السرمدية الدودية

السرمية الدويدية:

تسمى بالدودة الدبوسية pinworm أو الحرقص أو دقيقة الذيل Seatworm أو الأقصورة Oxyurus أو الديدان الشعرية threadworm وهي تسبب داء الحرقص Oxyuriasis، وتنتشر في جميع أنحاء العالم وتصيب جميع الأعمار وخاصة الأطفال في المدارس وكثيراً ما تصيب أكثر من فرد في الأسرة الواحدة.

شكل العامل الممرض:

الديدان الكهلة: صغيرة لونها أبيض تشبه الخيط القصير، يقيس الذكر حوالي 5 مم والنهاية الخلفية ملتوية بشكل يد العكاز إلى الجهة البطنية وتنتهي بشوكة طويلة هي السويخة التناسلية، ونادراً ما يشاهد الذكر في البراز.

أما الأنثى فتقيس حوالي 10 ملم وقطرها 0.5 ملم، وتكون النهاية الخلفية مستقيمة ومدببة، وينفتح الرحم عند اتصال الثلث الأمامي للجسم مع الثلثين الخلفيين.

تتألف النهاية الأمامية للدودة من فم يتألف من ثلاث شفاه تساعد على تثبيت الدودة على مخاطية الأمعاء، ويوجد في جليدة الدودة قنزعتان جانبيتان طوليتان تظهران في المقطع النسيجي العرضاني للدودة فتتميز بذلك عن غيرها من الديدان الممسودة المعوية ويحتوي الأنبوب الهضمي عند الذكر والأنثى على انتقاخ في المري بشكل البصلة وتكون مدة حياتها 1-3 أشهر.

البيضة: شكلها بيضوي غير متناظر (محدبة في أحد أطرافها أكثر من الطرف الآخر)، شفافة، تقيس 60 ميكروناً طولا و30 ميكروناً عرضاً، وتتألف من قشرة ملساء مضاعفة طبقتها السطحية لزجة ولاصقة تلتصق بها على فوهة الشرج وتحتوي بداخلها جنيناً كامل النمو متحركاً ينثني على نفسه، تضع الأنثى 15-5 ألف بيضة في اليوم.

مكان التموضع: تتواجد الديدان الكهلة في الأعور بشكل رئيس وفي الزائدة الدودية.

العدوى: تحدث العدوى بعدة طرق:

- ابتلاع البيوض الموجودة في الوسط الخارجي عند تماس الأيدي أو الأدوات الملوثة بالبيوض مع الفم، تبقى البيوض معدية لعدة أيام في الثياب وأغطية السرير وعلى الأدوات وفي التراب.

- استنشاق ثم ابتلاع البيوض الخامجة التي يمكن أن تتواجد في الهواء والغبار.

- الخمج الذاتي عند المريض نفسه.

دورة الحياة:

بعد دخول البيوض الخامجة بالطريق الهضمي ينحل غلافها في الاثني عشر بالعصارات الهاضمة وتتحرر اليرقات وتصبح ديدان بالغة بعد حوالي ثلاثة أسابيع.

وتتمايز إلى ذكور وإناث وبعد الجماع تبقى الذكور في المكان وتموت.

بينما تهاجر الإناث إلى الأعور وتتثبت بالغشاء المخاطي، وتتغذى من الفضلات (المواد العضوية)، تنفك الأنثى التي يمتلئ رحمها بالبيوض عن جدار الأمعاء وتتجه عبر الكولون نحو المستقيم.

وهي إما أن تطرح مع البراز أو تجتاز المصرة الشرجية ليلاً وتتثبت بوساطة نهايتها الخلفية في الثنيات الشرجية وتضع بيوضها بين الإليتين وفي الناحية العجانية وتموت بعد ذلك.

ويؤدي تثبيت الأنثى في الثنيات إلى حدوث الحكة الشرجية المسائية التي تعد العلامة الرئيسة في الإصابة وتلتصق البيضة في محيط الشرج بسبب وجود مادة لزجة في قشرها وتتطور اليرقة التي بداخلها إلى يرقة خامجة خلال 6-4 ساعات من تعرضها للأكسجين الحر وتسقط الديدان الإناث مع البراز.

ويمكن أن تسقط البيوض في ملابس المريض الداخلية أو على شراشف السرير أو على أرض الغرفة وهي تقاوم جيداً في الوسط الخارجي.

وإذا لم تضع الأنثى بيوضها تعود إلى المستقيم لتخرج في الليلة التالية لتضع باقي البيوض وتموت بعد ذلك.

وتتميز البيوض بإمكانية إعادة العدوى من ذات المريض و إليه (العدوى الذاتية infection - Auto) حيث تنتقل البيوض من الشرج إلى الفم بوساطة الأيدي الملوثة نتيجة حك الطفل لمنطقة الشرج عندما يأكل أو يضع يده في فمه أو بسبب عادة قضم الأظافر.

وقد تجد الأنثى طريقها إلى المهبل فتبيض فيه ويمكن أن تذهب إلى الرحم أو البوقين وقد تنتقل إلى البريتوان.

تستغرق الدورة من دخول البيوض إلى الأنبوب الهضمي حتى تتطور إلى دودة كهلة حوالي ثلاثة أسابيع.

الأعراض السريرية:

يصيب هذا الداء الأطفال خصوصاً، ويمكن أن يبقى المريض مصاباً طيلة حياته بسبب العدوى الذاتية ويمكن أن تكون الإصابة لاعرضية (في حوالي 75% من الحالات) إذا كان عدد الديدان قليلاً أو كان، المريض ذا ارتكاس عصي ضعيف، أما إذا كان عدد الديدان كبيراً فيلاحظ الأعراض الآتية:

- حكة شرجية شديده تسبب سحجات وجروحاً وتقرحات ونزوفات، وسببها تثبت الإناث على الثنيات الشرجية، وتظهر مساء عندما يلجأ المريض إلى سريره للنوم وتدوم هذه الحكة 4-3 أيام لتعود بعد عدة أسابيع.

ويكون الطفل متهيجاً، وقد تمتد الحكة عند الطفلات الصغيرات إلى الفرج ويمكن أن تنتقل الدودة إلى الطرق التناسلية وتصل إلى الرحم أو المبيض أو البوقين فتسبب التهابات مجاري بولية وتناسلية أو سلس بولي، ويمكن أن تسبب اضطرابات بالطمث أو التهاب رحم أو ملحقات.

- أعراض هضمية: غثيان، إقياء، تطبل بطن، آلام خاصة في المنطقة الحرقفية اليمني، ويمكن أن تترافق نوبات الألم بإسهال أو براز عجيني.

-اضطرابات عصبية حسية أو حركية وحواسية ونفسية.

التشخيص: