داء المقوسات الخلقي:

ينجم عن إصابة الجنين عند مرور أتاريف المقوسات من أمه المصابة عبر المشيمة، وهو نادر الحدوث لأن حدوثه مرهون بإصابة الأم بالمقوسات لأول مرة بعد بدء الحمل.

لا ينتقل الخمج عبر المشيمة سوى خلال المرحلة القصيرة (الطور الحاد) التي تتواجد فيها الأتاريف في دم الأم في الفترة الأولى من الخمج قبيل تشكل الأضداد (التي تتشكل بعد بدء الخمج ـ 7 - 10 أيام)،

كما أن المشيمة السليمة تمنع مرور المقوسات وبالتالي فإن نسبة انتقال الخمج إلى جنين الأم المصابة قليلة ويتعلق احتمال إصابة الجنين وخطورة الإصابة بمرحلة الحمل، وذلك وفق الآتي:

- خلال الثلث الأول من الحمل تكون المشيمة صغيرة الحجم وتسمح بمرور المقوسات في حالات نادرة (نسبة الحدوث 15%) وإذا أصيبت الأم في هذه المرحلة بخمج حاد يكون احتمال خمج الجنين قليلاً ولكنه يسبب آفات خطيرة عند حدوثه.

- أما في الثلثين الثاني والثالث من الحمل فتتمدد المشيمة ويكبر حجمها، ويصبح الحاجز المشيمي أقل فعالية لذلك تزداد إمكانية انتقال المقوسات عبر المشيمة نحو الجنين (نسبة الحدوث 30% في الثلث الثاني و 60 % في الثلث الأخير من الحمل في حال عدم كشف الإصابة ومعالجتها).

ولكن الخمج الحاصل هنا يكون خفيفاً و متأخراً أو حتى غير ملحوظ عند الولادة (تحت سريري)، خاصة إذا حدث أثناء الثلث الأخير من الحمل، ويفسر ذلك جزئياً بالانتقال المتواقت للمقوسات ولأضداد هذه المقوسات (ال IgG ) التي تشكلت في جسم الأم إلى الجنين، وهذه الأضداد تحد بسرعة من انتشار الطفيلي في جسم الجنين وبالتالي تقلل نسبة حدوث التشوه.

مما سبق نستنج وجود تناسب عكسي بين نسبة الانتقال للجنيني وخطورة الإصابة.

وللداء الخلقي عدة أشكال:

  • التهاب السحايا والدماغ والنخاع المقوسي (الشكل الكبير) وهو نادر جداً في الوقت الحاضر وينجم عن انتقال الخمج من الأم إلى الجنين في بداية الحمل ويحدث لدى الوليد استسقاء رأس، اختلاجات، تكلسات داخل الدماغ، التهاب شبكية ومشيمية العين الصباغي، وينتهي هذا الشكل بالوفاة.
  • الشكل الحشوي: ينجم عن انتقال الخمج إلى الجنين في الثلث الثاني من الحمل يتظاهر بشكل يرقان وليدي مع ضخامة كبد وطحال ونزوف مخاطية وينتهي بالوفاة خلال الأسابيع أو الأشهر الأولى من الحياة وفي حال بقاء الطفل حياً فإنه يعاني من تأخر شديد في التطور الروحي الحركي.
  • الشكل المتأخر: وينجم عن انتقال الخمج في الثلث الأخير من الحمل، ويمكن أن تظهر أعراضه مباشرةً بعد الولادة وقد يتأخر ظهورها حتى عدة سنوات، ويحدث فيه تأخر في التطور الروحي الحركي وقد يترافق مع نوب اختلاجية وزيادة سريعة في محيط الجمجمة والتهاب شبكية ومشيمية صباغي، مما يسبب ما يسمى العين القرمزية.
  • الأشكال تحت السريرية عند الولادة، وهي شائعة وتشكل 80 % من حالات داء المقوسات الخلقي وتشخص فقط بالفحوص المصلية ومن الضروري اكتشاف هذه الأشكال ومعالجتها باكراً للحيلولة دون تحولها للشكل المتأخر، إذ إن 35% تحدث لديهم إصابة عينية بعد عده سنوات في حال عدم المعالجة.

-يمكن لداء المقوسات الخلقي أن يسبب موت الجنين وإجهاضه في حال كان خمج الأم خلال الحمل يحدث لأول مرة في حياتها أما في الحمول التالية فلا تسبب المقوسة الإجهاض عادة.

داء المقوسات لدى مكبوتي المناعة:

داء المقوسات لدى مكبوتي المناعة: يمكن أن يأخذ شكلاً منتشراً أو أشكالاً موضعة.

يحدث الشكل المنتشر خاصة عند مرضى الإيدز والاعتلالات الدموية الخبيثة، وهنا تنجم معظم حالات داء المقوسات عن تفعيل الطفيلي الكامن، وذلك عند هبوط عدد CD4 إلى ما دون 200 خلية/مم 3 (خلل المناعة الخلوية التائية) فتتحول المتباطئات الكامنة الموجودة ضمن الأكياس إلى متسارعات.

وهذا الشكل خطير ومميت في حال عدم معالجته وقد يكون دماغياً أو عينياً أو رئوياً.

الشكل الدماغي: تبدو أعراضه بشكل أعراض خراج دماغي يتظاهر بصداع وحمى وعلامات عصبية واضطراب الوعي واختلاجات.

الشكل الرئوي: التهاب رئوي مع ترفع حروري ويمكن أن ينتهي بالقصور التنفسي الحاد.

الشكل العيني: يتظاهر بنقص القدرة البصرية واحمرار العين.

داء المقوسات العيني:

داء المقوسات العيني: تعد الإصابة العينية نتيجة لداء المقوسات الخلقي في معظم الحالات، ويمكن أن تنجم أحياناً عن داء المقوسات الحاد المكتسب لدى أسوياء المناعة.

ويتظاهر بشكل التهاب شبكية ومشيمية يؤدي، إلى اضطراب رؤية مع ألم عيني وخوف من الضوء وتحدث هذه الأعراض بشكل متكرر ويؤدي تندب البؤر المصابة لنقص في القدرة البصرية وقد تنتهي بالعمى في الحالات غير المعالجة.

التشخيص:

يعد كشف الأضداد النوعية للمقوسة الطريقة الأساسية لتشخيص الخمج بالمقوسة، ونميز خمس حالات:

  1. داء المقوسات المكتسب لدى أسوياء المناعة (والنساء الحوامل): ويشخص بالفحوص المصلية.
  2. داء المقوسات الخلقي قبل الولادة: ويشخص بالإيكو ودراسة السائل الأمنيوسي.
  3. داء المقوسات لدى وليد الأم التي أصيبت بالمقوسات خلال الحمل، وهنا يعتمد التشخيص على دراسة الصوة المناعية المقارنة بوساطة لطخة ويسترن blot western.
  4. داء المقوسات لدى مكبوتي المناعة: يشخص بالتشخيص الطفيلي برؤية الأتاريف أو بكشف ال DNA الخاص بها بوساطة ال PCR.
  5. داء المقوسات العيني: يشخص بفحص العين وبوساطة بزل الخلط المائي للعين.

تطور ظهور الأضداد في داء المقوسات:

تطور ظهور الأضداد في داء المقوسات:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان