الجنف هو انحناء جانبي للعمود الفقري ، يكون التشوه الأساسي فيه تشوه دوراني ثلاثي الأبعاد ويقسم إلى نمطين أساسيين :
1 - الجنف الوضعي Postural Scoliosis :
في هذه الحالة يكون الجنف ثانوي أو تعويضي لأذيات أخرى خارج العمود الفقري : قصر الساق، الميلان الحوضي بسبب القسط المفصلي الوركي . في هذه الحالات يختفي الجنف بالجلوس . كما أن تشنج العضلات الظهرية التي ترافق فتق النواة اللبية قد تسبب الانحراف والوضعية الجنفية في الظهر .
2 - الجنف البنيوي Structural Scoliosis :
في هذه الحالات يكون التشوه غير قابل للتصحيح في العمود الفقري ويشكل الدوران الفقري العنصر الأساسي فيه : تدور النواتىء الشوكية نحو الجانب باتجاه التقعر بينما تدور النواتىء المعترضة نحو الخلف بجهة القسم المحدب . تتبارز الأضلاع في الصدر في الجزء المحدب بشكل يميز التشوه . في بداية الإصابة من الممكن أن يكون التشوه قابل للإصلاح ولكن ما أن يتجاوز التشوه زاوية معينة يصبح ثابتا" ولا يختفي مع تغير الوضعية . ويصبح غير قابل للإصلاح المنفعل . تتطور انحناءات تعويضية دوما" من أجل الحفاظ على توازن الجذع وتكون هذه الانحناءات الثانوية أقل وضوحا" و أكثر قابلية للإصلاح ( لكن مع الوقت تتطور نحو الثبات ) . تزداد الانحناءات التي تفوق ال 50 درجة بمعدل درجة في السنة . في الحالات الشديدة يكون التشوه الصدري واضحا" وتتأثر الوظيفة القلبية الرئوية .
&في معظم الحالات لا يوجد سبب واضح للتشوه ( أي يكون الجنف ذاتي أو بدئي ) و من الأشكال الأخرى الشكل الخلقي أو العظمي الاعتلالي ( بسبب التشوه العظمي ) أو عصبي المنشأ أو عضلي المنشأ ( المترافق مع الآفات العضلية ) وفي بعض الحالات المتفرقة من إصابات النسج الرخوة .
& المظاهر السريرية : المظهر السريري الأساسي هو التشوه الظهري : انحراف الظهر أو التبارز الضلعي في التشوهات الصدرية ، أو التبارز غير المتناظر في أحد الوركين في حالات الإصابات الصدرية القطنية . نادرا" ما يشتكي المريض من الألم خاصة الأطفال ن لهذا في حال ظهور الألم فإن هذا يدل على وجود مشكلة ورمية ( إلى أن يثبت العكس ) لهذا لا بد من إجراء الرنين المغناطيسي في هذه الحالات .
نحدد على الصورة الأمامية الخلفية النهاية العلوية للانحناء في المستوى الذي تبدأ فيه الفقرات بالميلان عن انحناء الجنف ، تقاس درجة الجنف من خلال رسم خط على الفيلم الشعاعي مواز للحافة العلوية للفقرة الحدية العلوية وآخر مواز للحافة السفلية للفقرة الحدية السفلية ، من ثم نرسم خطين متعامدين على هذين الخطين وتقاس الزاوية ما بين هذين الخطين والتي تسمى ( زاوية كوب ) التي تشكل زاوية الجنف .
& لا بد من تحديد قمة الجنف ومكانها ، الشكل الأكثر شيوعا" هو الجنف البدئي الصدري الأيمن غالبا" ما يكون عند الفتيات ، الجنف الصدري الأيسر نادر الحدوث لدرجة أن وجوده يستدعي إجراء الرنين المغناطيسي لتحري وجود أورام النخاع الشوكي . في حال ظهور انحنائين على الصورة الشعاعية الأمامية الخلفية قد يكون الانحناء الثاني معاوض لاستعادة توازن العمود الفقري ، أو قد يكون هناك جنف أولي ثان معاكس للجنف الأساسي أي ليس معاوضا" و إنما بسبب التشوه الفقري على المستوى الثاني . كما نقوم بتقدير درجة الحدب الصدري والبذخ القطني على الصورة الجانبية . إذ أن تناقص الحدب أو ازدياد البذخ في هذه الانحناءات سيؤدي إلى سوء في تطور الجنف مع العمر ز أيضا" لا بد من إجراء الصور الشعاعية بالانحناء الأيمن و الأيسر .
& درجة النضوج العظمي الفقري - علامة ريسر :
يتم تقدير درجة النضوج الفقري بعدة طرق وهذا الموضوع مهم لأن التشوه يزداد بشكل كبير خلال فترة النمو السريع للجهاز الهيكلي وفترة النضج الجنسي . نستقصي علامة ريسر من خلال غضروف النمو التابع للعرف الحرقفي ، يبدأ مشاش العرف الحرقفي بالتعظم بعد النضج الجنسي ويتجه التعظم نحو الأنسي وما إن يكتمل على كامل العرف الحرقفي حتى يصبح تطور الجنف قليلا" جدا" ويتوافق هذا مع الالتحام في المشاش الفقري الحلقي
نقسم أيضا" العمر العظمي من الصورة الشعاعية للمعصم واليد . من الإجراءات الخاصة التي نجريها الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي من أجل تقييم التشوه الفقري والانضغاط في الحبل الشوكي .
& استقصاءات خاصة : الوظائف الرئوية في حال التشوهات الصدرية الشديدة والتي قد تؤدي إلى تناقص السعة الحيوية الرئوية وبالتالي تناقص في معدل الحياة . تحمل هذه