كما ناقشنا في المقال السابق، فإن الببتيدات الحلقية تشكِّل مصدرًا واعدًا للأدوية الحيوية والتي من الممكن أن تستخدم لعلاج العديد من الأمراض سواء تلك التي تصيب البشر أو النباتات. عزلت هذه الببتيدات الحلقية بشكلٍ طبيعيٍّ من النباتات، إلَّا أنَّ الباحثين لم يكتفوا بذلك بل قاموا بتطوير طرقٍ كيميائيةٍ لتصنيعها، وذلك عبر ربط الأطراف الحرة للببتيدات الخطية الطبيعية، مما أعطاها الخواص المقاومة للأنزيمات الهاضمة كما الببتيدات الحلقية الأصلية، استخدم الباحث Craik هذه الطريقة لجعل ببتيدٍ مستخلصٍ من سم الحلزون بشكلٍ حلقيٍ، وتبيَّن أنَّه يملك فعاليةً مسكنةً للألم تبلغ 120 ضعف فعالية المسكن غابابنتين في الدراسات على الجرذان.
إلَّا أنَّ التعديلات الكيميائية المجراة في المختبر ستستهلك الكثير من الوقت وتنتج العديد من الفضلات الكيميائية، فلجأ Craik إلى تقنية التحوير الوراثي لإنتاج نباتاتٍ قادرةٍ على إنتاج الببتيدات الحلقية بكمياتٍ كبيرةٍ. وهدفت هذه التقنية إلى محاولة إنتاج الببتيدات في الأجزاء القابلة للأكل أو التي يمكن تحضير مشروباتٍ منها، ليست هذه الفكرة مستحيلة التنفيذ فالتقنيات المستخدمة لتحوير النباتات جينيًا موجودةً مسبقًا وتتم باستخدام بكتيريا موجودةٍ في التربة تدعى Agrobacterium tumefaciens والتي تقوم بنقل DNA.
ويمكن استخدام هذه التقنية لإنتاج كمياتٍ كبيرةٍ من