سنكمل في هذه المقال الحديث عن النزف وتدبيره أثناء قلع السن.
ثانياً: النزف من العظم: من أهم الأسباب الموضعية للنزف من العظم:
١. كسر العظم السنخي أثناء عملية القلع سواء كانت الصفيحة الدهليزية أو اللسانية أو الحنكية أو حتى كسر الحدبة الفكية.
عندما ينكسر العظم فإن العظم بحد ذاته غير نازف بشدة، ولكن نهاية القطعة المكسورة ستكون مثل الشفرة تجرح الأوعية الدموية في النسج الرخوة بنهايتها فعند حدوث كسر في الصفيحة الدهليزية المغطية للناب العلوي وهو أمر شائع بسبب رقتها، فإن منطقة انفصال الصفيحة عن قاعدتها تصبح أشبه بشفرة تجرح الأنسجة اللثوية الرخوة المغطية لها وتؤدي إلى حدوث نزف.
- حدوث النزف نتيجة كسر في الحدبة الفكية، وهو الأكثر شيوعاً حيث تمر الأوعية السنية السنخية الخلفية عبر الحدبة الفكية، وبالتالي تنقطع هذه الأوعية عند كسر الحدبة ويحدث نزف معتبر وأحياناً نزف تحت الجلد، حيث يشعر المريض بحرارة أو سخونة في المنطقة.
- التدبير الأمثل لهذه الحالة:
الضغط بالسبابة على الحدبة الفكية من خلف الحدبة وباتجاه الأعلى والأمام (باتجاه الطبيب) لحصر الأوعية النازفة على سطح صلب مما يؤدي غالباً إلى انقطاع النزف، ولا نضغط باتجاه الأعلى والخلف لوجود فراغ الحفرة الجناحية الفكية وبالتالي لا يتم حصر الأوعية على سطح صلب.
2 . قلع الأسنان المصابة بآفات ذروية وإنتانات حادة ومزمنة دون السيطرة على هذه الآفات وتجريفها بشكل كامل، كما أن التشخيص غير الصحيح للآفات الذروية قد يكون سبباً في حدوث النزوف الحادة والتي قد تكون مميتة في بعض الحالات كالورم العرقي الدموي المركزي المتوضع أسفل الأسنان والذي يكون نازفاً بشدة بعد القلع.
- يمكن أن تحتوي الآفة الذروية على نسيج حبيبي يحتوي على أوعية شعرية متكاثرة تشكل مصدراً للنزف بعد القلع بعد تحويلها إلى الإزمان بالصادات، لذلك تتم السيطرة على النزف بتجريف الآفة.
التدبير:
كما ذكرنا سابقاً فالتدبير هو إعادة السن المقلوع إلى السنخ.
3. النوع الآخر من النزف العظمي هو النزف الحاصل في قعر النتوء السنخي لمنطقة القلع وهو أكثر خطورة مما سبق، حيث أن بعض الحالات الناجمة عن انفتاح سقف القناة السنية السفلية تؤدي إلى جرح فروع الشريان أو الوريد السنخي السفلي أو قطع الحزمة الوعائية العصبية وتحدث هذه النزوف غالباً في حالات الانطمار القريب من القناة السنية السفلية للفك السفلي، ويمكن السيطرة على هذا النزف بواسطة الضغط أيضاً أو بواسطة الشمع العظمي فعند قلع رحى أو ضاحك سفلي قد تظهر الجذور على الصورة بتماس مع سطح القناة السفلية أو متراكبة معها أو متقاطعة معها، حيث يمكن أن نجد جذراً يقطع القناة على الصورة ولكنه في الواقع يكون متراكباً معها والتشخيص التفريقي هنا يتم بتحري الرباط والصفيحة القاسية للسن:
• إذا كان الرباط موجوداً وملتفاً حول الذروة فهي حالة تراكب.
• إذا تلاشى الرباط فجأة من حول السن فيكون الجذر داخل القناة فعلاً ويحدث نزف غزير في حال قلع السن.
لا يشترط أن يكون الجذر الموجود داخل القناة معقوفاً لحدوث النزف، حيث يمكن أن يكون مستقيماً لكنه يخترق سقف القناة.
التدبير:
1 – دك قعر السنخ:
لا نكتفي بوضع قطعة شاش لكي يعض عليها المريض، و إنما ندخل فتيلة من القطن أو الشاش ضمن السنخ حتى تصل إلى قاع السنخ تماماً ونضغط عليها وهي في قاع السنخ بملقط أو مصقلة لمدة ٥ دقائق وغالباً ما يتوقف النزف.
2 - الشمع العظمي: