**نقل المواد العضوية**:
&تقوم وسائط النقل المختلفة بنقل المادة العضوية باتجاه مراكز الأحواض، سواء أكانت كتلة عضوية حديثة التشكل، أو كتلة تعرضت لبعض التعديلات ( کاتاجينيز، تشكل الهيوم )، مع العلم بأن المواد العضوية الموجودة في أحواض الترسيب هي عبارة عن مزيج من المواد العضوية المنقولة إلى هذه الأحواض، والمواد العضوية المتشكلة فيها أصلا.
تكون المواد العضوية المنقولة ( Allchthonous OM ) إلى أحواض الترسيب، عبارة عن نتيجة العمليات الجوية، والتعرية، والنقل، والتي تعتمد على الظروف الفيزيوغرافية، والمناخية المناطق التصريف.
ينظر إلى كل من الجليديات، والأنهار ، و الرياح ، على أنها وسائل النقل الرئيسة، التي يمكن أن تقوم بنقل المواد العضوية ذات الأصل القاري إلى أحواض الترسيب، فما هي أهمية الدور الذي تؤديه كل وسيلة من هذه الوسائل؟:
أ- الجليديات: تقوم الجليديات بثقل المواد الحطامية ( الفلزية، والعضوية )، ثم تفرغها أثناء ذوبانها، لكنه يعتقد أن الدور الذي تقوم به الجليديات كعامل نقل للمواد العضوية محدود جدا .
ب – لم تزل دراسة تأثير النقل الجوي للمواد العضوية محدودة جدا، لكنه يعتقد أنه يمكن لهذا العامل أن يؤدي دورا هاما إلى حل ما في المناطق الجافة، وشبه الجافة، فقد بينت دراسة تركيب الجو فوق المحيط الهادي، بعيدة جدا عن المناطق الشاطئية، وجود مواد عضوية تتكون بشكل رئيس من حطام نباتات عليا، يعود أصلها إلى بعض المناطق الإفريقية، التي تعاني من فترات جفاف.
ج- تؤدي الأنهار دورا هاما في نقل المواد العضوية من القارات إلى أحواض الترسيب، وتقدر گمية الكربون العضوي، الذي تنقله الأعمار سنوية إلى هذه الأحواض ب500000000 طن، كما تحتوي میاه أعظم الأنهار على سطح الكرة الأرضية، كنهر الأمازون، والمسيسيبي، والدانوب على 2 - 15 ملغ /ل من الكربون العضوي، الذي يأتي بشكل رئيس من المواد العضوية ذات الأوزان الجزيئية العالية، ومن نوع المواد الهيومية ( 70 - 90 % ).
يحدث خلال فترات عدم الاتزان المناخي، أو في فترات تشكل الجبال، تعرية شديدة، ونقل للمواد( الفلزية، والعضوية ) من التشكيلات السطحية، وخاصة على شكل قسيمات، دون أية عمليات انتقاء، حيث تميل المواد العضوية للنقل بشكل كامل دون أية عمليات تفاضل، أو تمييز لأي نوع من أجزائها( أجزاء مذابة، كسارات، غرویات )، وعلى العكس من ذلك، فإن التعرية تقوم بشكل رئيس خلال مراحل الاتزان في القارات بنقل أكثر أجزاء المواد العضوية قابلية للذوبان، وتقوم عمليات الانتقاء تحت ظروف التوازن البيولوجي بنقل المواد العضوية اعتمادا على طبيعتها، حيث يتم أو نقل المواد العضوية الأقل كثافة، والأكثر انتماء إلى المجموعة الهيدروفيللية.&
**ترسيب المواد العضوية**:
&توجد المادة العضوية في مياه البحار بشكل رئيس في حالة محلول حقيقي، ويمكنها أن توجد أيضا على شکل مواد غروية، أو على شكل جزيئات ( قسیمات )، ويتواجد التركيز الأعظمي لهذه الأشكال الثلاثة بالقرب من السطح، ثم يتناقص تدريجيا في مئات الأمتار الأولى، ليبقى بعد ذلك ثابتة تقريبا حتي القاع
قام رومانكوفيتش بوضع خريطة وصفية لتركيز الكربون العضوي على سطح قيعان المحيطات العالمية ، تبين هذه الخريطة أن معظم قيعان البحار تتميز بمحتوى منخفض من الكربون العضوي، باستثناء بعض المناطق، التي تحتوي على تراكيز مرتفعة منه، وخاصة حواف القارات، والمناطق الشمالية، والبحار الداخلية.
لا بد من أجل تشكل الرسوبيات الغنية بالكربون العضوي أن تكون المادة البيولوجية الأولية، أو على الأقل نواتج تفككها، ونواتج التشكل الجديد منها قادرة على الوصول إلى قيعان الأحواض الرسوبية ، متغلبة على العوامل التي تعيقها من فعل ذلك، ولكي تصل هذه المواد إلى قيعان المحيطات يجب أن تمتلك خصائص هیدرودیناميكية كافية (مقاییس، وأوزان نوعية ) لتتغلب على القوى التي تمنع ترسبها( الطفو، التيارات المائية، الخ)، وهذا يعني من الناحية النظرية استثناء المواد العضوية المذابة من عملية الترسيب ما دامت موجودة بشكل محلول، وكذلك المواد العضوية الموجودة على شكل قسيمات صغيرة جدار حيث يمكن للتيارات ذات السرعة 0.0002سم/ثا أن تبقي القسيمات على شكل معلقات إذا كانت مقایسها أقل من 2 میکرون). لكن المواد الطينية الدقيقة تقوم من الناحية العملية عند ترسبها خلال العمود المائي بادمصاص بعض المواد العضوية المحلولة، وبالتالي فإنها تساهم في ازدياد نسبة هذه المواد في الرسوبيات، كما يمكن للمواد العضوية الغروية أن تساهم في هذا الأمر، لكنها تحتاج في البداية إلى أن تتخثر، أو تتلبد( Flocculate ) لكي تتمكن من الترسب إلى القاع؛ وفي الحقيقة فإن المواد العضوية تتحول بشكل سريع جدة إلى مواد ذات أوزان جزيئية مرتفعة، يمكنها أن تلتحم مع المنتجات الفلزية، مما يسمح لها بتشكيل تجمعات ( Aggregates ) تزيد من قدرتها، وسرعتها على الترسيب ( تصل سرعة الترسيب بالنسبة للقسيمات الأكبر من 30 میکرون إلى 1 - 2 م/يوم ) ومنحها مقاومة عالية ضده عوامل التفكك.
يتحكم بتلبد القسيمات العضوية كل من الطبيعة الفلزية لوسط الترسيب ( وجود القسيمات الطينية المعلقة )، وتركيز الأملاح في الوسط، وقوى فان در فال ( Van der