مقدمة ^ :

& يتحكم بكل من نسبة، ونوعية المواد العضوية، التي تشارك في تشكيل الرسوبيات كل من العوامل التالية :

  1. الإنتاجية.
  2. الحفظ.
  3. التخفيف ( Dilution ) .

&

1-**الإنتاجية** :

&تأتي معظم المواد العضوية في المحيطات، والبحار من الكائنات التي تعيش فيها، وهو ما يبرر وجود الكمية الأكبر من المواد العضوية في رسوبيات المناطق البحرية ذات الإنتاجية العالية، أي في الرسوبيات التي تقع مباشرة تحت المياه المنتجة. تتأثر هذه الإنتاجية بدورها بعدد من العوامل، وذلك كتوفر المواد الغذائية ( كالفوسفات، والنترات، والسيليس )، وشدة الضوء، والحرارة المناسبة، والتركيب الكيميائي للمياه.. الخ.

يمكن لكل عامل من العوامل المذكورة أعلاه أن يتأثر بعوامل أخرى، فعلى سبيل المثال تتأثر وفرة الغذاء بكل من نموذج حركة المياه، وبالحركات البانية للجبال، وبالتعرية، والبركنة، والمناخات القديمة، ودورة التفكك العضوي.. الخ.

يعد توفر الغذاء العامل الحاسم في الإنتاجية، فتتميز البيئات البحرية الضحلة على سبيل المثال بإنتاج عضوي أكثر بكثير بالمقارنة مع بيئات الأماكن العميقة من البحر المفتوح ، وذلك لأن البيئات البحرية الضحلة تتميز بوجود الدورة المحلية للمواد الغذائية الناتجة من تفكك المواد العضوية، وبإمكانية تزودها مواد غذائية جديدة من المياه الأتية من اليابسة.

يميل جسم المياه عادة لتشكيل تطبقا رأسيا وفقا للكثافة، لذلك لا يتم استخدام المواد الغذائية المحلولة في الطبقات المائية الأعمق من المنطقة الضوئية ( Photic zone )، حيث لا يمكنها الانتقال نحو الأعلى إلى المنطقة الضوئية إلا في ظروف محددة، ويمكن لهذه المواد أن تنتقل نحو المنطقة المذكورة فقط في الأماكن التي تحدث فيها التيارات الصاعدة، لذلك يكون النموذج دوران المياه في البيئات البحرية غير المحصورة نسبية أهمية خاصة في تزويد الوسط بالمواد الغذائية، والتحكم بالإنتاجية

على الرغم من التطبق الكثافي المذكور أعلاه للأجسام المائية، فإنه توجد ميول عامة للحركة الأفقية لكل مطبقة مائية رقيقة عندما تسمح الظروف بذلك، وتحدث التيارات الصاعدة في الأماكن التي تحدث فيها حركة عامة للطبقات المائية السطحية فاسحة المجال للمياه الأعمق للصعود وأخذ مكانها، وإذا ما كانت هذه المياه الأتية من الأعماق غنية بالمواد الغذائية فستؤدي إلى إنتاجية عضوية عالية، وإلى تنشيط عملية التركيب الضوئي في مكان صعود المياه.

يوجد في العالم الحالي بعض الأماكن التي تحدث فيها وبشكل فصلي تيارات صاعدة بشكل كثيف، وذلك كما في سواحل غرب كاليفورنيا، والبيرو، وناميبيا، وشمال غرب أفريقيا، وفي منطقة القرن الأفريقي في المحيط الهندي، لذلك فإن هذه المياه تتميز بإنتاجية عضوية مرتفعة في زمن حدوث هذه التيارات.

من الجدير ذكره أنه تم تطوير نماذج نظرية للتنبؤ بالتيارات المائية الصاعدة في البحار القديمة ( وبالتالي التنبؤ بالإنتاجية العضوية )، وقد اعتمد في بناء هذه النماذج على المعطيات عن كل من: ترتيب القارات، توزع اليابسة والبحار، نماذج الرياح والحركات المائية، والمناخات القديمة، وتختبر دقة النموذج المعطي عادة من خلال مقارنة توزع التيارات الصاعدة المتنبأ بوجودها مع السحن الصخرية المعروفة

ترافقها مع هذه السحن. يبين الشكل على سبيل المثال، توزع التيارات الهوائية، والمائية الصاعدة في صيف المناطق الشمالية في فترة المايستريختان.

توجد بعض المشاكل التي يمكن أن تترافق مع بناء نماذج المناطق ذات الإنتاجية العالية على مستوى العمر الجيولوجي، من أول هذه المشاكل هو حقيقة أنه ليس لعامل الإنتاجية نفس أهمية عامل الحفظ، فهناك الكثير من السحن الغنية بالمادة العضوية التي نتجت عن الحفظ الجيد أكثر من أن تكون قد نتجت من الإنتاجية العالية. أما المشكلة الثانية فإنها تتمثل بمحدودية دقة إعادة بناء مواقع القارات والمناخات القديمة، وكل العوامل الأخرى التي تؤثر على وجود التيارات الصاعدة .

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان