& يعد الغطاء أغلى جزء من الطريق، حيث تصل كلفته أحيانا حتى 60% من الكلفة العامة لإنشاء الطريق. وبما أن الغطاء يخضع مباشرة لتأثير العوامل الطبيعية، لذلك فإنه يعنل عادة ضمن شروط أكثر قساوة من كل المنشآت الأخرى على الطرق. ويهدف التصميم المثالي للأغطية الطرقية، إلى ضرورة تأمين المتانة اللازمة، مع العنل في الوقت نفسه على تقليل الكلفة وتخفيض كمية المواد المستخدمة في إنشائه. وبما أن خواص التربة والشروط الهيدرولوجية لمنطقة الطريق تتغير من جزء إلى آخر، وحيث أنه لا يمكننا استبعاد تأثير هذا التغير بشكل كامل، لذلك نعمد عند وضع خط المشروع وتصميم الطابق الترابي، إلى فرز المناطق ذات الشروط المتشابهة من حيث خواص التربة، والرطوبة، وغزارة المرور، ودرجة توفر مواد البناء اللازمة، ومن ثم نعمد إلى اختيار الحلول التصميمية المختلفة لغطاء الطريق.&

& تتألف عملية تصميم طبقات الرصف للأغطية الطرقية من مرحلتين متتابعتين وهما اخايار الجملة الإنشائية، ومن ثم إجراء الحسابات المتعلقة بإيجاد سماكة كل طبقة. وحيث أن المرحلتين مرتبطتان ببعضهما ارتباطا منطقيا، فيجب ألا نستبدل بإحداهما الأخرى، وإلا فإنه لا يمكننا الحصول على غطاء ثابت، واقتصادي، ومناسب للحركة.&

& ويمكن تقسيم الأغطية كافة حسب طريقة عملها تحت تأثير الحمولاا إلى فئتين رئيستين وهما:

الأغطية المرنة (غير القاسية): وتتميز هذه الأغطية بمقاومة قليلة على الانعطاف. وتنتمي لهذه الفئة عمليا أنواع الأغطية كافة، ما عدا الأغطية البيتونية، والقمصان الإسفلتية والحجرية، التي تكون أساساتها بيتونية. إن قدرة تحمل معظم الطبقات التصميمية للأغطية المرنة على الشد قليلة جدا، كما تتعلق عوامل مرونة هذه الطبقات بالحرارة والرطوبة. وينحصر دور هذه الطبقات بتوزيع ضغط الدواليب على مساحة كبيرة من تربة الأساس، وبالتالي تخفيض الإجهادات، التي تتلقاها التربة، حتى الحد المسموح به. وعدا عن ذلك فإن طبقات القميص تعمل على عدم نفوذ الماء إلى تربة الأساس، حتى لا تنخفض مقاومتها ضد الحمولات الخارجية.

الأغطية القاسية: ويمكن أن تكون مؤلفة من طبقة واحدة أو عدة طبقات تتمتع بمقاومة كبيرة نسبيا على الانعطاف، وبقيم كبيرة نسبيا لعامل المرونة، لا تتغير عمليا بتغير درجة الحرارة والرطوبة. وتعمل الأغطية القاسية حسب مبدأ البلاطات على أساس مرن، حيث تقوم بتوزيع الضغط الناجم عن الحمولات الخارجية على مساحة من التربة، أكبر بكثير من مساحة توزيع الأغطية المرنة.&

& ينحصر اختيار الجملة الإنشائية لغطاء الطريق في المرحلة الأولى باختيار نوعه والمواد الأكثر ملاءمة له انطلاقا من المواد المحلية المتوافرة، وطريقة تنفيذ العمل المقترحة، كما ينحصر بالاختيار المناسب لسماكات بعض الطبقات، وكذلك توضع الطبقات فوق بعضها بعضا. وبما أنه من غير الممكن الوقوع مباشرة على الاختيار المثالي من أجل شروط معينة للطريق، لذا نعمد عادة إلى اقتراح عدة حلول لغطاء الطريق، حيث يجري اختيار أفضلها فيما بعد، بناء على المقارنات الفنية والاقتصادية.&

& إن اختيار الجملة الإنشائية لغطاء الطريق هي الجزء الأهم من عملية التصميم، حيث يجب أن يعتمد على تصور صحيح للحالة الإجهادية، وآلية التشوهات ضمن الأغطية، وكذلك على الخبرة المكتسبة من استثمار مختلف أنواع الأغطية الطرقية ضمن مختلف الشروط المناخية، كما يجب أن يعتمد على خصائص تأثير حركة المرور والعوامل الطبيعية عليها.&

& ونعمد بعد اختيار الجملة الإنشائية للغطاء إلى تحديد سماكة بعض طبقاته، ليس انطلاقا من تحقيق المتانة فقط، بقدر ما يكون انطلاقا من عوامل أخرى كالمقاومة ضد الاهتراء، وتأمين تصريف المياه وغير ذلك، أو انطلاقا من الكلفة العالية لبعض الطبقات، بحيث نختار أقل سماكة إنشائية ممكنة لها، على أن يجري تحقيق متانة الغطاء ككل على حساب الطبقات الأخرى ذات الكلفة الأقل.&

& ويمكن أن نضع في الحسبان في بعض الحالات إمكانات تصميم الغطاء، بحيث يمكن إنشاؤه على مراحل متتابعة، وذلك بوضع الطبقات ذات المواد الأكثر متانة في الأعلى، كلما زادت غزارة المرور، أو الحمولات التي تمر على الطريق.&

& بما أن الطبقات العليا من الطابق الترابي تعد عنصرا أساسيا من عناصر الغطاء لذلك يجب أن تتمتع بالتجانس والمتانة إلى حد كبير. وقد بينت التجربة أن المتانة غير الكافية للطابق الترابي لا يمكن تعويضها بزيادة سماكات الطبقات الأخرى لغطاء الطريق.&

& ينحصر حساب غطاء الطريق في آيجاد السماكة الكلية اللازمة لتأمين ثباته وكذلك سماكات كل من الطبقات، التي يتألف منها. كما يهدف إلى تحقيق المتانة الكافية المتساوية لسائر الحلول المقترحة للغطاء، وكذلك ملاءمتها لشروط حركة المرور المعطية.&

& وتؤثر الشروط المناخية أيضا في اختيار نوع الغطاء، فمثلا تكون مدة العمل المتاحة سنويا في المناطق ذات الشتاء البارد الطويل والممطر، غير كافية من أجل إنجاز الطبقات، التي تدخل في تركيبها المواد الرابطة العضوية. أما في المناطق الجافة والصحراوية، فإن استخدام الأغطية البيتونية يترافق بصعوبات جمه، من أجل تأمين المياه اللازمة لإنشائها، وكذلك تنظيم رطوبتها أثناء مدة الحفظ.&

& ويجب أن نضع في الحسبان أثناء اختيار طبقات الغطاء الاستخدام الأعظمي لمواد البناء المحلية المتوفرة. ولهذا الموضوع أهمية كبيرة في بعض المناطق الفقيرة بالمواد

Create new account

Download eMufeed Android Application Now

 

للاعلان