^ مقدمة ^

& إن زيادة الطلب على الطاقة في العالم ولاسيما النفط والغاز استوجب توسيع دائرة البحث عن هذه المواد المهمة لسد متطلبات الحياة والصناعة حيث يعتبر النفط والغاز العصب الرئيسي للصناعات العصرية وانطلاقاً من هذا المبدأ تم حفر الآبار النفطية والغازية وتطورت تقنياتها بمرور الزمن وهنا لا بد من القول أن عمليات حفر الآبار النفطية والغازية تواجه مشاكل عديدة و متنوعة وما يترتب عليها من زيادة في زمن إنجاز البئر و ارتفاع الكلفة الاقتصادية ، هذه المشاكل منها ما قد ينتج عن الشروط الطبقية ومحتوى الطبقات وطبيعتها ومنها ما قد ينتج من الطريقة المتبعة بالحفر ( ريجيم الحفر ) و العناصر التي تعمل على إنجاز البئر ولعل من أبرز المشاكل وأكثرها خطورة التي تواجه العاملين في مجال الحفر هي الاندفاعات الطبقية التي قد تتسبب بخسائر في الأرواح البشرية و خسائر اقتصادية فادحة في المخزون النفطي و الغازي ضمن الطبقات إضافة إلى الكلفة الهائلة اللازمة للسيطرة على الاندفاعات الحاصلة ومن هنا تأتي أهمية المعرفة والإحاطة الكاملة بهذا الموضوع من طرق و إجراءات السيطرة على الآبار و معرفة بوادر الاندفاعات ومؤشراتها المختلفة إضافة إلى معرفة المعدات و الأجهزة المستخدمة في وحدات الحفر لمنع الكوارث التي قد تحصل بسبب هذه الاندفاعات ، حيث يكون الضغط الذي يشكله عمود سائل الحفر خلال عملية الحفر أكبر من الضغط الطبقي المتوقع ويكون هذا الضغط كافياً لتشكيل ضغط معاكس على الطبقة ومنع الموائع الطبقية من التدفق نحو جوف البئر ولكن وللعديد من الأسباب قد ينخفض الضغط الهيدروستاتيكي في البئر ليصبح ما دون الضغط الطبقي مؤدية إلى تسرب موائع الطبقة بشكل تديجي فإن لم يتم تدارك المشكلة و التسرب الحاصل قد يتطور الأمر ليتحول إلى اندفاع كارثي و يخرج الأمر عن سيطرة طاقم الحفر &

* الاندفاع الطبقي *

& يمكننا أن نعرف الاندفاع الطبقي بأنها عملية انتقال غير مرغوب و غير متحكم بها لموائع الطبقة النفطية و الغازية إلى داخل البئر إذا كان الضغط الطبقي للطبقة التي يتم حفرها لسبب ما أكبر من الضغط الهيدروستاتيكي الذي يشكله عمود سائل الحفر في البئر ويسمى تسرباً في مرحلته الأولى (Kick) وإذا لم يُتخذ الإجراء المناسب يمكن أن يتطور ليصل إلى مرحلة الاندفاع ( Blow out ) أي قذف كل محتويات البئر خارجاً و استبدالها بمحتويات الطبقة بحيث يصبح البئر جزءاً من الطبقة المحفورة &

&فإذا اُكتشف الاندفاع يمكن السيطرة عليه وبالتالي معالجته بأمان أما إذا لم يُكتشف في الوقت المناسب فإنه سيستهلك زمناً أطول وبالتالي ارتفاع تكاليف السيطرة عليه ,تحدث مشكلة الاندفاع بشكل عام أثناء اختراق الطبقات الخازنة للمركبات الهيدروكربونية ذات الضغوط العالية وفي حال كان الضغط الذي يشكله عمود سائل الحفر عليها غير كاف فإن البئر تنشط وتظهر الاندفاعات التي تشكل عائقا أمام متابعة الحفر وتؤدي إلى تخريب المعدات و الطبقة ومن الجدير ذكره أن هذه الاندفاعات لا تحدث بشكل لحظي ومفاجئ بل تنمو بشكل تدريجي كما ذكرنا آنفاً &

* مؤشرات حدوث الاندفاعات الطبقية *

& من غير الممكن أن تحدث الاندفاعات خلال عملية الحفر دون وجود مجموعة من الدلالات والمؤشرات باعتبار أن سائل الحفر يدور في البئر بدورة مغلقة وبالتالي فإن أي تسرب ودخول للموائع الطبقية إلى هذه الدورة يجب أن يظهر ويدل على نفسه كمتغير بمعدل الجريان وزيادة في الحجم الكلي وهنا فإن الاكتشاف المبكر لدخول الموائع إلى البئر يمكن من المعالجة السريعة ويمنع تطور مخاطرها وهذا يستوجب المراقبة لاكتشاف الاندفاع من خلال مؤشراته و التي يمكن تقسيمها إلى مؤشرات يمكن ملاحظتها خلال عملية الحفر الفعلية و مؤشرات خلال عملية الرفع للتشكيلة من البئر و مؤشرات خلال عملية إنزال التشكيلة &

** مؤشرات الاندفاع المباشرة **

& هنالك مجموعة من المؤشرات التي يمكن ملاحظتها على الحفارة عند بداية الاندفاع و أبرزها :

  1. ارتفاع مستوى سائل الحفر في الخزانات العاملة
  2. ارتفاع العزم على طاحون الحفر
  3. ارتفاع حرارة خط الراجع
  4. خروج سائل الحفر عند التوقف عن الدوران
Create new account

Download eMufeed Android Application Now

 

للاعلان