**التهديدات و الوعود في المربع الصغير **

& المقدمة : قبل عشرين سنة مضت, حدثت ثورة المعلومات (أو كما يرى البعض فقد انتشرت حولنا) , أتت مشبعة بالوعود بمكتب خال من الأوراق و أكثر كفاءة في حفظ السجلات, مع بعض التحسينات في تنفيذ المهام العامة, الاتصالات و الرسائل العاجلة و كل الأشياء الأخرى التي حلم بها كتاب الخيال العلمي , و مع هذه الوعود, أتت التهديدات والتحذيرات التي أطلقها البعض: "الحضارة الحديثة ستسرق المال من جيبك وتأخذ الأعمال بعيداً و الكمبيوترات ستغير الأفكار والمشاعر, و بشكل عفوي فإنها ستزود رجال الأعمال الكبار و الحكومات بكل ما يحتاجونه فيقومون باستعباد البشر و بشكل أكبر مما سبق. فإن الأشياء الهامة في حياتك ستكون عرضة للتدمير الفجائي و كل الأسرار و الأقوال و الأفعال و الأفكار سيتم حفظها في الملفات".

تعتبر نهاية الأسرار هي أسوأ التهديدات و خلال العقدين القادمين, سيتم تخزين حياتنا كاملة في بيانات هائلة ضمن الكمبيوترات الرئيسية, و ستتم ترجمتها من قبل الحكومات والشخصيات المتحدة العدائية و القاسية و هذه البيانات ستؤكد نهاية الأسرار الحياتية.

و لوقت من الزمن فما يزال الكمبيوتر بعيداً عن التهديدات , و ستبتعد هذه التهديدات بشكل نسبي في الحقيقة. فخلال النصف الأخير من التسعينات فإن المخاوف موجودة عند الصحفيين ذوي الإحساس الضعيف و الأفلام المسلية و الروايات الخيالية و على الرغم من هذا فإن المستقبل (على الأقل المستقبل التفصيلي) مازال أمامنا وهو ليس كما اعتدنا عليه.

في الواقع, الحقيقة مرعبة أكثر من المخاوف, فالأسرار تتلاشى, و هناك حقائق لا نهائية عنا من الإحصائيات الحياتية وسجلات أحداث حياتنا و مزاجنا في الطعام والتسلية كل هذا موجود في بيانات هائلة , نحن تحت المراقبة في كل مرة نستخدم فيها بطاقة اعتماد أو نطلب منتج أو نتلقى العلاج ضد الأمراض والإصابات أو نتعامل مع المحاكم والشخصيات القانونية أو نستبدل أماكن إقامتنا, حيث أن أنظمة تجميع البيانات الشرهة تنتظر كل حركة منا لتسجل كل ما نقوم به.

و مع ذلك فهم لا يعلمون كل شيء فأفكارنا ما زالت سرية إضافة للمراسلات و المحادثات و العديد من الأمور التي نقوم بها في السياحة و الثقافة و تطبيقات الوظائف و الخطط الشخصية, و ذلك عندما نكون بعيدين عن المراقبة و لسوء الحظ فهذا ليس صحيحا تماماً, في الحقيقة فالتهديدات الآن أصبحت شخصية أكثر .

بالإضافة إلى الوسائل العديدة التي تستخدمها الحكومات والجماعات المتحدة لتجميع المعلومات عنا, فإن المنظمات الصغيرة والمستقلة تستطيع معرفة معلومات عنا دون معرفتنا.

من هي هذه المنظمات وهؤلاء الأفراد؟ فمن الممكن أن يكون المشرف في العمل أو الجيران أو الزملاء أو الأقارب و في حالات خاصة يمكن للغرباء الوصول لمعلومات عن أعمالك الخاصة , و الأسوأ من ذلك هي أجهزة المراقبة عالية التقنية و الذكية حيث يمكن جمع المعلومات من خلال كمبيوترك في العمل أو المنزل.

هل يمكن جمع المعلومات بسهولة من الكمبيوتر الشخصي؟ ألا يجب الخوف من الأشياء الموجودة في النظام ؟ و الجواب على السؤالين السابقين هو نعم. &

**جوانب من الحياة الشخصية**

& أمثلة عن أشياء يمكن معرفتها من كمبيوترك الشخصي :

" كيف يمكن حدوث ذلك؟ سنرى من خلال جولة سريعة في الكمبيوترات الشخصية في العمل والمنزل."

-هذه هي الرسالة التي كتبتها لأخيك قبل ستة أشهر لتخبره عن التوقف، هل تذكر ذلك؟ لقد فكرت بما هو أفضل من الرسالة فرميت بها، لكن كمبيوترك لم يرميها, و بالرغم من أن الرسالة لم يتم طباعتها أو حفظها فإن الكمبيوتر يعرض هذه الرسالة.

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان