التعلم الاجتماعي:
القولبة والتقليد
لا تتعلم الكائنات البشرية طرقها السلوكية المميزة عن طريق الإشراط الكلاسيكي والإشراط الإجرائي فحسب بل تتعلمها أيضاً من خلال الملاحظات وتركز نظريه التعلم الاجتماعي على نوع من تعلم التمييز يسمى التعلم بالملاحظة أو القولبة.
الذي يكتسب فيه شخص ما استجابة لموقف عن طريق مراقبه الآخرين الذين يجرون هذه الاستجابة وغالباً ما يفعل الناس في المواقف الاجتماعية أشياء لم يفعلوها من قبل.
ويلعب التقليد دوراً هاماً في هذا التعلم فالرضع يستطيعون تقليد حركات الفم منذ سن مبكرة جداً.
حتى حين يكونون لم يرو حركات أفواههم من قبل ومعظم الأطفال يقلدون منذ عمر السنة عده فعاليات تقليداً كاملاً ومضبوطاً.
وتعزيز التعلم من خلال التقليد غير ظاهر دائماً بالرغم من أن الراشدين يحبون أن يروا الأطفال يقلدون والواقع أن معظم التقليد لا يعتمد على التعزيز أبداً.
وفضلاً عن ذلك فإن المتعلم لا يحتاج إلى صنع الاستجابة من أجل أن يتعلمها أي من أجل أن يتذكرها بحيث تكون جاهزة للأداء في وقت لاحق.
ويسمى باندور هذا التعلم باسم التعلم دون محاولات وهو يؤكد أن المتعلم يكتسب الاستجابات الباطنية الشعورية ويخزنها من خلال الصور والترميز اللفظي وهذا ما يسمح للشخص بتذكر الاستجابة بعد زمن طويل بحيث يستطيع أدائها عندما تكون الشروط مناسبة.
فيمكن للفتى أن يراقب حركات اللاعبين أو لاستجابات الممثلين أو يجرب الحركات والاستجابات نفسها فيما بعد ولا وجود هناك لتعزيز ظاهر كما لا وجود لأيّة استجابة من جانب المتعلم خلال الملاحظة ولكن التعلم يحدث بوضوح في هذا الوقت وإلا لما أمكن حدوث التفكير فيما بعد.
والأسرة لأسباب عديدة الموقع الأول للتعلم بالملاحظة خلال الطفولة، فالآباء هم النماذج الأولى للأطفال كما هم معلموهم الأوائل.
وهم أيضاً وجوه قوية جداً في حياة صغار الأطفال لأنهم يشرفون على كل الموارد ويعنون في كل الحاجات. ويراقب الأطفال آبائهم يقومون بأفعال كثيرة تبدو لهم ممتعة ويرون أن مهارات آبائهم في عدد من الميادين أكثر كفاءة من مهاراتهم الشخصية.
ولا يقف الأمر عند حد كون الآباء وكبار الأقران النماذج الأولى للطفل بل إن الطفل خاضع أيضاً لتأثيرهم فالأشخاص الأكثر تبعية والأقل كفاءة أقرب إلى المزيد من التقليد وصغار الأطفال تابعون بكل تأكيد وقليلوا الكفاءة إلى حد ما.