تاريخ صناعة السفن

تاريخ صناعة السفن:

دأب اﻟﻨﺎس ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺁﻻف ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻔﻦ ﻓﻲ ارﺗﻴﺎد اﻟﺒﺤﺮ اﺟﺘﺬﺑﺘﻬﻢ أﺳﺮارﻩ وﻣﺎ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﻣﺮات مشوقة، أﺑﺤﺮوا وأهم ﻣﻦ ذﻟﻚ أن اﻟﻨﺎس ﻣﻦ أﺟﻞ الاكتشاف واﻻﺳﺘﻴﻄﺎن كما أﺑﺤﺮوا ﻣﻦ أﺟل اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﻐﺰو.

ﻣﻦ المحتمل أن أول ﺳﻔﻴﻨﺔ كانت كتلة ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻟﻌﺒﻮر ﺑﺤﻴﺮة أو النهر، ورﺑﻤﺎ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﻨﺎس أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﺠﺎدﻳﻒ ﺛﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮا ﻻﺣﻘﺎً كيف ﻳﺼﻨﻌﻮن اﻟﻌّﻮاﻣﺎت ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻦ كتلاً ﻣﻦ جدوع اﻷﺷﺠﺎر مصفوفة وﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ربطاً محكماً، وﺑﻤﺮور الوقت ﻘﺪ ﺻﻨﻊ اﻹﻧﺴﺎن اﻷول اﻟﻘﻮارب ﻣﻦ ﻣﻮاد أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺎدرة اﻷﺧﺸﺎب وﻋﻠﻰ سبيل اﻟﻤﺜﺎل ﺗﻤﺖ ﺧﻴﺎﻃﺔ ﺟﻠﻮد اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺟﺮى ﺗﻀﺨﻴﻤﻬﺎ ﻟﺘﺴﺘﺨﺪم استخدام الطوافة، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺑط عدة ﻃﻮاﻓﺎت ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻳﻤﻜﻦ أن تشكل عوامة، واكتشف اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ أن أواني ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺎر مربوط ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى ﻳﻤﻜﻦ أن تؤلف عوامة.

كما ﺗﻌﱠﻠﻤﻮا أن إناء واحد ضخماً ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺎر يكفي كقارب ﻳﺴﻊ شخصاً واحداً.

ﻓﻲ ﻣﺼﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻣﻌﻴﻨﺔ، اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻨﺎس ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺠﻴﻞ اﻷول ﻣﻦ عواماتهم ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺣﺰم ﺳﻴﻘﺎن اﻟﻘﺼﺐ، وﺑﻤﺮور اﻟﺰﻣﻦ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻤﺼﺮﻳﻮن كيف ﻳﺘﻢ تنظيم هذه الحزم ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﻮارب ﻟﻬﺎ ﺷﻜﻞ اﻟﻤﻠﻌﻘﺔ وﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم 4000 ق.م تقريباً، ﺗﻌﱠﻠﻤﻮا صناعة اﻟﺴﻔﻦ ذات اﻟﺪﻓﻊ اﻟﻴﺪوي، وهﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺿﻴﻘﺔ وﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺻﻒ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺎدﻳﻒ.

ﻓﺒﺤﻠﻮل ﻋﺎم 3000 ق.م اكتشف اﻟﻤﺼﺮﻳﻮن أن اﻷﺷﺮﻋﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻬﻮاء ﻓﺘﺪﻓﻊ ﻗﻮارﺑﻬﻢ، وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻤﺼﺮﻳﻮن ﺻﻨﺎﻋﺔ القوارب ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام قطع ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻣﻦ الخشب، وﺑﻌﺪ أن ﻋﺮف اﻟﻨﺎس كيف ﻳﺼﻨﻌﻮن اﻟﻘﻮارب ﻣﻦ اﻷﻟﻮاح اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ، اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﻔﻦ واﻟﻨﺎﻗﻼت اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ أﺿﺤﺖ قادرة ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻮر اﻟﺒﺤر.

اﺷﺘﻬﺮ اﻟﻌﺮب إﺑﺎن اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﺒﻨﺎء ﺳﻔﻦ كانت ﺗﺠﻮب كل ﺑﺤﺎر اﻟﻌﺎﻟﻢ المعروف آن ذاك.

ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮارﻳﺦ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻔﻦ:

3000 ق.م: اﺧﺘﺮع اﻟﻤﺼﺮﻳﻮن اﻷﺷﺮﻋﺔ وﺗﻌﻠﻤﻮا ﺑﻨﺎء اﻟﺴﻔﻦ الخشبية.

850 م: ﻃﻮر اﻟﻌﺮب اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ واﺳﺘﺨﺪﻣﻮا ﻓﻴﻬﺎ اﻹﺳﻄﺮﻻب واﻟﺒﻮﺻﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻜﻨﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﺑﺤﺎر إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ وﻣﻠﻘﺎ واﻟﺼﻴﻦ.

1200 م: ﺻﻨﻊ بنّاء اﻟﺴﻔﻦ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل أوروﺑﺎ اﻟﺪﻓﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ.

1450 م: ﻃﻮر بنّاء اﻟﺴﻔﻦ ﺑﺤﻮض اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ كاملة التجهيز.

1807 م: