**مقدمة**

&تبوأت الإبل مكانة هامة في حياة الإنسان الذي عاش في المناطق الجافة و شبه الجافة حتى المروية إذ سخر هذا الحيوان لكي يزيد من انتاجية العمل من خلال استعماله للحمل و الجر و العمل الزراعي كما أنه اعتمد عليه أساسا للاستفادة من لحمه و حليبه و جلده و صوفه ( الوبر ) و كان للإبل أثر كبير في الحروب لحمل العتاد و نقل المقاتلين و نقل المؤن و التغذية على حليبها و لحمها في الحملات العسكرية طويلة المدى.

و تعد الإبل بالنسبة للبدو الرحل ثروة و مصدر للغذاء و المعين لهم على التنقل في أرجاء البوادي و الصحاري إذ ترتبط ارتباطا وثيقا بحياتهم الخاصة.

في الآونة الأخيرة لاقت الإبل اهتماما متزايدا كثيرا بها من دول العالم بعد أن اتضحت أهميتها الاقتصادية من بين الحيوانات المستأنسة التي تصلح للاستغلال في المناطق شبه الجافة و الجافة و القاحلة إذ يمكن الاستفادة من الموارد الطبيعية المحدودة و المتناثرة لهذه المناطق في تنمية الإبل و الاستفادة بالتالي من منتوجاتها لصالح الإنسان و لقد اشارة توصيات العديد من الندوات العربية و الاقليمية المعينة بالتنمية إلى ضرورة الاهتمام بهذا الحيوان و دراسته لتقييمه من الناحية الإنتاجية و الاقتصادية و أن زيادة الاهتمام يتفق مع الاهتمام بتنمية المناطق الجافة التي يعيش بها هذا الحيوان.&

**تاريخ الإبل**

&علاقة الإنسان العربي بالإبل علاقة قديمة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ إذ استطاع استئناسها منذ عصور موغلة في القدم إلى حوالي ( 40 قرن ) و يطق على الجمل ( سفينة الصحراء ) و هو وصف مثالي ينطبق عله تماما نظرا لقدرته العجيبة على تحمل المشاق و صبره على تحمل العطش في هجير الصحراء و حرها اللافح و هو يقطع الفيافى و الفقار رفيقا لصاحبه في الصحراء الموحشة في ترحيله الطويل.

و قد احتلت الإبل مكانة مرموقة عند الإنسان العربي و لا يزال لها من ذلك حظ وفير عند كثير من الناس في العصر الحاضر.

الإبل كانت كل شيء في حياة الأجداد , كانت مصدر الزرق و وسيلة المواصلات , و عتاد الحرب.

ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من مكان ليبين الله للناس قدرته سبحانه و تعالى في الخلق ولإبراز مكونات هذا الحيوان العجيب الذي سخره لخدمة الإنسان و قدرته الخالق على تكوينه فقال تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )) و قال رسول الله محمد صل الله عليه وسلم (( الإبل عز لأهلها )) فقد عد الرسول الكريم ثروة قومية و أنثى على أصحاب الإبل و أوصى بالمحافظة عليها.&

**الإبل و العرب**

&اعتمدت القبائل العربية على الإبل اعتمادا كبيرا إذ باتت جزء لا يتجزأ من أدوات الحياة و كانت تحصل منها على اللحم و اللبن و الوبر الذي يستخدمه في صنع الملابس و فوق ذلك كله فالإبل وسيلة العرب التي لا يستغنون عنها في أسفارهم و تنقلاتهم.

وقد مدح العرب بعض أصناف الإبل عن غيرها فوصفوا بعضها بأنه سبوق و البعض الاخر بأنه حلوب و تحمل العرب مشاق السفر بحثا عن الإبل الأصيلة التي تتوافر فيها الميزات المطلوبة فيشترونها بأغلى الأثمان و بمرور مئات السنين على هذا الحال برزت سلالات أصيلة و عريقة من الإبل توافرت فيها ميزات و صفات محمودة و أثبت العلم صحة الطرق التي كان يتبعها العرب في السابق و دقة معرفتهم بأصول التهجين و تأصيل الإبل.

-الجمل العربي : الإبل عند العرب فئتان :

1-الهجن الكريمة :

تعرف أصولها مثل الخيل الأصيلة و هي سلاح قتالي معروف أتقن العرب استعماله أكثر من سواهم و تتميز بسرعة عدوها و حركتها الدائبة.

2-الهجن العادية :

تربى من أجل الاستفادة من لحمها بوصفه غذاء إلى جانب استعمالها كوسيلة نقل , و يتميز الجمل العربي بأنه أحادي السنام و هذا السنام يتكون من أنسجة دهنية تشكل مورد غذاء احتياطي.&

**سلالات و أنواع الإبل**

&للإبل تراث عريق يحرص عليه الأبناء كما حرص عليه الآباء و الأجداد , من السلالات المشهورة في الهجن ( بنات الورى ) و قد خرج من هذه السلالات ( بنات ظبيان ) ومنها بنات ( بنات هملول , بنات شمطير , بنات صوغان , بنات مصحيان , بنات الاصفير , بنات عرجة ).

-أما أنواع الإبل فمتعددة لكن أشهرها :

1-الحزمية :

الحزمية تتميز بكثر الحليب و وفرة اللحم و الوبر , لون وبرها أسود , و هي لا تصلح للركوب أو الركض , و تعيض في شكل جماعي , و ارجلها كبيرة و تأكل بنهم..

2-العمانية :

منها السمحاء , الحمراء , اللمحاء , و السمحاء أي رمادية اللون و الحمراء التي تجمع بين اللونين الأحمر و الأصفر و اللمحاء الرمادية اللون , و العمانية خفيفة اللحم قليلة البن و تصلح للركوب و السباق.

3-الخوارة :

هي أحد أنواع الهجن العمانية و لكن تختلف في بعض الميزات و الشكل خاصة في صوت الرغاء و الحنين , و الرغاء هو صوت الجمل العادي أما الحنين فهو صوت الناقة عندما تنادي ولدها و يسمى حنينها لأنها تحن له , و تتميز بكثرة لبنها عن لبن الهجن العمانية الاخرى كما أن وبرها في شهر أغسطس عادة و يكون كثيفا في الشتاء.

4-الهينية :

أصلها من السودان و تقتنيها قبائل الرشايدة في شمال السودان , لونها أبيض , تتميز بطول القامة , و رقبتها طويلة , قائمة الأذنين.

-مشاهير الهجين :

1-الاساكى :

أصل هذه الجمال يقال أنها وهيي و كانت مشهورة بالسبق و كل الناس يحرصون على اقتناء فروعها.

2-بنات الهدوة :

هي مشتقة من الاساكى و منها ( منحاف ) ناقة و هي مشهورة بأنها سبوق.

3-بنات مصحيان : هي من الهجن المشهورة ايضا و يرجع اصلها إلى قبيلة معلي.

4-بنات الاصفير : يرجع اصلها لقبيلة الدروع.

5-بنات ضبيان :

لونه أصفر فاتح مائل إلى البياض و شعره غزير أشقر و يتميز بطول النفس و تزداد قدرته على الركض كلما تقدم بالعمر و طالت به المسافة.

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن