قام العلماء بتطوير نباتاتٍ محورةٍ جينيًا والتي يمكن استخدمها كمصانع حيويةٍ صيدلانيةٍ لإنتاج أدويةٍ غير مكلفةٍ فقد يأتي اليوم الذي نرى فيه المرضى ينثرون بذورًا فوق حبوب فطورهم الصباحي لعلاج مشاكل قلوبهم عوضًا عن أدويتهم المعتادة، هذه ليست بدعةً جديدةً لأحد المدَّعين، بل هي نتاج عمل باحثين كيميائيين حيويين والذين يأملان بتزويد المجتمع الطبي بجيلٍ جديدٍ من الادوية لعلاج الأمراض بدءًا من الألم المزمن وصولًا إلى الإيدز، وتوجيهها للفقراء حول العالم عبر إنتاجها من نباتاتٍ محورةٍ وراثيًا عوضًا عن المصانع.

حاز الكيميائي الحيوي David Craik على جائزة البحث العلمي الكيميائي الاسترالية على تطويره لتكنولوجيا تحوِّل النباتات إلى مصانع رخيصة لإنتاج أدويةٍ مكوَّنةٍ من بروتينات صغيرة تدعى الببتيدات الحلقية أو Cyclotids.

تتكون الببتيدات الحلقية مثل بقيَّة البروتينات من سلسلةٍ من الأحماض الأمينية، وهي حجر الأساس في تكوين جسم الإنسان، إلَّا أنَّها على عكس بقية البروتينات، تحوي على نهايتين مرتبطتين معًا بروابط ثنائية الكبريت مما يحول الجزيئة إلى بنيةٍ حلقيَّةٍ وتساعد هذه البنيةُ الببتيداتَ الحلقية على جمع صفات كلٍّ من الأدوية صغيرة الجزيئة كالباراسيتامول وصفات الببتيدات الأكبر أو البروتينات مثل الإنسولين.

تجعل هذه البنيةُ المعقَّدةُ الأدوية الببتيدية أكثر انتقائيّة في استهدافها لمواقع محددة في الجسم، كما تملك آثارًا جانبيًة أقلَّ من الأدوية صغيرة الجزيئة، ولكنها أكثر تحديًا في التخزين والإدخال، يجب غالبًا حقن الأدوية الببتيدية خلافًا للأدوية صغيرة الجزيئة، لأنَّها في حال البلع ستتحلمه إلى أحماضٍ أمينيةٍ كأي بروتينٍ آخر، قبل أن يتم امتصاصها ونقلها إلى مواقع التأثير.

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن