^وهنا سوف نعرج على أهم النظريات المعمارية الأولية والتي هي اليوم بديهيات في العمل المعماري والعمراني كما وإن التكوينات والفراغات لا بد وأن تعترف بالتسلسل الهرمي في الوظائف التي تنقلها من المستفيدين الذين تخدمهم الأهداف أو المعاني التي تنقلها الإطار والبيئة الموجهة إليها بشكل عام .^

*النسبة والتناسب*

&لقد دأب الفنانون القدماء ومعهم البناؤون على إيجاد مفاهيم للجمال يمكن الاعتماد عليها بنوع من النظم الرياضية (المستوية والفراغية) سميت (بنسب الجمال) وهي نوع من المجموعات العديدة التي يمكن لأي إنسان العمل بها لتحقيق جمالية تشكيلية وتكوينية .&

&فالنسبة إذاً مفهوم رياضي ناتج عن علاقة بين عددين (طول وعرض) أو ثلاثة (طول وعرض وارتفاع) لذلك لم يخلُ مبنى أو صرح معماري عبر التاريخ من هذه المعايير وإن تعددت ضمن العمل الواحد كما في بعض العمائر العربية القديمة فقد استعملوا نسباً مثل :&

image 259

 نسب استحصل عليها من عناصر طبيعية ، ولاسيما الزهور التي أعطيت مختلف الأشكال الأساسية مثل المربع والمثلث والدائرة ومختلف النجوم الهندسية ، ولا ننسى هنا الرقم (7) واستعمالاته الكثيرة عند العرب القدماء وتقديسهم له ومن بعدهم أتى الإغريق ونسبهم الذهبية التي عرفت بالمقطع الذهبي الذي اشتهر بدوره بمعادلة في تقسيم قطعة مستقيمة ولا يقتصر الأمر هنا فمثلث فيثاغورث يحقق هذا النوع من التقسيم الذهبي لأضلاعه (3*5*4) بمضاعفاته .&

&وبهذا السياق ظهرت الكثير من الأنظمة التناسبية التي ارتبطت لها العلاقة النسبية ليس ضمن المستوي فقط بل تخطته لترتبط مع الفراغ ككل وهذا ما سعى ويسعى له الباحثون لإيجاد أفضل الأنظمة العملية .&

**النسب الإنسانية**

&لقد اعتمد نسب الإنسان المرتبطة بعلاقة بين أبعاد كل من الرأس واليدين والأرجل منذ أقدم العصور ، وأول قانون للنسب وجد في المقابر الفرعونية بمنفيس حيث يعود لعام 3000ق.م ، كما عمل كل من الآشوريين والإغريق من بعدهم بهذا المجال لنجد النحات الإغريقي بولكليت الذي وضع أسلوبه لنسب الإنسان وذلك بتقسيمه لجسم الإنسان إلى سبعة أقسام تبعاً لارتفاع الرأس ، ومن بعده أتى قانون ليزبا الذي حدد حجم الرأس كمقياس قسم جسم الإنسان على ثمانية أقسام .&

&أما فيتروفيوس فقد أوجد قانونه لتقسيم جسم الإنسان ولكن أفضل من عرف النسب الإنسانية كان ليوناردو دافنشي  (1453 – 1519) ولكن ألبيردوير الألماني (1471 – 1522) أعطى نسبة المتوافقة إلى كمال ارتفاع الإنسان .&

&ولكن الدراسات الحديثة في هذا المجال أنجزت قفزة نوعية في القرن التاسع عشر حيث كان أ. زيسك الذي وضع قانون جسم الإنسان في القرن العشرين في كتابه (urfslenre bau entr) وكذلك أرنست نوفرت : وهو معماري من القرن العشرين وواحد من اللذين بحثوا في هذا المجال على مبدأ المقطع الذهبي ، ولكن واحد من أشهر المعماريين اليوم ولاسيما النظريين منهم وهو لوكوربوزييه أخرج عام 1948 نظاماً جديداً بالنسب الإنسانية عرفناه بالمودولور حيث قام بتطبيقه بنفسه في مشروع مارسيليا (فرنسا) كأسلوب لتطبيق العناصر المعمارية وحتى الصناعية ، فالهدف الأساسي هو تطويع كل ما يحيط الإنسان بنسب مقبولة . والمودولور كلمة لاتينية تعني بالعربية المقياس وقد استخلصه لوكوربوزييه من جسم الإنسان الفرنسي وهو يحوي مجموعتان :&

&1_ المجموعة الحمراء : ومدخلها الطول الوسطي للإنسان الفرنسي وهو بحدود (AB=1083CM) والنقطة D هي المقطع الذهبي للطول (AD=1.13CM) وهو ارتفاع السرة وتناسب هذه الأرقام يعطينا متوالة فيها : (6.3 – 10.7 – 16.5 – 26.6 – 43.1 – 69.8 – 113 – 182.8)  .&

&2_ المجموعة الزرقاء : ومدخلها الإنسان رافع اليد (AC=226) وهنا كل رقم مضاعف للرقم 113 ومنه فالمتوالية هنا هي: (7.8 – 12.6 – 20.3 – 32.9 – 53.7 – 85.3 – 139.7 – 226) .&

*الفورما المعمارية (البنية التكوينية)*

&إن ظهور فورمات المباني يعود للحاجة المادية الاستعمالية للإنسان ، وكذلك على الشروط الاقتصادية والاجتماعية ، رغم أنّ فورمات المباني ترتبط مع التطور العلمي والمبادئ التقنية وتنظيم العمل ولكنها ترتبط كذلك مع بنية جسم الإنسان وإيقاع الحياة الإنسانية وتبادلاتها .&

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان