إن تزويد الطبيب المعوض بالمعرفة التشريحية اللازمة والفيزيولوجية للبيئة الفموية التي سيسكنها الجهاز الكامل تشكل المفتاح الأول والأهم لنجاحه في صنع تعويض صناعي قادر على أداء الوظيفة الفموية التي فقدت مع فقد الأسنان الطبيعية عند الإنسان.

إذ أن هذه المعرفة تمكن المعوض من تحديد نقاط علام مفيدة، فيما يبدو تجويفاً فموياً دون معالم عند الذين لا يتقنون هذه المعرفة.

إن نجاح الجهاز سريرياً ووظيفياً يبدأ من مهارة الطبيب في الحصول على طبعة دقيقة للأنسجة الواقعة تحت الجهاز المتحرك إضافة إلى معرفة الحدود التي يجب أن تقف عندها الجهاز ولا يتعداها أو يتراجع عنها تاركاً لعناصر الجوار من أنسجة وأربطة وعضلات حرية أداء الوظيفة.

- حدود الجهاز الكامل العلوي:

إن الحصول على حدود صحيحة للجهاز الكامل العلوي عند أخذ الطبعات أمر سهل نسبياً إذا ما قورن ذلك مع الجهاز الكامل السفلي ويعتبر العمل منجزاً إذا سجل عمق الميزاب الدهليزي بشكل صحيح و تبع ذلك منطقة السد الخلفي بدقة.

وتبرز عند أخذ طبعة الفك العلوي الأهمية الخاصة لمنطقة اللجام الشفوي والميزاب الخدي والألجمة الجانبية والحواف الخلفية التي تعتبر ذات أهمية فائقة لتحقيق ثبات الجهاز.

1 – منطقة الألجمة:

اللجام الشفة العلوي:

طية للغشاء المخاطي الفموي مغطية لمجموعة نسج ليفية وتصل بين اللثة الشفوية والغشاء المخاطي للشفة العلوية والتي تكون متوترة عند رفع هذه الشفة، عند أخذ الطبعة يحفر اللجام ثلمة شفوية في حواف الجهاز بسبب حركة هذا اللجام.

إن حركة الشفة في منطقة اللجام تكون عمودية لذلك تكون هذه الثلمة طويلة وضيقة ويكتفي بالطلب من المريض أن يقوم بحركة مط الشفة نحو الأسفل (حركة عمودية).

لا يجوز للطبيب سحب اللجام جانبياً بشكل مبالغ فيه أثناء طبعة الحواف لأن الثلمة عندها ستكون عريضة مما يسبب فقد الختم المحيطي للجهاز في هذه المنطقة.

أما ثلمة اللجام الخدي فتكون عريضة وقصيرة و يمكن تسجيل هذه الثلمة بالطلب من المريض أن يزم الشفاه مع حركة المص.

ومن الجدير بالذكر أن الألجمة منطاطق تشريحية سلبية وإن أي خلل في طبيعتها سيشكل عامل قلقلة للجهاز لذلك يجب إعارتها ما تستحقه من انتبها ومهارة.

2 – الميزاب الشفوي الخدي:

- يمتد هذا الميزاب من اللجام الشفوي في الأمام و حتى الميزاب الجناحي الفكي في الخلف ويتألف من منطقتين: أمامية تقع بين لجام الشفة واللجام الخدي وخلفية تقع بين اللجام الخدي وبين الميزاب الجناحي الفكي.

تتميز منطقة الميزاب الخدي بأنها عريضة ويجب أن تملأ المادة الطابعة الميزاب كاملاً لإعطاء السماكة الصحيحة للجهاز، بحيث تملأ حواف الجهاز منطقة الميزاب الخدي بالكامل مؤمنة بذلك ختماً محيطياً كاملاً إذا لم تؤخذ طبعة هذا الفراغ بشكل كاف فإن الجهاز سوف يفقد ختمه المحيطي ويسمح بدخول الهواء أسفل قاعدة الجهاز عند فتح هذا الدهليز بسبب الضحك أو الفتح الواسع للفم.

عندما يكون عرض الدهليز كبيراً فيجب أن نطبع دون تردد كامل المسافة العريضة فنحصل على حواف ثخينة للجهاز ولكن نتجنب التماس بين حافة الجاهز الدهليزية والوحشية والناتئ المنقاري للفك السفلي ونقوم بتطرية مركب الطبع في تلك المنطقة لكي يصنع الناتئ المنقاري لنفسه تقعراً خفيفاً على السطح الخارجي لمركب الطبع.

إن المبالغة في صنع حواف عريضة هو أقل ضرراً من إعطاء حواف الجهاز عرضاً أقل مما يجب وتبقى زيادة عرض الحواف في منطقة الأرحاء مقبولة لأن العضلة المبوقة تعمل بفعالية أكبر تجاه ثخانة زائدة مؤدية إلى ختم أفضل أما إذا سببت السماكة الزائدة مشكلة جمالية أو إعاقة لأوتار العضلات نتج عنها بعض الآلام فيمكن التخفيف من السماكة مع التلميع بعد التنعيم.

- منطقة السد الخلفي: (نقاط العلام عند النهاية الخلفية للجهاز)

1) الثلمة الجناحية الفكية:

تتوضع بين الحدبة الفكية والشص الجناحي للصفيحة الأنسية للعظم الوتدي وهي نقطة علام هامة لإنهاء حواف الجهاز وتعتبر أكثر المناطق أهمية في التثبيت للجهاز العلوي.

في حال استخدمنا مرآة فم أو مصقة وجعل هاتين الأداتين تنزلقان نعلى قمة السنخ باتجاه الخلف فإن حافة المرآة ستهبط في انخفاض يسمى الثلمة الجناحية الفكية ويمكن أخذ طبعة هذه المنطقة بشكل جيد جداً لكون هذه الثلمة لا تحوي أي عضلات أو أربطة.

وفي حال كون الجهاز لا يمتد بشكل كاف للوصول لهذه المنطقة فإن حواف الجهاز سوف تنتهي عند الحدبة الفكية مما يجعل حواف الجهاز ذات ختم سيئ لكون النسج المغطية للحدبة ذات مرونة ضعيفة جداً.

2) خط الاهتزاز A :

يمتد من الثلمة الجناحية الفكية يميناً عبر قبة الحنك وصولاً للثلمة اليسرى.

وعند لفظ حرف A ترتفع قبة الحنك الرخوة ثم تعود و تنخفض إلى مكانها الطبيعي عندما يكون المريض مسترخياً . ومن خلال تكرار هذه الحركة فإن منطقة الاتصال ما بين قبة الحنك الرخوة و الصلبة (خط الاهتزازاز) يمكن تمييزها بشكل طية.

يتوضع الى الخلف قليلاً من منطقة اتصال الحنك الرخو مع الصلب أي بمعنى أنه يتوضع على قبة الحنك الرخوة وعموماً هو يمر إلى الأمام قليلاً من الحفرتين الحنكيتين الموجودتين الى الخلف من قبة الحنك لذلك تساعدان في تحديد خط الاهتزاز.

3 ) الرفاية الجناحية الحنكية السفلية والطية الجناحية الفكية السفلية:

فتمتد الأولى من وحشي الحدبة الفكية العلوية إلى أسفل الوسادة خلف الرحوية وتمتد الثانية من وحشي الثلمة الجناحية الفكية وعند فتح الفم بشكل واسع تمتد الرفاية الفكية السفلية مع الطية الجناحية الفكية السفلية.

وأكثر من ذلك فإلى الخلف من الرفاية تتوصع العضلة الجناحية الأنسية التي تتمدد بواسطة حركات الفتح والإغلاق محددة سماكة حافة الجهاز.

لذلك يجب الانتباه إلى هذه العناصر التشريحية عند أخذ طبعة الحافة الدهليزية الخلفية للفك العلوي بالطلب من المريض فتح الفم واسعاً ثم الإغلاق لرسم انطباعات هذه العناصر على مادة الطبع.

- الغدد الحنكية:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان