سفن الخدمة المنتظمة:

ازدادت الحركة التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا عبر الأطلسي بدرجة كبيرة في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، كما تعاظم الطلب على خدمة أفضل للركاب عبر الأطلسي، ولقد استجاب ملاك السفن لهذا الطلب لتقديم شيء جديد في الخدمة، أي سفن تُبحر في أوقات منتظمة ولقد سُمي هذا النوع من السفن بالسفن المنتظمة وكانت السفن لا تبحر قبل ذلك إلا بعد استيفاء كامل حمولتها من البضائع والركاب، وكذلك بعد التأكد من أن أجواء الملاحة مناسبة تمامًا، أما سُفن الخدمة المنتظمة فإنها تبحر وفقًا لجدول زمني معين، سواء أكانت حمولتها قد اكتملت أم لم تكتمل، وبصرف النظر عن الأجواء الملاحية، كما أصبح هذا النوع من السفن أول سفن تجارية تركِّز على راحة الركاب، ولقد بدأت الخدمة المنتظمة عام 1818م بين مدينة نيويورك ومدينة ليفربول.

سفن القَلْبر:

من أكثر السفن الشراعية جمالاً ورومانسية، وقد أصبحت ملكات البحار في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وقد صُمِّمت سفن القلبر بأجسامها الرشيقة وأشرعتها المتعددة من أجل السرعة، وجاء اسمها من الطريقة التي تطوي بها السفن الأميال.

بنت الولايات المتحدة أول سفينة قلبر حقيقية في الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، وقد صُمِّمت تلك السفن للإبحار من الساحل الشرقي (حول رأس أمريكا الجنوبية) إلى الصين لحمل الشاي، كما عجَّل اكتشاف الذهب في كاليفورنيا عام 1848م وفي أستراليا عام 1851م بتطوير سفن القلبر إذ تدفق الباحثون عن الثراء والمؤن نحو حقول الذهب، وبنى الإنجليز سُفن قلبر لحمل الشاي من الصين والصوف من أستراليا، ومازالت أشهر سفن القلبر البريطانية، وتسمى كتي سارك الآن في جرينيتش في لندن.

كان لسفينة القلبر ستة صفوف من الأشرعة على الصاري، وكان لبعضها أكثر من 35 شراعًا، ويمكن أن تقطع سفن القلبر على المياه 20 عقدة (37 كم/الساعة) إذا تمت قيادتها بسرعة قصوى، ولقد أبحرت سفينة القلبر ثيرموبايلي من لندن إلى ملبورن بأستراليا في 60 يوماً.

و ُعَدُّ دونالد ماكاي، وهو كندي أقام في الولايات المتحدة أكبر مصمِّم لسفن القلبر، وبلغ طول النمط الأول من السفن التي صممها 60م، كما بلغت حمولتها 1، 360 طنًا متريًا، وفي عام 1853م بُنِيَت سفينة سُمِّيت جريت ريببلك وكانت أكبر سفينة شراعية في عصرها حيث بلغ طولها 102م تقريبًا ولها أربعة صوارٍ وحمولتها 4، 080طناً مترياَ.

السفن الشراعية في القرن العشرين:

بدأ المخترعون تجاربهم على القوارب البخارية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وبحلول القرن العشرين كانت السفن البخارية قد حلت تقريبًا محل السفن الشراعية التي تجوب المحيطات، ولكن كان على سفن البخار الناتج عن إحراق الفحم الحجري الاعتماد على محطات الفحم الحجري مع أن بعض الخطوط التجارية كتلك التي على طول سواحل أمريكا الجنوبية بها قليل من محطات الفحم الحجري، وكانت السفن الشراعية مازالت تُستَخَدم في هذه الطرق التجارية ولعدة سنوات، وعلى سبيل المثال، كانت السفن الشراعية تحمل النترات وهو سماد من تشيلي (حول حافة أمريكا الجنوبية) إلى أوروبا.

وكانت السفن الشراعية التي أنزلت إلى الماء في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرين ضخمة الحجم بنيت للاستفادة من الحجم وليس السرعة، وكانت ذات أجسام حديدية قوية ومستقيمة الجوانب، ومجهزة بالأسلاك ولتشغيلها بنفقات قليلة، استخدمت مثل هذه السفن طاقمًا صغيرًا، ولهذا فقد استغلت أقل كمية من الأشرعة، كانت أعتى هذه السفن هي بروسين وهي سفينة ألمانية ذات خمسة صوارٍ ومجهزة تجهيزاَ كاملاً وقد بُنيت عام 1902م وهي أضخم سفينة شراعية تم بناؤها بطول 132م وعرض 16م وكان بإمكانها أن تحمل 7، 300 طنّ من البضائع.

منذ أوائل القرن العشرين انخفض عدد

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان