يمكن تعريف إعادة التأهيل بأنه الاستخدام المتناسق للوسائل الطبية والدوائية والاجتماعية والتقنية والمهنية لجعل الشخص بأفضل مستوى وظيفي ممكن، الفريق المكون من مختصين في مجالات متعددة الذي يعمل بطريقة منسقة هو أساسي من أجل نجاح برامج التأهيل المثالي.

على الطبيب المختص في مجال إعادة التأهيل Rehabilitation Physician أن يكون مؤهلاً للمعالجة الدوائية للمرض أو الأذية، بما فيها الاختلاطات مقترنة بمعالجة التأثير الوظيفي للعجز على حياة المريض وعائلته.

يتدرب معظم الأطباء على معالجة الأمراض بالأدوية ويتركز اهتمامهم على أعراض وعلامات الأمراض، بالمقابل يتدرب أطباء إعادة التأهيل على معالجة الأمراض وظيفياً وبالتالي يتركز اهتمامهم على تأثير العجز على مقدرة المريض للقيام بنشاطات معينة وحتى يسترجع دوره في المجتمع.

قد تكون المعالجة الدوائية مناسبة في الأمراض الحادة قصيرة الأمد لكنها لا تدبر بفعالية مشابهة الأمراض المزمنة والمعقدة التالية للأمراض والأذيات العصبية.

يوجد بعض الاختلاف في طريقة النظر للمشاكل بين الطبيب والمريض، فمثلاً يعالج الطبيب الصلابة إن وجدت بينما لا يهتم المريض بها بقدر ما يهتم بالمحصلة وهي مقدرة المريض على المشي مثلاً.

يجب على الطبيب إعادة التأهيل بصفته أحد الأعضاء والمنسق لفريق إعادة التأهيل، أن يكون ملماً بمهارات ومقدرات حرفيي إعادة التأهيل الآخرين وعليه أن يكون قادراً على تقييم نتائج معالجاتهم الهادفة على وظيفة المريض الإجمالية، للقيام بذلك على الطبيب أن يكون واسع الاطلاع لخبرة ودور كل اختصاص والتقنيات التي يستخدمها، يحتاج تسهيل العمل كفريق إلى تواصل ممتاز بين أعضائه إن كانوا أشخاصاً أو مؤسسات.

يتبع فريق إعادة التأهيل عموماً سلسلة من الخطوات لضمان تحقيق أهداف إعادة التأهيل، يشارك جميع أعضاء الفريق في عملية وضع الأهداف، التي تتضمن توصيات الفريق الذي تقع مشكلة المريض في مجال اختصاصه وأهمية المشكلة ونمط حياة المريض والعائلة، يتم تحديد أولوية الأهداف بالاعتماد على أهميتها بالنسبة للمريض وعائلته وقابليتها للتطبيق بالإضافة لخطورة الحالة الصحية للمريض والأهداف المرحلية الأولى اللازمة للوصول إلى أهداف إجمالية أكبر، يجب أن تكون أهداف إعادة التأهيل واقعية قابلة للتحقيق وقابلة للقياس والتقييم لتوثيق التطور والنتائج.

بغض النظر عن الاختصاص يعمل جميع أعضاء الفريق ضمن أهداف مشتركة عريضة مثل التوجه والتواصل وحركة المريض والسلوك.

مع تبدل حالة المريض الوظيفية والطبية يجب مراجعة الاستجابة للمعالجة والتطور باتجاه تحقيق الأهداف ويجب تحديث البرنامج وتعديله بما يتلاءم مع تطور حالة المريض.

يجب مراجعة هذه الأهداف بشكل منتظم مع المريض وعائلته وعلى المعالجين أن يبحثوا عن تأثيرها على حياة المريض خلال تبادل الأحاديث مع المريض وعائلته وتسجيل ذلك بوضوح في سجل المريض.

تعمل برامج إعادة التأهيل في بيئات مختلفة مثل أثناء الاستشفاء وفي المراكز الصحية المختصة في عيادات التأهيل التي تتعامل مع المريض من خلال العيادات الخارجية، مع المريض في المنزل أو في المدرسة أو حتى في بيئة العمل.

تعتمد مراكز التأهيل المتطورة على معايير مكتوبة لاختيار بيئة إعادة التأهيل المناسب لكل مريض، من الأمور التي تلعب دوراً في تحديد الخطط وإجراءات إعادة التأهيل هي تجهيزات المؤسسة وإتقان تقنيات معالجة محددة وتأمين بيئة آمنة للبرامج بالإضافة إلى معرفة الجهة الممولة لبرنامج التأهيل وهل ستدفع للمريض تكاليف إعادة التأهيل ومقدرة المؤسسة على مراقبة نوعية البرنامج من خلال تقييم النتائج والمتابعة.

يحتاج تأهيل المصابين بالاضطرابات العصبية، بما فيها النشبات وأذيات الدماغ والنخاع الشوكي الرضية إلى عمل فريق منسق يتألف من اختصاصات متعددة.

يتضمن هذا الفريق من طبيب إعادة التأهيل أطباء ذوي اختصاصات مختلفة ومعالجين فيزيائيين ووظيفيين ومعالجي الكلام ومعالجي الكلام ومعالجي النشاطات الترفيهية وأخصائيين علم النفس العصبي ومصنعين البدائل (الأطراف الصناعية) وأخصائي التقويم والعاملين الاجتماعيين.

من المجالات التي يمكن أن تجد لها مكاناً في العناية أيضاً مقدمي الدعم الديني وإعادة التأهيل الحرفي وتقييم المريض من أجل معالجة الإدمان.

ينخرط أخصائي العصبية Neurologist في العناية بمريض إعادة التأهيل إما بإجراء الاستشارات حين الحاجة أو بكونه الطبيب المعالج الأساسي على سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية يتم قبول المرضى في المشافي من أجل إعادة التأهيل الحاد حصرياً بواسطة طبيب مدرب على إعادة التأهيل عليه أن يلعب دور المنسق للعناية الطبية في قسم إعادة التأهيل.

يكون طبيب إعادة التأهيل Rehabilitation Physician مسؤولاً على توجيه العناية الطبية، محدداً أهداف الإقامة في قسم إعادة التأهيل ويوثق تطور الحالة باتجاه الأهداف المحددة، على الطبيب أن يشارك في اجتماعات فريق إعادة التأهيل والقاء مع عائلة المريض، الأطباء الآخرين: أخصائي الداخلية، أطباء المشفى، أخصائي البولية، الصدرية، القلبية، العظمية، النفسية يقومون بإجراء الاستشارات اللازمة خلال فترة وجود المريض في قسم إعادة التأهيل.

ينصب اهتمام المعالجين الفيزيائيين Physical Therapists بشكل أساسي على قوة الأطراف السفلية ومدى الحركة بالإضافة إلى التوازن واللاأدائية Apraxia، المطلوب منهم هو تحسين وظائف المريض المتضمنة مهارات الحركة والانتقال واستخدام الكرسي المدولب والمشي إن كان ذلك مكناً، تعتمد تقنيات المقاربة للمعالج الفيزيائية على مدى تحسن الوظيفية الحركية ومقدرة المريض على تعلم الحركات.

الإلمام بتقنيات الكرسي المدولب وتصميمه أمر أساسي لتسهيل التنقل المثالي للمريض والوقاية من الآثار الجانبية للوضعيات الشاذة والأذية بالإضافة للوقاية من تقرحات الجلد، على المعالجين الفيزيائيين أن يكونوا ملمين بتأثير اضطرابات الرؤيا والإهمال واللاأدائية على مهارات الحركة ويجب أن يعمل مع بقية أعضاء الفريق لتطوير استراتيجيات تهدف إما إلى التصليح أو الالتفاف على المشكلة التي يعاني منها المريض وغالباً ما يطلبون المساعدة من أخصائي صناعة جبائر التقويم Orthotist لصناعة جبائر الركبة والقدم.

أكثر ما يهتم المعالجون الوظيفيون Occupational Therapists بقوة الأطراف العلوية، مدى حركتها والألم بالإضافة إلى نشاطات الحياة اليومية مثل: الحمام، ارتداء الملابس، تناول الطعام والتبرج، يمكن أن يقدموا النصح في بعض المهارات مثل عد النقود، المقدرة على حمل السلع عند التسوق بالإضافة إلى بعض النشاطات المنزلية مثل الطبخ والتنظيف للأشخاص المناسبين.

الهدف عند المعالج هي تحسين مقدرة المريض في هذه النشاطات حتى يقوم بها بأمان وعليه أن يأخذ بعين الاعتبار العجز الذي يعانيه المريض في مجالات متعددة مثل اللغة والوظائف المعرفية ومشاكل الرؤيا.

يقوم معالجو النطق واللغة Speech-Language Pathologists بتدبير مشاكل المريض المتعلق بالنطق واللغة والمقدرات المعرفية والبلع.

غالباً ما ينسق عمله مع معالج التغذية حتى يؤمن للمريض حمية غذائي مثالية من ناحية المحتوى والقوام وذلك لتقليل خطر ذات الرئة الاستنشاقية التي هي أحد أشيع الاختلاطات الطبية المشاهدة في قسم إعادة التأهيل.

يعمل معالجو لنطق واللغة بشكل لصيق مع أخصائي علم النفس العصبي وذلك لإعادة

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان