياع كافة الجهود التي بذلت والتكاليف التي انفقت منذ زراعة الحصول.
وحتى لا تفسد النباتات الطبية أثناء تخزينها يجب مراعاة مايلي:
- أن يكون المكان جافاً وذلك لأن الرطوبة تنشط فعل الأنزيمات إضافة إلى أن الكائنات الدقيقة تنشط إذا توفرت الرطوبة وتفسد النبات.
- أن يكون المكان منخفض درجة الحرارة إذ أن درجة الحرارة العالية تؤثر سلباً في النباتات.
- أن يكون المكان ظليلاً لأن الضوء يؤثر أثناء التخزين في كثير من النباتات الطبية فيغير لونها ويقلل من قيمتها التجارية كما قد يكون تغيير اللون ناتجاً عن تخرب المكونات الفعالة.
- مقاومة الحشرات الضارة والفطريات والبكتيريا التي تفتك بالنباتات الطبية.
|
حفظ النباتات بعد تجفيفها |