التقييم النفسي العصبي والاضطرابات النفسية Neuropsychological and Psychiatric Examination

مقدمة:

ينتهي الفحص السريري العصبي بتقييم الحالة النفسية العصبية الذي يتضمن فحص الوظائف المعرفية العليا للمريض.

في حال وجود اضطراب في الوعي على الفاحص أن يجري الفحص الخاص بالمريض المسبوت وأن يوثق درجة اضطراب الوعي.

من خلال أخذ القصة المرضية والفحص السريري يمكننا أن نلاحظ فيما إذا كان عند المريض اضطراب في التوجه والتركيز والذاكرة والنشاط والحالة الوجدانية والمقدرات الإدراكية.

لابد في حال اضطرابها من إجراء بعض الاستقصاءات النفسية العصبية الأكثر تفصيلاً، من الملاحظ أن الوظائف المعرفية تتدهور بشكل متشابه بغض النظر عن الآلية المسببة في البداية تصاب الذاكرة القريبة، ثم تتدهور الذاكرة البعيدة، يليها القدرة على التركيز فالانتباه، في البداية يعاني المريض من صعوبات في اكتساب المعلومات الجديدة والقيام بالواجبات المعقدة.

بعدها يصبح غير متوجه للزمان ثم المكان وأخيراً للأشخاص، من الشائع ترافق تدني المقدرات المعرفية مع الاكتئاب، في النهاية تتوقف كافة النشاطات العفوية للمريض، ليبقى المريض جالساً أو مضطجعاً في سريره متغيم الوعي بشكل دائم.

يستخدم الاختبار المبسط للحالة العقلية MMS بشكل واسع، وهو اختبار يجرى ببساطة وخلال وقت قصير يتضمن اختبار التوجه للزمان، المكان، القدرة الكلامية، الذاكرة، الحساب بالإضافة للقراءة والكتابة .... إلخ توضع في نهاية الاختبار علامة للاختبار وهي من 30.

الفحص النفسي العصبي Neuropsychologucal Examination:

يشمل تقييم الوظائف المعرفية العليا (خاصةً الكلام، الذاكرة، إنجاز الواجبات الحركية) والاضطرابات الحسية المعرفية التي قد تضطرب في آفات متوضعة في القشر المخي.

الحبسة Aphasia:

الحبسة هي فقد أو اضطراب اللغة التالي لأذية مراكز اللغة في نصف الكرة المخية اليسرى، في الواقع يتم تقييم اللغة بشكل غير مباشر عن طريق التفاعل مع المريض خلال المقابلة الطبية وفي حال الضرورة يمكن أن يطلب من المريض (هل يمكن أن تصف الصورة) وتقييم تعليق المريض على الصورة فيما إذا استخدم وصفاً فقيراً بالكلمات المفيدة للشرح وهل كانت الجمل مترابطة بشكل صحيح باستخدام عبارات الربط المنطقية.

نتحرى عن قدرة المريض على فهم الكلام وذلك من خلال الطلب منه الإشارة على بعض الأشياء الموجودة في غرفة الفحص أو حتى الإشارة إلى أجزاء من جسمه يسميها الفاحص ويطلب منه إنجاز بعض الأفعال المعقدة، قد تضطرب بشكل مرافق المقدرة على القراءة والكتابة.

يمكن وصف عدة أنواع لاضطراب القدرة على الكلام:

1-حبسة بروكا (الحبسة التعبيرية Expressive Aphasia أو الحبسة الأمامية Anterior Aphasia):

تسبب أذية الفص الجبهي الأيسر نقص المقدرة على طلاقة الكلام مع المحافظة على فهم سوي نسبياً، يبدي المريض الكثير من الجهد للشروع بالكلام، الذي يكون فقيراً بالمفردات إلى مستوى عدة كلمات غير متصلة لكن لا يقدرون على إيجاد الكلمات لتخرج.

2- حبسة فيرنكيه (الحبسة الاستقبالية Receptive Aphasia ، الحسية أو الخلفية Posterior Aphasia):

أذية المنطقة الصدغية الجدارية اليسرى تجعل المريض لا يفهم الناس المحيطين به مع المحافظة على المقدرة على الكلام الذي يكون مسهب لكن الكلمات بحد ذاتها لا تكون صحيحة.

يتنوع هذا من إدخال بعض الكلمات غير الصحيحة مع كلمات لا وجود لها في كلام من مسهب إلى كلام غير مفهوم، في الأشكال الشديدة من هذه الحبسة قد يصبح الكلام غريباً لدرجة بأننا لا نعرف إذا كان المريض مصاب بالحبسة أم هو مصاب باضطراب نفسي.

المرضى المتعافون من حبسة فيرنكيه يقولون بأنهم كانوا يجدون كلامهم وكلام الآخرين مثل لغة أجنبية غير مفهومة، لا يستطيع المرض إيقاف نفسه عن الكلام ولافهم نفسه ولا الآخرين.

3-حبسة التسمية Anomic Aphasia أو حبسة النساوة Aphasia Amnestic:

يعني هذا الصعوبة في تسمية الأشياء المألوفة، صعوبة التسمية هي علامة باكرة في جميع أشكال الحبسات، الأذيات في المنطقة الصدغية الخلفية اليسرى / الجدارية اليسرى تسبب شكل شديد معزول من هذه الحبسة.

4- الحبسة الشاملة Global Aphasia أو المركزية Central Aphasia:

يعني هذا المشاركة بين المشكل التعبيرية لبروكا مع اضطراب المقدرة على الفهم لفيرنكيه، يصبح المريض غير قادر لا على الفهم ولا على الكلام.

تنجم الحبسة الشاملة عن الأذية الواسعة لمنطقة الكلام وهي الحبسة الأكثر شيوعاً بعد احتشاء نصف الكرة المخية الأيسر الشديد، يترافق هذا الشكل مع تدهور المقدرة على القراءة والكتابة.

5- عسر النطق Dysarthria:

يعني عسر النطق ببساطة اضطراب النطق والكلام المتلعثم، اللغة تكون سليمة، بعكس الحبسات.

الشلل، بطء أو عدم تناسق عضلات النطق أو الانزعاج الموضع يسبب أشكال مختلفة من عسر النطق، تشمل الأمثلة على الكلام المنخفض اللحن في أمراض العصبون العلوي للأعصاب القحفية السفلية، الكلام المهتز، الكلام الرنحي في الأذيات الدماغية، الكلام وحيد اللحن في مرضى باركينسون، والكلام في الوهن العضلي الوخيم الذي يصيبه والوهن ويتضاءل بالتدريج.

العديد من مرضى الحبسات عندهم بنفس الوقت نوع من اضطراب النطق.

اضطراب المقدرات الفراغية: