*إضاءة على مدى تأثر الإنتاج الزراعي للتغيرات المناخية :**
& يعتمد لإنتاج الزراعي على الطقس ونتيجة لذلك تتأثر نتيجة بتقلب المناخ وتغيره (نيلسون وآخرون ، 2014). والزراعة تساهم في المناخ التغيير من خلال انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية المنشأ وتحويل الأراضي غير الزراعية مثل الغابات إلى الأراضي الزراعية . &
& يزداد تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي منذ 1750 بسبب النشاط البشري (IPCC, 2013a). بالإضافة إلى ذلك ، تبلغ الزيادة المتوقعة في غلة المحصول لمعظم المحاصيل ما يقارب 13٪ بسبب ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي . ولكن لسوء الحظ ، فإن غلة المحاصيل لمحاصيل C4 سوف تبقى على حالها . وسيؤدي تغير المناخ إلى انخفاض في كفاءة استخدام المياه من قبل جميع المحاصيل ، ولكن هذا التأثير سيتم إلغاؤها تقريبًا من خلال تأثير الزيادة درجة الحرارة على معدلات التبخر . في عدة اماكن، زيادة درجة الحرارة من شأنه أن يوفر احتمالات في تربية النباتات لتعزيز أداء المحاصيل . &
& تشير النتائج استنادا إلى توقعات أحد البرامج التوصيفية ((Global Climate Models GCM أن الأراضي الأفريقية كان المناخ أكثر دفئًا منذ 100 عام مقارنةً بـ الوضع الحالي . ومن المتوقع أن الدول الأفريقية سوف تتعرض لخطر شديد بسبب تغير المناخ وتقلبه (IPCC,2013b) . سوف يقل طول موسم نمو المحصول في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. بالإضافة إلى ذلك ، فإن غلة المحاصيل في بعض البلدان الأفريقية سوف تنخفض تحت ظروف تقلبات الهطول المطري بنسبة 50 ٪ في عام 2020 . وكشفت الدراسة أن القارة الأكثر تأثراً في العالم لتغير المناخ وتقلبه هو أفريقيا بسبب العديد من الضغوط وانخفاض القدرة على التكيف (IPCC,2013b) . وسوف يؤثر التقلب في هطول الأمطار على الزراعة بدرجة أكبر ، ومن المتوقع أن انتاج محاصيل الذرة في جنوب إفريقيا ستنخفض بنسبة 30 ٪ بحال لم نجد استراتيجيات جيدة للتكيف مع هذه المشكلة (Lobell et al; 2008) . &
& ثمانون في المئة من مساحة الأراضي المزروعة العالمية تحت الزراعة البعلية (Turral et al;2011) . على الصعيد العالمي ، 60 ٪ من إنتاج الأغذية عرضة لتأثير تغير المناخ خاصة في المناطق شبه القاحلة والقاحلة ، يهيمن على نظام الإنتاج الزراعي بواسطة الزراعة البعلية التي تمثل 97 ٪ من الأرض المزروعة و. الإنتاج الزراعي البعلي يعاني من مخاطر تقلب هطول الأمطار الموسمي (Tumbo et al., 2012). يتأثر الإنتاج الزراعي بالتغيرات في هطول الأمطار خلال موسم النمو ، وهذا يؤدي إلى تقلب الغلة . &
أولاً : القمح :
& يعد القمح من أكثر المحاصيل الزراعية التي تتأثر بالظروف المناخية وقد ذكر حسين آدم (1995 ) أنه من أكثر المحاصيل الشتوية التي تتأثر بدرجة الحرارة وخاصة في المناطق المدارية ، فهو يزرع في المناطق ذات المناخ المعتدل حيث تتراوح بين 15- 25 درجة مئوية وتنحصر هذه المناطق بين خطي عرض 25 – 45 درجة شمال وجنوب خط الإستواء . &
& وقد ظهرت زراعتها في أول الأمر في الشرق الأوسط منذ ما لا يقل عن عشرة آلاف سنة وقد زرعها الإنسان لأول مرة وكانت مغلفة وليست عارية . وفي ضوء المعلومات التي تجمعت من الدراسات البحثية واعتمادا على التنقيبات الأثرية بأن القمح نشأ في منطقة جرمو شمال العراق ومنه انتقل إلي بقية أنحاء العالم . وهنالك رأي يذهب إلى إن زراعته قد بدأت في سوريا وفلسطين ثم انتشرت شرقا إلي إيران ثم جنوبا إلي مصر وانتقلت من إيران إلي الهند والصين وروسيا كما انتقلت من سوريا ومصر وفلسطين إلي جنوب ووسط أوروبا ثم انتقل إلي أمريكا مع الأوربيين المصدر ( مرسي وعبد الجواد، 1997) . &
& في دراسة للمركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة (ايكارد بسوريا عام 1989-1990) لدراسة تأثير معدلات الري التكميلي ومستويات الاوزتي على –١٩٨٩ ، نمو وإنتاجية محصول القمح . وشملت المعملات أربع مستويات ري تكميلي ر ١ ر ٢ ، ر ٣ ، ر ٤ وصنفين من القمح الطري Tritium Aestivum وثلاثة أصناف من القمح القاسي وثلاثة مستويات من السماد الآوزتي، تضمنت الدراسة عدة قياسات لمتابعة نمو إنتاج المحصول أهمها رصد مراحل نمو النبات لتقدير رطوبة التربة بجهاز تشتت النيوترونات لقياس الرطوبة ومن ثم استخدمت معادلة الموازنة المائية . &
& كما قام المركز بدراسة مفصلة لمعايير نمو المحصول ومكونات الإنتاج والتحاليل الإحصائية والإنتاجية بشقيها البيولوجي والاقتصادي ، وقد أثبتت الدراسة أن الزيادة في معدلات الري التكميلي قد تضاعف الإنتاج البيولوجي مرتين أو ثلاثة مرات عند معدلات الري ر ٣ ، ر ٥ بالمقارنة بالري المطري (البعلي) ، كما أثبتت فعالية استغلال المياه في الإنتاج الاقتصادي بين أصناف القمح، أما المعيار الاقتصادي فقد ازدادت فعاليته عند استغلال المياه بمستويات الري الدنيا بإضافة الآوزوت كل هذه النتائج تؤكد أهمية توفر المياه للاستفادة القصوى من سماد الآوزوت كمدخل زراعي واقتصادي . &
& وبحسب تقارير وزارة الزراعة السورية لموسم القمح 2009- 2010 فقد خرجت مساحة تقدر بـ 300.000 هـكتار من الزراعة البعلية من الإنتاج وتعرض محصول القمح هذا الموسم أيضاً للإجهاد المرضي والإصابة بمرض الصدأ الأصفر سلالة (Ug99) ، وفق تقديرات الدوائر المعنية في الوزارة بلغ حجم الإنتاج الكلي من القمح 3.370 ألف طن وهذا يعني نسبة انتاج أقل بـ 18% عن موسم 2008- 2009 و 35% عن المعدل الوسطي للإنتاج العام . علماً بأن كامل احتياجات سورية هي بحدود 3800 ألف طن منها 400 ألف طن للبذار و200 ألف طن تستخدم كأعلاف . &
& وقام حسين آدم احمد عجيب (1993) بدراسة أثر درجة الحرارة علي انتاج القمح في مشروع الجزيرة في السودان ، وذكر أن درجة الحرارة هي العامل المهم والفريد الذي يؤثر علي زراعة القمح في مشروع الجزيرة وقد قام بجمع المعلومات المناخية عن المتوسط لعشرة أيام – والمتوسط الشهري لدرجات الحرارة العظمي والدنيا للمواسم الزراعية من ( 1981-1982) لغاية موسم (1991-1992) من محطة الأرصاد وإنتاجية الهكتار من القمح ، وتوصلت الدراسة إلى نتائج جيدة وقامت الدراسة برسم بياني يوضح العلاقة الموجبة والمعتدلة للأثر التراكمي أو التجميعي لدرجة الحرارة خلال المواسم الزراعية العشرة كما هو مبين في شكل (1):
**الذرة الصفراء:**
& إن دراسة تأثير التغير المناخي على المحصول الذرة مهم للغاية ، لأن الذرة كمحصول C4 محب للحرارة وحساس بشكل خاص للاحتباس الحراري والتغيرات الشديدة في هطول الأمطار والسطوع الشمسي (Tollenaar et al;2017) . تنمو الذرة في خطوط العرض العليا حيث تكون الموارد الحرارية محدودة وتؤدي إلى التوسع الشمالي لذرة الربيع. وتجادل بعض وجهات النظر المعاكسة أن تغير المناخ أدى إلى تأثير السلبي على الذرة من خلال تحليل الكوارث الشديدة الناجمة عن عوامل المناخ (Yan et al;2017) . ومن المحتمل أن يكون تأثير تغير المناخ غير ثابت في جميع المناطق . ومع ذلك قد أثر تغير المناخ على محصول الذرة في جميع أنحاء العالم . وقدرت باستخدام الانحدار الخطي للغلة الذي يشير إلى انخفاضها في الذرة بنسبة 4 ٪ في جميع أنحاء العالم لفترة الدراسة 1980 إلى 2008 (Lobell and Gourdji, 2012). &
& وبالمقارنة مع تقديرات نماذج محاكاة المناخ للتنبؤ بدرجة