الأسس الفيزيولوجية – مسائل و معايير تكييف الهواء في السفن

الأسس الفيزيولوجية – مسائل ومعايير تكييف الهواء في السفن:

يمكن أن تنتقل السفن الحديثة السريعة بزمن قصير من المناطق الشمالية للكرة الأرضية إلى المناطق الاستوائية وبالعكس و بناء على الدراسات الطبية و الفيزيولوجية فإن الزمن اللازم لتأقلم الناس مع المناخ الاستوائي تتراوح بين 10 إلى 15 يوماً.

إن قدرة الجسم البشري على البقاء بصحة جيدة، فقط عندما لا يزيد مطال تغير بارامترات الوسط الخارجي عن إمكانات التأقلم الطبيعي المكتسبة عبر تطوره التاريخي.

ويفيد علم الاحياء أن التأقلم هو عملية إعادة تكييف بناء وظائف الجسم وأعضائه المختلفة مع ظروف الوسط المحيط.

تتحدد ضرورة التكييف من قبل العمليات الفيزيولوجية التي تجري في جسم الإنسان فعبر الجلد وعبر الطرق التنفسية يتم انبعاث الحرارة والرطوبة اللتين تتعلق كمياتهما بنوع العمل أو النشاط الذي يقوم به الإنسان (نوم، عمل فكري، أو جسدي) وبحالة الوسط المحيط في الظروف المثالية يجب أن يتم امتصاص الحرارة والرطوبة المنبعثتين من الجسم من قبل الهواء الذي يحيط به وفي هذه الحالة تتم عملية موازنة للتبادل الحراري – الرطوبي للجسم مع الوسط المحيط.

يلزم للحفاظ على المعنويات العالية والقدرة على العمل عند نظام معين للحياة والعمل أن يعطي الجسم كمية من الحرارة والرطوبة إلى الوسط المحيط بحسب ما يمكنه أن يفرز بشكل طبيعي ومخالفة هذا التوازن الحراري الرطوبي تعد سبباً لزيادة برودة أو حرارة (سخونة) الجسم وفي هذه الظروف يصبح الجسم البشري ضعيفاً وهدفاً سهل المنال لمختلف الأمراض.

يجب ألا يؤثر التذبذب في محتوى الأوكسجين في الهواء في أماكن السكن والعمل في سفن الشحن العام والمتخصص وفي سفن صيد الأسماك في شعور الناس ولكن تلوث الهواء بالدخان والغبار والعناصر الضارة الأخرى والحرارة و البرد اللذين يتسببان في تغيير البارمترات الفيزيائية للهواء (درجة الحرارة، و الرطوبة النسبية) يؤثر سلباً في قدرة الناس (وخاصة الطاقم) على العمل ويسيء إلى ظروف المعيشة وعليه يجب أن تقوم منظومات التكييف بتنظيف الهواء والحفاظ على كميته وبارمتراته في حدود المعايير الضرورية، بغض النظر عن الظروف الخارجية.

تبقى درجة الحرارة الداخلية لجسم الإنسان ثابتة في الحدود من C° 36.6 حتى C° 36.8 ويتم التحكم بها بواسطة آلية دقيقة جداً للتحكم الحراري بالجسم وكل ارتفاع أو انخفاض لتدفق الدم إلى الجلد يغير شدة تبادل المواد بحسب الطاقة المصروفة على التحكم بدرجة الحرارة من خلال التنفس عبر الجلد.

وتعطى الحرارة التي يفرزها الجسم عبر الجلد إلى الوسط المحيط بثلاث طرق: