**أصل المادة العضوية** :

&تعد أجساد الكائنات بعد موتها، والمنتجات التي تفرزها أثناء حياتها، المصدر الرئيس للمادة العضوية في الرسوبيات، ويشكل كل من الكربوهيدرات، والبروتينات، والليبيدات، واللغتين أكثر المركبات ذات الأصل العضوي وفرة.

يعد المناخ في المناطق القارية العامل الرئيس في توزع المناطق البيوجغرافية في الغابات، السهوب .. الخ )، كما تؤدي بعض العوامل الإضافية المحلية دورة في انتشار، ونمو مجتمعات معينة من الكائنات الحية؛ أما في المحيطات، فإن الضوء يعد من أهم العوامل الرئيسة، التي تتحكم في الحياة، لذلك فإن المنطقة الضوئية ( Euphotic zone ) هي المنتج الرئيس للمادة العضوية، والتي يتأثر إنتاجها أيضا بوفرة الغذاء، الذي تحتاج إليه الكائنات أثناء حياتها.

يتميز بشكل عام بين نباتات، وكائنات اليابسة، وبين الكائنات النباتية، والحيوانية البحرية، حيث تتميز مناطق اليابسة بوجود النباتات العليا، الغنية باللغنين، بينما تتميز البحار بوجود الكائنات التي لا تحتوي على اللغتين في تركيبها الكيميائي

تتميز المناطق المدارية، والمعتدلة باحتواء نباتاتها على نسب مرتفعة من اللغتين، لكن نسب اللغتين في النباتات تتناقص كلما ازدادت برودة الطقس. ومن جهة أخرى فقد بين Zenkevich أن محتوى الليبيدات يزداد في معظم أنواع البلانكتونات عند الانتقال من خط الاستواء نحو المناطق المعتدلة، ثم الباردة.

تؤدي المواد العضوية الناجمة عن النشاط الحياني للكائنات الحية، إلى جانب المركبات الكيميائية، التي تتحرر بعد موتها، دورا هاما في نسبة المادة العضوية، التي تصل إلى الرسوبيات، فقد بين Thomas أن البلانكتونات النباتية تفرز 5 حتى 10 % من منتجات تركيبها الضوئي، بما فيها بعض المركبات البسيطة، كالحموض الأمينية، والسكريات. وقد بين Baraskov ، أن الدياتوما تطرح أثناء حياتها أكثر من 10 % من وزنها الجاف من الليبيدات، وذلك بالإضافة إلى بيليت الغائط ( Fecal pellet )، ويمكن لهذه المنتجات في كثير من الأحيان أن تشكل نسبة هامة من مجموع المحتوى العضوي في الرسوبيات&

image-20191222220139-1

                                                                            الشكل تورع إنتاج الكربون العضوي السنوي. (عن هانت) .

&تتوزع المادة العضوية، الناتجة عن التركيب الضوئي، على سطح الأرض بشكل غير نظامي إلى حل بعيد  حيث تكون المناطق المدارية أكثر مناطق القارات إنتاجا للمادة العضوية.

إن أكثر ما يميز الإنتاج العضوي في المحيطات، هو ارتباطه بالمنطقة الضوئية، أي ذلك الجزء من المياه ، الذي يخترقه ضوء الشمس بكميات كافية لحدوث عمليات التركيب الضوئي، وتختلف سماكة هذه المنطلقة بشكل كبير من مكان إلى آخر، فهي تقدر بحوالي 200م في المحيطات المفتوحة، وحوالي 50م في المياه الشاطئية، وببعض الأمتار فقط في اللاغونات؛ تتعلق هذه السماكة بشكل رئيس بتركيز كل من القسيمات العضوية، والمنتجات الفلزية للمعلقات، كما تؤدي الميزات الجيولوجية للمنطلقة، والعمليات التي تحدث فيها جبال، منخفضات، سهول، تحوية، تعرية ..الخ ) دورا هاما في الإنتاجية العضوية ، وذلك كونها تتحكم بتزويد المياه بالمواد الحطامية، وبالأملاح المذابة.

يبين التاريخ الجيولوجي للأرض أن المندلقة الضوئية، التي تغزر فيها الحياة، قد تعرضت إلى تغيرات كبيرة على مستوى امتدادها الأفقي، فقد حدثت في بعض الأزمنة

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن