مقدمة:

التدفئة والتبريد والتهوية في السفن:

تختلف ظروف الحياة على ظهر السفينة عنها على البر وتتعلق إلى حد كبير بنوع السفينة ووظيفتها وبنائها وتجهيزها وظروف الطقس وطول الرحلة، إن محدودية حجم الحجرات وكثافة مصادر الرطوبة فيها وكل ذلك يحدد الوسط الحياتي بوصفها حياةً بحريةً وبحسب وظيفة السفينة ومنطقة الإبحار يمكن أن تنتقل من منطقة مناخية إلى أخرى مختلفة عنها خلال فترة قصيرة.

وتتراوح درجة حرارة الهواء الجوي في المناطق الاستوائية بين 40-50 C° وغالباً تترافق مع رطوبة عالية أما عند الإبحار بجوار القارة المتجمدة الجنوبية أو الشمالية في الشتاء فقد تهبط درجة الحرارة إلى -50 C° درجة مئوية وأحياناً أقل وتتراوح درجة حرارة مياه البحر في مختلف مناطق الإبحار تلك بين -2 C°÷+35 C°.

تتغير في شروط الإبحار هذه وبشكل كبير شدة الإشعاع الشمسي أيضاً فإذا أخذنا بالحسبان أن السفينة هي عبارة عن تجهيز معدني كبير ذي عامل كبير للتوصيل الحراري يتضح لنا شدة تأثير العوامل الخارجية في تشكيل المناخ المحلي في حجرات وفراغات السفينة.

يحتوي الهواء الجوي في البر على كمية معينة /تختلف باختلاف الظروف/ من المكونات الصلبة ذات التركيب المختلف (غبار-أحياء دقيقة....إلخ) لكن محتوى الغبار في الهواء في البحر يتناقص كلما ابتعدنا عن البر وعادة على مسافة 160 كم من البر يمكن اعتبار الهواء خالياً من الغبار والأحياء الدقيقة ولكن قد يحتوي الهواء فوق مناطق معينة من المحيطات على كميات كبيرة من الغبار محمولة مع الرياح القوية الدائمة.

تتولد في الشروط المختلفة من استثمار السفينة و خاصة عند قيام بعمليات التحميل والتفريغ ظروف لتلوث الهواء في الحجرات والفراغات بغازات ضارة وأبخرة و غبار وهنا يصبح المصدر الأساسي لهذا التلوث هو الإنسان ذاته فمن جلده ومجاريه التنفسية تنبعث حرارة ورطوبة وغاز ثاني أوكسيد الكربون وبحسب حالة الجسم (نوم، استراحة، عمل فكري وجسدي ذو نشاط أو شدة مختلفة) ومن بارمترات الهواء المحيط فإن كل شخص (في ظروف السفينة) يصدر 330÷1050[KJ] حرارة و 40÷415 [g] رطوبة و÷36[L] 18 من ثاني أوكسيد الكربون ومكونات ضارة أخرى .....الخ.

تقود الحرارة العالية أو المنخفضة والرطوبة في الهواء والإشعاع الحراري للألواح المعدنية الساخنة وللسطوح والقواطع والمفروشات والمكونات الضارة المختلفة في الهواء وكذلك الضجيج والاهتزازات عادة إلى تغيرات مرضية وغيرها لجسم الإنسان تترافق مع كبت ومعاناة نفسية معينة وإلى نقص في القدرة على العمل.

تؤثر مجموعة من العوامل في شعور الإنسان بالحرارة كدرجة الحرارة والرطوبة النسبية للهواء وسرعة تنقله من مكان لآخر ودرجات حرارة السطوح المحيطة وعند تجمع عوامل متعددة كل مرة يمكن أن يبقى شعوره بالحرارة ثابتاً فإذا لم يشعر الشخص بالبرد أو الحر أو حركة الهواء حوله فالشروط المناخية للوسط الهوائي المحيط به تعتبر مريحة من الناحية الحرارية (مكيفة) ففي هذه الشروط يتم التنفس بحرية ويكون الشعور والمعنويات جيدة والقدرة على العمل عالية.

تتحقق الشروط المريحة في حجرات وفراغات السفن الحديثة من خلال منظومات تكييف المناخ والتي يطلب منها الحفاظ على درجة حرارة ورطوبة وحركة ومحتوى الهواء في الحجرات والفراغات في حدود معينة محددة بشكل مسبق وبالإضافة لهذه البارمترات يؤخذ بالاعتبار الإشعاع الحراري للجدران المحيطة ومستوى الضجيج في الحجرات والفراغات المكيفة.

تعتمد المتطلبات من

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان