& يخضع عمل الطريق لتأثير عدة عوامل طبيعية وجيوفيزيائية، وأكثرها تأثيرا المناخ والظروف الهيدرولوجية والتضاريس والتربة وجيولوجية المنطقة التي يمر بها الطريق. ويصعب في كثير من الأحيان تحديد تأثير عوامل طبيعية معينة، لأن كلا منها يؤثر في ظروف تنفيذ الطرق واستثمارها بشكل مرتبط مع العوامل الأخرى مما يؤدي إلى زيادة أو تخفيف التأثير المنفرد لكل منها. ولهذا تجب دراسة سائر العوامل الطبيعية مع بعضها بشكل متكامل أثناء التقويم العام للمنطقة التي يمر بها الطريق، تبعا للمناطق التي تتميز بترافق معين للعوامل الطبيعية. ويجب أن يوضع في الحسبان احتمال تغير هذه العوامل نتيجة النشاط الانساني في المستقبل، إذ أن ري منطقة ما يؤدي مثلا إلى رفع منسوب المياه الجوفية وتحسين الظروف المناخية، بينما يؤدي قطع الغابات والأشجار إلى جفاف المنطقة الخ. &

& تفرض تضاريس المنطقة الميول الطولية المستخدمة عند اختيار المحور، وأماكن مروره على سفوح الجبال وتجنب المستنقعات والمناطق المغمورة بالمياه. وتؤثر تضاريس المنطقة في كمية المياه التي تصب باتجاه الأعمال الصناعية (الجسور الصغيرة والعبارات)، كما يتعلق النظام المائي والحراري للطابق الترابي في المناطق الجبلية والوعرة الصعبة بتوجيه السفوح التي يمر بها الطريق. ويجب أن توضع في الحسبان تضاريس المنطقة عند اختيار طريقة تنفيذ الأعمال الترابية وطرق الخدمة للسيارات المحملة بمواد البناء. &

& أما أثناء استثمار الطريق فإن تضاريس المنطقة تنعكس على كلفة النقل، حيث أن الميول الصاعدة الشديدة قد تؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود وضرورة تخفيف حمولة السيارات. وتصبح حركة السيارات خطرة على أجزاء الطرق ذات الميول الطولية الكبيرة إذا كان سطح الطريق مبللا أو مغطى بالجليد. &

& تتعلق خواص التضاريس بالتكوين الجيولوجي للطبقات السطحية في القشرة الأرضية، وتجب دراستها مع الوضع في الحسبان ديناميكية تطورها. وأقل أشكال التضاريس ثباتا هي التلال الرملية، مناطق الطين الصفحي المكشوفة، المنحدرات الترابية، التي تفتقر إلى الغطاء النباتي، وتتعرض هذه الأشكال للتعرية بشكل حاد وهذا ما يجب وضعه في الحسبان عند تصميم الطريق. &

& ويتم تقسيم التضاريس من وجهة النظر الطرقية على النحو التالي:

  • السهول: أجزاء من اليابسة ذات تضاريس خفيفة تتميز بفروق بسيطة في المناسيب، وسطحها بشكل عام مستو مع وجود بعض المرتفعات والمنخفضات على شكل تلال وتجاويف ووديان.
  • الهضاب: مرتفعات لا يتجاوز ارتفاع قمتها عن منسوب قاعدتها 200 متر وتتحول بشكل انسيابي إلى سهول.
  • الجبال: مرتفعات أعلى من الهضاب ولها قاعدة متميزة وبشكل تتاليها على شكل استطالات السلاسل الجبلية. &

& وتنطلق المواصفات المتعلقة بتصميم الطرق عند تقييم عناصر التضاريس من صعوبة اختيار المحور، وتكرار استخدام الميول الطولية الحدية وأنصاف أقطار المنحنيات الأصغرية. وتعد المناطق الوعرة صعبة إذا وجدت فيها وديان متتالية وعميقة، وكانت فروق المناسيب بين خطوط تقسيم مياه الأمطار والوديان أكثر من 50 متر كل 500 متر (أي أن ميل منحدرات الأرض الطبيعية يزيد على 10%)، مع وجود وديان عميقة ذات منحدرات غير مستقرة في بعض الحالات. أما في المناطق الجبلية فإن أجزاء عبور السلاسل والشعاب الجبلية ذات المنحدرات المتموجة والمنحدرات غير المستقرة تعد صعبة. &

& يمكن تقسيم التضاريس من وجهة نظر تصميم الطرق إلى خمس درجات وهي:

  • بالدرجة الأولى: سهلية: سهول ذات فواصل مائية عريضة ومجاري أنهار ميولها خفيفة.
  • بالدرجة الثانية: هضبية خفيفة: مناطق ذات تلال ومنخفضات منفصلة قليلة الارتفاع وفواصل مائية ميولها خفيفة، تقسمها وديان نادرة.
  • بالدرجة الثالثة: وعرة: مناطق هضبية شديدة ذات تضاريس وعرة وفواصل مائية ضيقة ومتعرجة ووديان كثيرة، وتشمل المناطق القريبة من الجبال
إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان