دراسة لبعض المباني العربية الإسلامية - الجزء الرابع

*المدرسة العادلية*

&شُيّدت المدرسة عام (612هـ / 1215م) ، في عهد الملك العادل (سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب) . تشغل المدرسة الآن مقرّ المجمع العلمي العربي في باب البريد في دمشق منذ عام 1919م ، وما تزال ، وتُعدّ من أهمّ عمائر العصر الأيوبي من حيث : (التخطيط ، ورصانة البناء ، والعناصر المعمارية المتقنة الصنع) ، وقد طرأ عليها بعض التعديل ؛ نتيجة أعمال الهدم والترميم ، ولكن أقسامها وعناصرها المهمّة ما تزال تحافظ على وضعها الأصيل .&

&يتوسّط باب المدرسة الواجهة الشرقية ، يُفضي إلى دهليز رحب مسقوف بقبوة ، يليه باب آخر على محور واحد مع الباب الخارجي مفتوح ضمن إيوان مرتفع مطل على صحن سماوي ، وفي الجهة الجنوبية من الدهليز باب يؤدي إلى التُّربة ، وباب ثانٍ في الجهة الشمالية من الدهليز يؤدي إلى الطابق العلوي للمدرسة ، تتميّز البوابة بهندستها الفريدة غير المألوفة في العمائر الأيويبيّة الأخرى ، وتتألف من إيوان يرتفع بارتفاع الواجهة ، مسقوف بعقد حجري يتوسّطه حجر مدلّى كالمفتاح ، يقسم عقد الإيوان إلى قوسين لكل منهما ثلاث فصوص .&

&يتوسّط المدرسة صحن مربّع الشكل تُحيط به من جهة الجنوب قاعة الصلاة ، ومن جهة الشمال إيوان كبير ، أما جهة الغرب فكانت تضمّ مجموعة من الغرف ، لكنّها جُدّدت مؤخراً ، وتشغل التربة الزاوية الجنوبية الشرقية من الصحن . تمّ تسقيف الإيوان بقبّتين متجاورتين من الحجارة المقرنصة ، والصحن السماوي مربّع أبعاده (18 x 17م) مبلّط بالحجر ، وكان يتخلّل البلاط لوحات ذات زخرفة هندسية ذات تركيب صخري شطرنجي ، وفي وسطه بركة ماء مربّعة طول ضلعها 8.5م ، وفي زواياها حنايا نصف دائرية كأكثر برك العهد الأيوبي .&

&شُيّدت الواجهات الخارجية بالحجر الكلسي جيّد النحت ارتفاع مداميكها قرابة 60سم ، وهي خالية من الزخرفة وفيها النوافذ المستطيلة الشكل ، المزوّدة بشبك حديد .&