خصائص علم النفس:
لعلم النفس كغيره من العلوم خواص ومواصفات خاصة تميزه عن غيره من العلوم:
هو علم يدرس السلوك بمنهج البحث العلمي الذي تتبعه العلوم الطبيعية كالفيزيقيا والكيمياء والذي يعتمد على الملاحظات المنظمة والتجارب المضبوطة لا على التأمل والملاحظات العارضة وما يجري على ألسنه الناس من قصص وروايات عن سلوك الإنسان والحيوان.
وهو لا يشغل نفسه بماهية النفس أو نشأتها أو مصيرها فهذا من اختصاص الفلسفة لا من اختصاصه. فهو علم السلوك لا علم النفس فكما أن علم الأحياء لا يهتم بالبحث عن ماهية الحياة بل يدرس تكوين الكائنات الحية ونشاطها ونموها وتطورها وكما أن علم الفيزياء لا يبحث في ماهية المادة أو الطاقة بل في خصائص المادة والحرارة والكهرباء والمغناطيسية ومظاهر كل منها كذلك علم النفس الحديث لا يبحث في النفس بل في السلوك وما هي إلا تسميه لصقت به في الماضي ولا تزال عالقة حتى اليوم.
وهو لا يهتم بما يسمى بالبحوث الروحانية أي تحضير الأرواح ومخاطبة الموتى ولا يلقي أغلب الباحثين فيه بالاً كبيراً إلى مشكلة التخاطر أي انتقال الخواطر والأفكار من شخص إلى آخر أو إلى مسألة الإدراك عن بعد بغير وساطة الحواس.
وهو لا يدعي تحليل شخصيات الناس ومعرفة أخلاقهم وسرائرهم من سمات وجوههم أو ارتفاع جباههم أو أشكال ذقونهم أو بريق عيونهم.
ولا يدعي أنه يستطيع التكهن بالمستقبل على غير أساس علمي أو يستطيع معرفه الخلق أو الإرادة من تحليل الخطوط الناس أو القاء نظرة خاطفة على وجوههم وليس أبعد منه أن يزعم مزاوله العلاج النفسي أو تقوية الإرادة أو تحسين الشخصية عن طريق المراسلة كما يفعل الأدعياء والدجالون.
ولقد كانت بحوث علم النفس القديم تقتصر على