**سلوك (طباع ) الإبل**

&تتمتع الإبل عموما بسلوك و طبائع هادئة و هي ذات ذكاء كما تتميز بالصبر و تحمل المشاق و الشعور باللامبالاة عند تعرضها للعوامل المناخية القاسية إذ تستمر في عملها تحت أشد الظروف حتى الرمق الأخير و الإناث أهدأ طبعا من الذكور , و الإبل تحزن و خاصة عندما يذبح أمامها جمل فتصاب بحالة نفسية و من آثارها عدم الأكل و الابتعاد عنه , كما أن الإبل تشارك صاحبها الخوف فإذا خاف اضطربت ما شعرت الإبل بحاجة أهلها للرحيل خوفا من خطر قادم شنفت آذانها و مدت أعناقها تتحس مصدر الخطر و جهته و أسرعت المشي في الرحيل و احيانا تجدها تنذر أهلها بالخطر و الرحيل قبل وقوعه لأنه إذا احست به نهضت و اتجهت بأعناقها في جهة العدو المهاجم فقط و تبدو عليها الاضطرابات فيدرك صاحبها أن هناك عدو قادم فيستعد له.

و من غرائب طباع الإبل أنها تتميز بذاكرة عجيبة فهي لا تنسى موطنها الأصلي الذي تربت فيه و لو بعد سنين طويلة إذ تستطيع العودة إليه بكل يسر و سهولة و من غرائب ايضا أن صغيرها يستطيع العودة إلى اخر مكان رضع فيه الحليب من أمه في حال ضياعه من القطيع.

كما أن الإبل لديها قدرة عجيبة على معرفة عدود المياه و أماكن نزول الأمطار و الأرضي المعشبة لما تتمتع به من حاسة شم قوية.

كذلك تستطيع الإبل التفريق بين الأصوات بدقة متناهية فهي تعرف صوت راعيها من غيره , و ايضا من غرائب الإبل أنها عندما تسير تقوم برفع اليد اليمنى و الرجل اليمنى مع بعض في خطوة واحدة و اليد اليسرى مع الرجل اليسرى في الخطوة التالية و ذلك لحفظ توازنها و هذه الميزة لا توجد في أي كائن اخر غير الإبل فسبحانه تعالى المصور.

و يعد الجمل ( الفحل ) من أشد الكائنات غيرة خصوصا في حالة الهيجان في وقت التزاوج فهو لا يسمح بوجود فحل اخر غيره في القطيع و في حال وجود أكثر من فحل يجب أن يتم التحكم برباطها جيدا و ابعادهما عن بعض و إلا سوف يتقاتلان قتلا شديدا حتى يقتل احدهما الاخر.

و من سلوكيات الإبل أن عملية ( العقل ) يجب أن تبدأ باليد اليسرى لجعلهما تبرك أو تلازم مكانها كما أن عملية ربط الجمل ( الفحل ) أو الرحول المعدة للركوب تكون في اليد اليسرى فقط , كذلك حلب الناقة يكون من الجهة اليسرى , و الإبل من الكائنات التي لديها القدرة على السباحة بأيديها و أرجلها.

و توصف الإبل بأنها حيوانات وديعة و أليفة و من السهل السيطرة عليها إلا أنها تختلف في درجة الفتها و إمكانية السيطرة عليها فقد سجلت شذوذات عند بع الإبل إذ أبدت منها العناد وحدة الطبع و المزاج العصبي و ربما حدث ذلك بسبب سوء المعاملة و هي تتجاوب مع المعاملة الحسنة و سريعة التعلم و الانقياد و التوجيه و مرهفة الاحساس , وفية مطيعة لصاحبها , تأتمر بأمره و تنتهي بنهيه , و الذكور منها شديدة الغيرة على إناثها و الإناث منها شديدة الحرص على مواليدها و هاتان الصفتان الغيرة على الإناث و الحرص على المواليد لا تتوفران إلا في الإنسان و كرائم الأنعام.

و من بعض الصفات السلوكية عند الإبل التي تميزها بها عن كثير من الحيوانات الاخرى أنها تشتهر بغريزة الحنين إلى الموطن أو المكان الذي ولدت و عاشت فيه و شربت من مائه أو أكلت من مرعاه ولو مرة واحدة و لا تنساه مهما بلغ الوصول إليه من الصعوبات و يذكر أنه إذا فقد المربي ناقته أو بعيره فعليه بالبحث عنهما في الأماكن التي اعتادت عليها أن تأكل منها و عند تواجد الإبل في بيئة لا تألفها فإنها تفر و تهرول بأقصى سرعة لها متجهة نحو المكان الذي تألفه و تألف أصحابه و تهدر بأعلى صوتها حتى يتم تعرفهم عليها.

و تنفرد الإبل بميزة مهمة هي حرصها الشديد على مواليدها كما ذكر فهي ترعاها منذ ولادتها إلى أن تصبح قادرة الاعتماد على نفسها و إذا حدث و فقدت الناقة مولودها تصبح قلقة و لا نهدأ من الهدير الشجي متنقلة من مكان لأخر للبحث عنه و لا تستقر حتى تجده و إذا لم تعثر عليه تتروي و حدها و تبكي عليه بمرارة ثم تعود للهدير مرة اخرى و كأنها تناديه.

و تعد الإبل من الحيوانات التي تحمل بعضا من الحقد فإذا أذاها إنسان و خاصة للفحول منها فلا يمكن أن تنسى ذلك على الاطلاق و على العكس إذا احسن إليها فإنها تقدر ذلك عاليا و تتمتع الإبل بكفاءة عالية في مجال الرصد و الفلك و بخبرة في المراعي فحينما يقدم موسم الأمطار و تشاهد البرق فإنها تتثاءب و بهذا تستطيع تحديد موقع الهطول و قرب حدوثه و منابت الأعشاب فتترح إليها عندما ينبت الكلأ و هذا يعني أنها بيتت الذهاب إليه عندما يحين الوقت المناسب.

و الذكور لا تلقح أمهاتها و إن اضطرها احد إلى ذلك كرهته و لا تقوم بعملية الترو إلا ليلا إذ تخف أعين الرقباء و الناقة لا تطيع إلى البعير الذي تحبذه و لا تسمح لبعير اخر أن يلقحها و إذا ارغمت على التلقيح من غيره فإنها لا تلقح و إذا لقحت فإنها تجهض و الإبل سريعة الغضب متقلبة المزاج اكثر من غيرها من الحيوانات.

و تميل الإبل إلى التجمع على شكل قطعان ففي البادية يلاحظ أن الراعي عندما يريد لقطيعه أن يرعى في منطقة ما فإنه يعتمد إلى عقل ( تفييد ) البعير الكبير أو الناقة المسنة أو الجمل الذي يستخدمه في ركوبه و تنقله إذ تقوم الحيوانات بالرعي بقربه.

و نظرا إلى أن دماغ الإبل يقع في الجهة الخلفية من قمة الرأس لذلك فهي تقابل الشمس صيفا و تتبعها كزهرة عباد الشمس و لا توجه قمة رأسها للشمس و الإبل جميعها تقابل الشمس أثناء القيلولة.

و البعير هو الحيوان الوحيد الذي ينفق و رأسه مرفوع فإذا حضره الموت لوى رأسه للأعلى و غض غاربه و يبقى على هذه الحالة حتى تفارقه الحياة.&

**فيزيولوجيا الإبل**

&1-خصائص الإبل الفيزيولوجية :

الإبل من مخلوقات الله العظيمة التي تتجلى فيها قدرته سبحانه تعالى و قد خلقها الله جلت قدرته و جعلها آية للبشر للتأمل في عظمة خلقه و هو القائل جل من قال ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ).

إنها دعوة من الخالق المصور سبحانه و تعالى للتأمل و التفكير في كيفية خلق الإبل و تصويرها بهذا الشكل المعجز بوصفها خلقا ذالا على عظمة الخالق و كمال قدرته و حسن تدبيره و قد اكرمها الله سبحانه و تعالى فجعلها آية من آياته و ورد ذكرها قبل السماء و الأرض و الجبال ( جاء تفسير ابن كثير ) فإن خلقها عجيب و تركيبها غريب و هي في غاية القوة و الشدة و مع ذلك تنقاد للضعيف و تؤكل و ينتفع بوبرها و يشرب لبنها ( و كان شريح القاضي يقول ) احرجوا بنا حتى ننظر الإبل كيف خلق و الإبل وهبها الله سبحانه و تعالى ميزات لا توجد في سواها من الكائنات الاخرى فبالإضافة لضخامة هيكلها منحها الله الصبر و قوة التحمل و القدرة على التكيف مع جميع الظروف البيئية القاسية مثل الجوع و الظمأ و الحر الشديد و البرد القرس و الأمطار الرعدية و العواصف الرملية إذ وهبها الله سبحانه و تعالى عدة ظلالات على أعينها و أنفها و أذنيها تنغلق في حالة العواصف الرملية و الأتربة المتطايرة فلا تتأثر تلك الظروف و هذه الميزة لا مثيل لها في عالم الحيوان , كما وهبها الله جلت قدرته مخازن عملاقة تسمى ( السنام ) مليئة بالشحوم و الدهون التي تتغذى عليها في حال نقص الطعام لأيام عديدة بالإضافة لوجود ثلاثة مخازن في وعاء البطن أحدهما للطعام و الاخر للماء و هو تجويف ملآن بملايين الحجيرات الصغيرة كمخزون مائي في حال العطش الشديد و هو ايضا غير موجود في اي حيوان اخر و المخزون الثالث المعدة التي تقوم بخلط الطعام و الماء , و ايضا من عجائب قدرة الله في خلق الإبل أنه جعل اقدامها مبطنة بجلد قوي و لين عريض يسمى ( الخف ) يمنحها السير على الرمال بسهولة و يسر دون أن تغوص اقدامها في تلك الرمال فسميت بذلك ( سفينة الصحراء ).

و من ميزات الجمل أنه حيوان مجتر لكنه يختلف عن اي حيوان مجتر حقيقي بسمتين بارزتين الأولى أن له قاطعتن في فكه الأعلى و الثانية أنه لا يمتلك القسم الثالث من المعدة الموجودة في بقية الحيوانات المجترة فالجزء الذي يسبق المعدة يحتوي على أكياس صغيرة كان المعقد الشائع بأن الجمل يخزن ماءه في الغدد تحتوي على كمية من الأملاح تتوفر في بقية أنحاء الجسم و هي ذات لون أخضر و طعم منفر و لكن تصبح لهذا السائل قيمة لا تقدر عندما يتعرض المسافر في الصحراء للموت عطشا فيضطر للذبح جمله بغية الحصول على هذا المقدار الضئيل من السوائل.

سرعة الإبل يمكن للجمل أن يواصل السير بسرعة تصل إلى ( 16 كم / ساعة ) بصفة مستمرة لمدة ( 18 ساعة ) في كل مرة و هذا المعدل لا يققه أي حيوان اخر.

2-تأقلم الإبل مع الحرارة :

يتجنب الجمل فقدان الماء بكميات كبيرة في أثناء افراز العرق بفضل التنوع الواسع في درجة حرارة جسمه و هو أمر ليس متوفر في اي حيوان ثدي اخر و تبقى حرارة جسم الإبل غير ثابتة متغيرة وفقا لعمق المنطقة من الجسم و للفصل السنوي و الوقت من اليوم , فدرجة حرارة الجلد هي أقل من درجة حرارة المناطق العميقة في الجسم و تتدرج الحرارة بالارتفاع من الخارج إلى الداخل فدرجة حرارة الجمل الذي يقطع الصحراء تكون تقريب ( 34 م˚ ) في الصباح و تصل بعد الظهر إلى درجة ( 40.7 م˚ )و مع ذلك فإنه لا يبدأ بإفراز العرق إلا عندما تصل درجة حرارته إلى اقصاها , لكي يخزن الحرارة خلال النهار عندما تكون درجة التبخر على أشدها و ينفقها في الليل بأقل مقدار من المياه و هكذا تحتفظ الإبل بحرارة جسمها في النهار و ذلك لخفض ما تفقده من الماء عن طريق التبخير لتصرفها في الليل بواسطة الإشعاع و التوصيل مما يوفر ( 5 لتر أي 2/3 ماء ) الذي يستخدمه للتخلص من هذه الحرارة في الظروف الاعتيادية و على هذا فإن الجهاز المنتظم لحرارة جسمها يحميها من الاحتباس الحراري اولا و يساعدها على تحمل حرارة الوسط المحيط العالية ثانيا , إذ تصل حرارة الجو في الصحراء صيفا عند الظهر إلى تقريب ( 60 م˚ ) احيانا و رغم ذلك فإنه لم يذكر أن الإبل تعرضت إلى الإصابة بضربة الشمس لأنها تأقلمت على العيش في البيئة الصحراوية القاسية.&

3-تحمل الإبل للجوع :

هناك بعض الخصائص و الصفات الحيوية التي تنفرد بها الإبل و التي جعلت منها حيوانا متميزا في قابليته على التحمل و على التكيف مع بيئته لأبعد الحدود , و الذي لا يوازيه بهذه الصفات حيوان اخر و يمكن اختصار هذه الخصائص بالنقاط التالية :

1-تمتاز الإبل بقدرتها العالية على تخزين كميات كبيرة من الدهون الاحتياطية في سنامها قد تصل إلى تقريب ( 100 كغ ) و أكثر يستخدمها الحيوان في حالات نقص التغذية ونقص الماء.

2-تمتلك الإبل مقدرة كبيرة على الاستفادة من النباتات الفقيرة بمكوناتها الغذائية ( النباتات الشوكية ) و تحويلهما إلى بروتين , وبر , جلد , حليب , و غيرها , و قد وجد بعض الباحثين بأن كبر حجم جهاز الهضم لدى الإبل يشكل عاملا من العوامل التي تجعل من الجمل حيوانا يتحلى بالصبر على الجوع و الذي يساعد في طول فترة مكوث الغذاء فيه , مما يتيح فرصة كبيرة للنبيت الجرثومي الذي يقطن في الكرش للقيام بهضم السيلليوز و الأغذية الجافة بكفاءة عالية إذ تشكل المصدر الرئيسي في غذاء الإبل.

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن