^ مقدمة^ :
&تحدث الاستعصاءات بشكل عام في مجموعة محددة من الطبقات إذ تشكل الطبيعة الجيولوجية لهذه الطبقات و تقنيات عملية الحفر فيها أساساً لحدوث المشكلة وأبرز ها طبقات الغضار الطرية القابلة للانتفاخ عند تلامسها مع الماء والطبقات الزاحفة الغضارية والملحية عندما يكون الضغط الداخل البئر أقل من الضغط اللازم للحفاظ على ثبوتيتها و طبقات الإسفلت ويمكن القول أن اختراق هذه الطبقات بآلية غير صحيحة قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات تسبب الاستعصاءات بأنواعها كما أنه توجد عدد من الإجراءات التي يمكن من خلال تطبيقها تجنب حدوث هذه المشكلة وذلك عند تطبيقها لدى اختراق هذه الطبقات .&
**الطبقات الطرية القابلة للانتفاخ**:
&هي طبقات الغضار القابل للانتفاخ، وتكون قوة الاستعصاء تابعة لنوعية الغضار وسماكة طبقة الغضارية وشراهته للماء، حيث كلما كان الغضار أكثر شراهةً للماء امتصَّ ماءً أكثر وازداد حجمه أكثر، وبالتالي يزداد الضغط على المواسير أكثر وتزداد قوة الاستعصاء ويصبح ذو خطورة عالية&
الشكل يبين الطبقات الطرية القابلة للانتفاخ
**طرق تلافي الاستعصاء في الطبقات الطرية القابلة للانتفاخ ** :
&لتلافي حدوث الاستعصاء عند اختراق هذه الطبقات يجب القيام بالأمور التالية :
- اختراق هذه الطبقات بسائل حفر لا يوفر لها الماء العذب الكافي الذي هو فقط يسبب انتفاخ الغضار، لهذا لابد دوماً من إضافة مقللات فاقد الرشح، وهذه المقللات هي عبارة عن أملاح ستتصرف بشكل معاكس عند زيادة نسبتها عن الحدود اللازمة، وستزيد من فاقد الرشح، وبالتالي قد لا تكون كافية لتمكننا من اختراق المجالات الغضارية بشكل سلس دون مشاكل.
- استخدام سوائل حفر مشبعة بالملح حيث سيتصرف الغضار كأي صخر حيادي، لكن هذا السائل ذو تأثير تأكلي كبير ،فالملح (كلوريد الصوديوم ) سيتصرف مع المعدن كحمض (HCL)، لذلك لابد من إضافة موانع تآكل، وهذا السبب يحد من استخدام هذا النوع من السوائل وفي حال الضرورة نستخدمه لفترة قصيرة
- استخدام سوائل الحفر الكلسية حيث إن الماء الحر في هذا النوع يحوي على كلس، ممَّا يحوِّل هذا السائل لسائل ممنع، أي له مناعة أن يتأثر أو يؤثر على الطبقة، لكن هذا النوع يتطلب مراقبة دقيقة لتركيز شوارد الكلس، ومن الجدير ذكره أن سائل الحفر الكلسي يتعامل مع الغضار مهما كان نوعه.
- استخدام سوائل الحفر النفطية لاختراق المجالات الغضارية، حيث أن الغضار لا يتأثر بالنفط، لكن هذا من غير المنطقي نتيجة لخطورة استعمال هذا النوع السوائل وكلفته العالية .&
**الطبقات الزاحفة**:
&هي الطبقات التي تزحف باتجاه البئر ليس نتيجة انتفاخها إنما نتيجة كون الضغط داخل البئر أقل من الضغط الذي يؤمن لها الثبات والسكون وتقسم لعدة أنواع &:
**1- الطبقات الغضارية الزاحفة **:
&هو عبارة عن الغضار الصفائحي وبالتالي عند دخول المياه إليه ستتخلخل هذه الصفائح فتزحف باتجاه البئر.
حيث عند دخول حبيبات الغضار إلى سائل الحفر فأنها ستتوزع ضمنه وستنتفخ وفي البداية ترفع اللزوجة ويمكن أن يصبح سائل الحفر غير قادر على الحركة وعندها ستتوضع هذه الحبيبات على السطح الخارجي للمواسير وعلى جدران البئر وتسبب الاستعصاء.&
**آلية منع زحف الغضار**: &
1- استخدام وزن نوعي مرتفع لسائل الحفر، لأن هذا الزحف يحدث بالأساس نتيجة خلل بالضغط مقابل الطبقة، لكن يجب الانتباه إلى أنه عند زيادة الوزن النوعي يرافقه زيادة في فاقد الرشح وبالتالي يجب زيادة كمية مقللات فاقد الرشح.
2- استخدام سوائل حفر مشبعة بالملح، بحيث أن الماء الداخل لا يسبب تفكك الصفائح وهذا الحل كفيل بوقف أي زحف مهما كان نوعه.&
**2- الطبقات الملحية **:
&إن الملح صخر لين قابل للانضغاط فعندما يقع تحت ضغط مرتفع سيندفع قسم منه باتجاه البئر وبالتالي ستتناقص سماكته لهذا تتهدم الطبقات التي تعلوه ،وبالتالي يحدث الاستعصاء والسبب في حدوث الاستعصاء هنا هو تهدم الطبقات العلوية وليس بسبب زحف قسم من الملح.&
&ويمكننا التعرف على الطبقة الملحية من خلال عدة مؤشرات منها:
- ارتفاع فاقد الرشح بشكل كبير.
- ارتفاع اللزوجة بشكل كبير في البداية.
- عن طريق قياس درجة الملوحة لراجع سائل الحفر.&
&لتخطي الطبقة الملحية دون حدوث استعصاء نقوم بالإجراءات التالية :
استخدام سائل الحفر المشبع بالملح عندها لن يذوب الملح بسائل الحفر إنما سيخرج على شكل فتاتات ملحية كأي صخر عادي والطبقات التي تعلوها لن تتهدم وذلك لأن الوزن النوعي لسائل الحفر الملحي كبير وسيشكل ضغطاً معاكساً وبالتالي سيمنعها من التهدم. كما أن سائل الحفر الملحي عادة هو مبرَّد، لهذا ستتحول الطبقات الملحية من زاحفة إلى طبقات ثابتة ،حيث إنَّ انحلال الملح بالماء يحتاج إلى درجات حرارة عالية.&
**الإسفلت**:
&حيث إن الإسفلت كان صخراً خازناً للنفط وقد هاجر منه النفط لسببٍ ما فتحوَّل إلى الإسفلت، ونظراً لبقاء جزء من المركبات الثقيلة فيه اكتسب لونه الأسود ويقسم الإسفلت من حيث درجة خطورته أثناء عملية الحفر إلى:
1- إسفلت عادي: وهو الذي يتواجد على السطح أو بالقرب من السطح وهو يعتبر إحدى الدلائل الحسية على تواجد النفط بهذه المنطقة، ولكن هذا الإسفلت يتم التعامل معه وكأنَّه صخر عادي لأنه حيادي بالنسبة للماء، فهو لا يتأثر ولا يؤثر بالمياه.
2- إسفلت متوسط الخطورة: وهو يتواجد على أعماق متوسطة وعند درجة حرارة تصل إلى (100C°) حيث يصبح الإسفلت بسبب هذه الحرارة (وليس