^مقدمة :^

& في الوقت الحاضر تستخدم تقنيات الاستشعار عن بعد في الدراسات الزراعية والبيئية والجيولوجية والهيدروجيولوجية والهيدرولوجية وفي التخطيط المدني والعمراني والتنبؤ بالكوارث الطبيعية نظراً للميزات التي تتمتع بها بالمقارنة مع الطرق التقليدية لمثل هذه الدراسات .

وتعتبر تطبيقات الاستشعار عن بعد في المجال الزراعي من أهم تطبيقات هذه التقنيات الحديثة نظراً لتغير الغطاء النباتي وتبدل استعمالات الأراضي والغطاء الأرضي وتنوع الثروة الزراعية ، الأمر الذي يستدعي الاستمرار في مراقبتها ومتابعة تطورها لوضع برامج إدارتها واستثمارها وجاءت تقنيات الاستشعار عن بعد لتحقيق كل هذا لما تتميز به المعطيات الاستشعارية من دقة وشمولية وتعددية طيفية وتكرارية زمنية .

لابد من الإشارة إلى أن تقنيات الاستشعار عن بعد ليست بديلة لأية تقنية أو طريقة تقليدية في دراسة الموارد الزراعية وإنما هي أداة داعمة ووسيلة مكملة تطبق في قطاع الزراعة وغيرها من القطاعات للحصول بشكل سريع وفعال على النتائج التي تساعد المخططين ومتخذي القرار على وضع خطط التنمية الشاملة المستمرة .&

**تطبيقات الاستشعار عن بعد في الزراعة :

& تستخدم تقنيات الاستشعار عن بعد في مجالات متعددة ومتنوعة من أهمها :

1ـ استعمالات الأراضي :

& تعرف استعمالات الأراضي بأنها العمليات التي يطبقها الإنسان على الأرض و النظام البيئي للحصول على فوائد حياتية بغض النظر عما تسببه هذه العمليات من تغيير أو إخلال في توازن هذا النظام و لا يقتصر هذا المفهوم على الاستعمالات الزراعية و إنما يتعداها ليشمل جميع الوسائل و الأساليب و الطرق التي تضع الأرض قيد الاستعمال الخاص و العام . &

& إن الحاجة للحصول على معلومات و بيانات استعمالات الأراضي لتحليل و دراسة العمليات الزراعية و العمرانية و المشاكل البيئية بغية تحسين الظروف المعيشية للإنسان تعتبر ضرورية للمخططين و المشرعين و متخذي القرار لوضع سياسات استعمال أفضل و خطط استثمارية تخدم الاقتصاد و التنمية . كما و تجدر الإشارة إلى أن استعمالات الأراضي يمكن أن تتبدل و تتغير مع مرور الوقت نتيجة عوامل كثيرة مثل انتقال الملكية و التطور الاجتماعي و الرغبات الخاصة و الحاجة العامة و التوسع السكاني .&

& لذلك فان تحديث دراسات و خرائط استعمالات الأراضي و إنشاء بنك معلومات استعمالات الأراضي يساعد على عرض ومقارنة ومراقبة وتحديد مختلف التغيرات والتبدلات التي تطرأ على استعمالات الأراضي ، و اختيار الحلول المثلى لمشاكل الأراضي ووضع خرائط ودراسات استعمالات الأراضي المقترحة التي تؤمن حاجة الإنسان وتحافظ على البيئة . &

2ـ تصنيف التربة :

& تساعد تقنيات الاستشعار عن بعد في دراسة التربة ووضع خرائطها حيث تشمل المستشعرات المحمولة على متن التوابع الصنعية الأشعة الكهرومغناطيسية المنعكسة عن سطح التربة ضمن نطاقات طيفيه متعددة وتتوقف كمية ونوعية هذه الأشعة على الخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة ، وتجدر الإشارة إلى الجدوى الاقتصادية لاستخدام الاستشعار عن بعد في تصنيف التربة حيث تساعد هذه التقنيات على توفير الجهد والوقت والمال من أجل إعداد خرائط التربة . &

3 ـ مراقبة التصحر وتدهور الأراضي :

& يعرف تدهور الأراضي حسب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وتخفيف آثار الجفاف بأنه ما يحدث في المناطق الجافة وشبه الجافة والجافة شبه الرطبة من انخفاض أو فقدان للإنتاجية والتنوع الحيوي لأراضي المحاصيل البعلية والمروية وأراضي المراعي والغابات نتيجة لاستخدامات الأراضي ، أو نتيجة لعملية ما أو مجموعة من العمليات بما في ذلك العمليات الناجمة عن الأنشطة البشرية ويساهم عامل الجفاف في تسارع عمليات تدهور الأراضي . &

& وتستخدم تقنيات الاستشعار عن بعد في مراقبة حركة الكثبان الرملية وزحف الصحراء ورصد وتقييم التصحر وتدهور الأراضي وإعداد خرائطها بهدف تحديد أسبابها ومدى انتشارها وقياس شدتها وتسليط الضوء على المخاطر التي يمكن أن تنجم عن الإدارة غير الملائمة لموارد الأراضي بغية الوصول إلى أسس صحيحة لمقاومة التصحر وتدهور الأراضي تمكن المختصين ومتخذي القرار من وضع برامج عمل خاصة لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة والمتصحرة . &

& وتجدر الإشارة إلى أن استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد في مراقبة عمليات التصحر وتدهور الأراضي تملك أهمية كبيرة حيث توفر الصور الفضائية والجوية التغطية الكاملة والشاملة والدائمة للأراضي المتدهورة والمتصحرة مما يساعد على مراقبة التغيرات الطارئة على مناطق المراقبة كما تمكن من مراقبة المناطق النائية والوعرة والتي يصعب الوصول إليها وخلال زمن قصير وجهد قليل . &

4 - دراسة الغابات :

& تشكل الغابات نظاماً بيئياً فريداً ومصدراً اقتصادياً طبيعياً هاماً ، لذلك لابد من مراقبتها وجمع المعلومات الدقيقة والمتجددة عنها حيث تستخدم تقنيات الاستشعار عن بعد في إعداد خرائط الغابات وتحديثها وتصنيف الغابات وتحديد الأنواع النباتية ومراقبة التغيرات التي تطرأ عليها وتقييم عمليات التلف والإصابة بالحشرات والتعرض للحرائق وتحديد الأضرار وخاصة في المناطق الجبلية الوعرة صعبة الوصول . كما تستخدم هذه التقنيات في تقدير حجم الخشب الذي يمكن الحصول عليه من الغابة وذلك بالتكامل بين المعطيات الاستشعارية والعمل الحقلي . كما تؤمن هذه التقنيات المعلومات المطلوبة لمدراء الغابات والمخافر الحراجية وللمختصين عن الأنواع الحراجية الموجودة ومساحاتها وعمليات التدهور والتعدي التي قد تحدث على الغطاء الغابي وذلك بتحليل الصور الفضائية متعددة التواريخ بهدف إعادة تأهيلها وتحسين حالتها العامة وتقديم الخدمات المناسبة اللازمة لها بغية الوصول إلى سياسة سليمة للإدارة والاستثمار . &

5- مراقبة المحاصيل الزراعية :

& تستخدم تقنيات الاستشعار عن بعد في حصر المساحات المحصولية وتقدير الحالة العامة للمحاصيل وتقدير إنتاجيتها ومراقبة تعرضها للكوارث الطبيعية كالفيضانات والأعاصير والآفات والأمراض الزراعية واتخاذ الإجراءات الوقائية أو العلاجية في الوقت المناسب وبالتالي رسم الخطط لتسويقها وذلك بناءً على معلومات دقيقة وواقعية من اجل الحصول على المردود الاقتصادي الأمثل الذي يحقق الربح الأعلى والذي يساعد على دعم خطط التنمية والاقتصاد الوطني و تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول . حيث تتميز الصور الفضائية بالشمولية التي تعتبر عاملاً هاماً ومساعداً في حصر المساحات المحصولية وبالتعددية الطيفية التي تجعل تمييز المحاصيل الحقلية ممكناً وبالتكرارية الزمنية حيث يمكن اعتماداً على هذه الميزة التفريق بين المحاصيل المختلفة استناداً إلى مواعيد زراعتها ومراحل نموها . &

6 - مراقبة المناطق المروية :

& تعتبر تقنيات الاستشعار عن بعد من التقنيات الحديثة في مراقبة المناطق المروية وتحديد مشاكلها واختيار الأراضي الأفضل ونظام الري الأمثل حيث تطرأ على التربة في هذه المناطق تبدلات مختلفة بسبب تغير خواصها الفيزيائية والكيميائية مثل الرشح والصرف والنفاذية والملوحة وتشكل القشرة السطحية حيث تتم مراقبة هذه التغيرات باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد وذلك اعتماداً على الخواص الطيفية للتربة . &

7 - إدارة المراعي :

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن