بعض المسائل المتصلة بنظرية السمات:

1- الثبات:

إن أول سؤال يطرح هو مدى ثبات الشخصية عبر الزمن ويقود هذا السؤال إلى سؤالين فرعيين يتصل الأول بمدى ثبات قياسات السمات، في حين يتصل الآخر بثبات السمة السلوكية نفسها.

وبصورة عامة، فإن الثبات أو الاتفاق بين الملاحظين ليس مسألة هامة، فإذا كان ملاحظان يقدران العينة السلوكية نفسها، فيمكن عادةً تدريبهما حتى الوصول بهما إلى درجة مرضية من الاتفاق وكذلك فعندما يقدر راشدون أنفسهم أو يقدرون راشدين آخرين من حيث خصائص الشخصية.

فغالباً ما تنزع هذه التقديرات إلى أن تكون ثابتة نسبياً خلال عدة سنوات فلكل حياة تماسك واستمرار يدركان من جانب الشخص، كما يدركان من جانب من عرفوه إلا أن الثبات ينزع إلى الانخفاض أو التلاشي عندما ننتقل من تقديرات لسمة كلية إلى ملاحظات لأنواع سلوك من الحياة الواقعية في مواقف خاصة.

والدراسة الكلاسيكية التي قام بها هارتشورن وماي (1920) بينت هذا الأمر بوضوح.

فقد وضع ألوف الأطفال في أنواع مختلفة من المواقف – في البيت والألعاب والمواقف الرياضية – حيث كانوا يستطيعون أن يكذبوا أو يغشوا أو يسرقوا.

وقد كان لدى الباحثين، في كل موقف ودون علم من الأطفال، وسائل لكشف الغش وقد تبين أن السلوك الأخلاقي كان على درجة كبيرة من عدم الثبات، فيمكن لطفل ما أن يكون أميناً في موقف وأن يغش في موقف آخر، كما كان هناك عدد من الأطفال الذين كشفوا عن عدم الأمانة في مواقف مختلفة.

ومن جهة أخرى كانوا على درجة كبيرة من الثبات حين أعطاهم الباحثون جوائز قلم وورقة حول الغش وكان هذا الثبات في الإجابة متبايناً تبايناً كبيراً مع عدم الثبات في سلوكهم.

هل يجب أن نتخلى عن نظرية وصف السمة، لأن الناس يتصرفون على ما يبدو بهذه الدرجة من الاختلاف؟ إن هناك سببين على الأقل يجعلان من استبعاد هذه النظرية شبيهاً برمي الطفل مع ماء المغطس.

السبب الأول هو أن الناس ينزعون إلى التعبير عن الثبات في بعض الميادين، بالرغم من أن هذه الميادين تختلف من شخص لآخر، كما تبين من الدراسة الهامة التي قام بها بيم وآلن (1974).

طلب الباحثان إلى الطلاب أن يحددوا لأنفسهم السمات التي يكونون أقرب إلى أن يكشفوا عن ثبات فيها.

وقد استطاع الطلاب أن يقوموا بهذا العمل بصورة جيدة نسبياً.

وفضلاً عن ذلك فقد مالوا إلى تقدير قدر أكبر من الثبات لديهم في السمات التي عدوها هامة في سمات شخصياتهم فالذين وصفوا أنفسهم مثلاً على أنهم ثابتون في صفة ((الود)) نالوا تقديرات عالية الثبات في هذه الصفة من جانب من عرفوهم جيداً (الأهل والأقران).

ونزعوا أيضاً إلى الكشف عن الدرجة نفسها من الود في مجموعات المناقشات الصغيرة، كما فعلو في غرف الانتظار عند الباحثين والذين وصفو أنفسهم بأنهم متحولون في هذه الصفة كانوا حقاً أكثر تحولاً ولكنهم لم يعدوا الود صفة مركزية في شخصياتهم.

وهكذا فعن البعد نفسه لم تكن له الأهمية نفسها أو المعنى نفسه بالنسبة إلى كل فرد، بل كان له هذا المعنى وتلك الأهمية بالنسبة إلى بعض الناس في بعض الأوقات فقط.

السبب الثاني: هو أن النقص في ثبات السلوك يعكس حالياً تكيفهم أكثر مما يعكس تحولاً اعتباطياً فالمحيط يتغير باستمرار، وتوقعنا أن يتصرف الناس بالطريقة نفسها في كل وقت يعني عدم الثقة بقدرتهم على التعامل مع الفروق المحيطية الصغيرة.

والواقع أن الأشخاص غير الناضجين أو المضطربين هم الذين يكونون غير حساسين للفروق المحيطية والذين ينزعون إلى التصرف بطرق نمطية جامدة مهما كان السبب الذي يستدعي السلوك.

فمعظم الناس يكيفون سلوكهم ولكنهم يستمرون في الكشف عن نزوع إلى الثبات أي إلى نوع من المعيار الشخصي.

2-الصدق:

هناك مجموعة أخرى من الأسئلة التي تثير نظريات السمات تتصل بالصدق: هل السمات هي ما نظنه، أي هل تعني ما ترى أنها تعنيه؟ وإحدى المسائل هي أن العوامل التي تحددها التحليل العاملي تتوقف كلياً على بنود الرائز، فالتحليل العاملي يردّ إلينا ما أعطيناه إياه.

فإذا غيّر المجرب أنواع البنود أو عددها أو نوعاً خاصاً منها، فإن الروائز تكشف عن مجموعة مختلفة من العوامل.

وهذه الصفة في الصفات التي يحددها التحليل العاملي تقود إلى الارتياب في كون كل السمات موجودة في عقول صانعي الروائز لا في شخصيات الناس الذي جرى روزهم.

ومن جهة أخرى فهناك أدلة قوية على أن في بعض قياسات عدد من السمات (لدى بعض الناس على الأقل) تطابقاً قوياً بين سلوك الحياة الواقعية ووصف السمات.

و من أشهر قياسات الشخصية ((سلم كاليفورنيا )) الذي يقيس الاتجاهات التسلطية.

وهو يضم بنوداً كالتالية:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن