^مقدمة:
تقنيات طاقة الرياح تتميز بتأثيرات إيجابية وسلبية على البيئة المحيطة لها سواء كانت عنفة واحدة أو مزرعة رياح، والجانب الإيجابي الأهم لها هو أنها تعتبر رفيقة بالبيئة خاصة عند مقارنتها مع محطات توليد الطاقة التقليدية، ومع أنها تسبب بعض الانبعاثات بشكل غير مباشر عند عملية تصنيع العنفة ونقلها وتركيبها، إلا أن هذه الكمية تعتبر صغيرة جداً عند أخذ الغازات التي سوف تمنعها خلال عمرها التشغيلي.^
**تأثير عنفات الرياح على الطيور:**
& ظهرت مشكلة تصادم الرياح مع أنظمة عنفات الرياح لأول مرة في الثمانينات في الولايات المتحدة، حيث وجد أن بعض الطيور وخاصة النسور الذهبية المحمية والصقور حمراء الذيل كانت تقتل بفعل عنفات الرياح وخطوط نقل الطاقة عالية الجهد في مزارع الرياح في كاليفورنيا (California)، وتسببت هذه المعلومات بمعارضة مشاريع طاقة الرياح في منطقة ألتامونت (Altamont) من قبل الناشطين البيئيين والمعنيين بالحياة البرية والبحرية في الولايات المتحدة والمسؤولة عن تطبيق القوانين الفيدرالية لحماية الأنواع.
وهناك اعتباران أساسيان يتعلقان بتأثيرات العنفات على الطيور، التأثير على أعداد الطيور بسبب العنفات بشكل مباشر أو غير مباشر، وانتهاك قانون معاهدة الطيور المهاجرة و/أو قانون الأنواع المهددة بالانقراض، وهذه الاعتبارات لا تخص الولايات المتحدة فحسب بل أنها تنتشر أينما وجدت عنفات الرياح، فمثلاً في أوروبا كثرت هذه الحادثة في منطقة تاريفا (Tarifa) في إسبانيا وهي منطقة رئيسية في طريق الطيور المهاجرة عبر البحر المتوسط، كما ظهرت في عدة مناطق شمال أوروبا.
وتقوم تقنيات طاقة الرياح بالتأثير على الطيور بعدة طرق، الصدم الكهربائي للطيور أو اصطدام الطيور بشفرات العنفات، وتغيير عادات هجرة الطيور وعادات جمع العلف، تخفيض عدد أماكن إقامة الطيور، كما أن الضجيج الناتج عن تشغيل العنفات يسبب ابتعاد الطيور عن إقامة أعشاشها في الأماكن القريبة منها، وهذه التأثيرات تضر أيضاً بالخفافيش وليس فقط بالطيور.
ولذلك قامت لجنة طاقة الرياح العالمية والسلام الأخضر العالمي بدراسة هذه التأثيرات في عام 2006 ووجدت أنها لا تشكل تهديداً بانقراض هذه الأنواع، لكن يفضل في بعض الحالات إجراء دراسات عند تخطيط محطة رياح وتعيين موقعها. &