إن مدلولات الطرق التي تعمل بها الشخصية بوصفها كلاً ديناميكياً هي مدلولات شائعة في النظريات التحليلية وغير التحليلية على حدا سواء.
وبما أن مطالب الهو اللاشعورية غريزية وطفلية ولا أخلاقية فيجب أن تلجم من جانب الأنا والأنا العليا في معظم الأحوال.
ويحدث القلق وهو الخوف الغامض بسبب هذا الصراع وبسبب استمرار المطالب غير الملباة.
والفرد يبحث عن طرق لخفض القلق وقد وصف فرويد عدداً من آليات الدفاع التي تخفي بها الأنا رغبات الهو الملحة وتعيد توجيهها وتلغيها وتتعامل معها وبالرغم من أن عدداً من علماء النفس لا يتفقون مع رؤى فرويد القائل بأن آليات الدفاع تولد في الصراعات بين الهو والأنا والأنا العليا فإن معظمهم يقبل هذه الآليات بوصفها أوصافاً لبعض الطرق التي يتعامل بها الناس مع مسائلهم وهكذا فإن آليات الدفاع في طريقة مقبولة عموماً في النظر إلى كيفية تعامل الناس مع الشدات.
الكبت:
كان الكبت بالنسبة إلى فرويد التقنية الأساسية التي يستخدمها الناس لتخفيف القلق الناجم عن الصراعات. والكبت عملية عقلية فعالة "ينسى" بها الشخص الأفكار المثيرة للقلق بالإلقاء بها جانباً.
والكبت من وجهة نظر الطاقة النفسية آلية دفاع باهظة التكاليف فالمطالب اللاشعورية تستمر في السعي وراء تعبير عنها ولذلك فإن الكبت الناجح يقتضي إنفاقاً مستمراً من طاقة الأنا.
قد يضمن أيضاً أفكاراً كابتة تبقى واحدة من الرغبات المكبوتة فالطالب الذي يفشل في اختبار في الجامعة مثلاً يمكن أن يختبر لا شعورياً رغبة غير مقبولة من الشعور في أن يركض إلى أمه ويرتمي في أحضانها بحثاً عن العزاء والسلوى.
وإذا كان هذا الطالب قد كبت هذه الرغبة فإنه قد ينسى تهنئة أمه بعيد ميلادها لأن هذه التهنئة إذا حدثت قد تجعل الاحتفاظ بهذه الرغبة مكبوتة في منتهى الصعوبة.
الحذف والإلغاء:
الحذف أو الإلغاء هو خلافاً للكبت نسيان أكثر ضبطاً إلى حد ما.
فالأفكار غير المقبولة تنزع إلى أن تبقى فيما قبل الشعور وهناك مثال رائع على إلغاء في المشهد الختامي من القصة الشهيرة ذهب مع الريح.
حيث ورد فيه ما يلي" لا أريد ان أفكر في الأمر الآن" قالت ذلك ثانية بصوت مرتفع محاولة أن تدفع بحزنها إلى خلفية عقلها محاولةً أن تجد سداً في وجه الألم المتصاعد. "سأفكر في الأمر غداً في تارة وعند ذلك أستطيع أن أصمد حياله".
التشكل الارتكاسي:
إن قلب الدوافع هو طريقة أخرى يحاول بها الناس التعامل مع الصراع فالدافع الحقيقي الذي يمكن أن يثير قلقاً لا يطاق يقلب إلى عكسه فإذا كان شخص ما بالغ في التواضع بالغ في النجدة بالغ في العطف أو كان أحياناً مقاتلاً متحمساً ضد الشر الذي تمثله الكحولية أو الشذوذ الجنسي مثلاً فمن المحتمل أن تكون لاشعور هذا الشخص المشاعر المناقضة وهكذا يمكن للدوافع المتنكرة وغير المقبولة أن تضبط.
الإسقاط:
إلقاء اللوم على الآخرين، أو الإسقاط هو وسيلة في تعامل المرء مع الدوافع غير المقبولة عن طريق نسبها إلى شخص آخر وهكذا يمكن تخفيف القلق الناجم عن الصراع الداخلي والتعامل مع المسألة كما لو كانت في العالم الخارجي. فالطالب غير المطمئن قد تكون لديه رغبة قوية في أن يغش في الامتحان مثلاً ولكن ضميره لا يسمح له حتى بمجرد التفكير في الأمر وعند ذلك فإنه قد يرتاب في أن الطلاب الآخرين يغشون، في حين أنهم لا يفعلون ذلك واقعاً.
والمرأة غير الجذابة التي تخاف مغادرة بيتها خشية أن يهاجمها الرجال ربما تكون تمارس عملية إسقاط أي أنها تسقط رغباتها الجنسية المهددة على الآخرين وعندما يمضي الإسقاط إلى حده الأقصى، فإنه يكون علامة بارزة من علامات الاضطراب السلوكي المعروف باسم "البارانويا " (ذهان الاضطهاد أو ذهان العظمة أو كلاهما).
فالمصابون بالبارانويا يسقطون مشاعرهم العدوانية غير المقبولة على الآخرين ضمن نظام كامل من التفكير يشعرون فيه أن الآخرين يترصدونهم ويسعون إلى الإيقاع بهم.
التعقيل: