ابنزر هوارد (Ebenzer Howard)*

&لقد ولد هوارد عام 1850 في لندن وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعمر 21 سنة ، ليعمل بالزراعة في ولاية نبراسكا (Nebraska) ، لم ينجح في ذلك وانتقل للعمل في مكتب بشيكاغو ، لكنه عاد إلى لندن عام 1876 .&

&في عام 1898 ألّف هوارد كتاباً عنوانه الطريق السلمي للإصلاح الاجتماعي (Apeaceful Path to Social Reform) ، حيث اقترح فيه (المدينة الحدائقية) كحلّ لمشاكل التخطيط العمراني ، حيث أراد هوارد معالجة الحشود والاكتظاظ (الازدحام) في المدن الصناعية من خلال بناء مُدن حدائقية خارج المناطق السكنية المألوفة بحيث يستطيع الناس العودة للطبيعة وهذا يتحقّق من إتّباع منهج عمراني سليم هدفه منع المدن الكبرى مثل لندن من الازدحام أكثر .&

&وبشكل عام فقد حدّد هوارد 4نقاط أساسية تُشكّل بمجموعها الشروط اللازمة لتنفيذ اقتراحاته بإقامة المدينة الحدائقية وهي :&

&1 – امتلاك الأرض المخصّصة للمدينة واستخداماتها المختلفة .

2 – التدرّج في التنمية والاسكان إلى حد أقصى 30 ألف نسمة .

3 – إحاطة المدينة ببساط أخضر من الأراضي الزراعية .

4 - تأمين الكفاية الذاتية اقتصادياً واجتماعياً .&

image-20191211191122-1

مخطّط أولي لفكرة المدينة الحدائقية

&لقد أحرز كتاب هوارد نجاحا متميزاً لما فيه من الأفكار الغنية والمتطوّرة ففي عام 1899 تأسّست جمعية المدينة الحدائقية وشكّلت في عام 1903 شركة محدودة فريدة من نوعها لبناء مدينة ليتشورت (Letchworth) وبإتباعها منهج هوارد ، نمت بلدة ليتشورت لتصبح مجتمعاً من خمسة عشر ألف شخص مع حوانيت وصناعات بمساحة (4500 هيكتار) من الأرض ، وبعد فترة وجيزة بنت مؤسّسة محدّدة أخرى بلدة ويلين (Welwyn) التي أصبح عدد سكانها بشكل سريع (10.000نسمة) . إلّا أنّ سكّان هذه المدن كان عليهم تحمّل المصاريف الكبيرة مقابل العيش فيها . لذلك أثار موضوع تقديم المدينة الحدائقية من خلال تجربتها (مدينتي ليتشورت ويلوين) جدلاً كبيراً من حيث نجاحها وتحقيق هدفها ، وبغضّ النظر عن ذلك الجدل فإنّ الأهم في هذا الموضوع هو أنّ تلك المدينتين قدّمتا تصوراً عملياً عن السياسة العمرانية الوطنية في إنكلترا . خلال فترة من السنين خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية ، استخدمت الحكومة البريطانية مفاهيم المدن الحدائقية (الأحزمة الخضراء والانتماءات الجماعية) في بناء سلسلة من البلدات الجديدة كأداة للتحكّم بالنمو العمراني .&

&لقد بدا واضحاً في أوائل الستينات أنّ تلك البلدات الجديدة المؤلفة من (20-50 ألف نسمة) لن تستطيع أن تخفّف تدفّق الهجرة العمرانية إلى المدن الرئيسية مثل لندن . إنّ هذه التجربة في بناء المدن الجديدة لم يقتصر على إنكلترا فقط بل تجاوزتها إلى كل من السويد واسكتلندا وهولندا وألمانيا .&

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن