بيئة النباتات الطبية والعطرية

أولاً - بيئة النباتات الطبية والعطرية :

من الأهمية بمكان وجوب معرفة الوضع البيئي لكل نبات بالعلاقة مع الظروف المحيطة وهذا ما يسمح بانتخاب النباتات المتأقلمة والتي يمكن زراعتها في هذه المنطقة أو تلك بهدف الحصول على أقصى كمية من الإنتاج وبنوعية جيدة للمواد الفعالة في النباتات يؤثر على نمو وتطور النباتات وبالتالي على كمية الإنتاج العوامل التالية:

1- الحرارة: تعتبر الحرارة من العوامل المهمة بدءاً من الإنبات وحتى النضج ولتجفيف الناتج من المادة الخضراء والإزهار وقد ترتفع الحرارة أو تنخفض وبالتالي تؤثر بشكل مباشر على نمو وتطور النباتات وانتاجيتها ولهذا يكون لدرجة الحرارة تأثيران على النبات وهما:

أ- التأثير الايجابي: حيث درجة الحرارة مناسبة للنمو والتطور وهناك حد أعلى وحد أدنى وحد مثالي وضمن هذه الحدود تستمر عملية التمثيل الضوئي والتنفس ويكون نتيجة ذلك الحصول على الناتج وتتباين النباتات الطبية والعطرية فيما فيها بالمجال الحراري المناسب فبعضها تناسبه درجات الحرارة المنخفضة حيث يتركز معظم نموها خلال الشتاء مثل نبات الزعفران والراوند والبطباط والحميض والسبانخ وغيرها ويطلق عليها نباتات الموسم البارد بينما تناسب درجات الحرارة المرتفعة نباتات أخرى حيث يتركز معظم نموها خلال الصيف ويطلق عليها نباتات الموسم الدافئ مثل القهوة والشاي والفلفل الأسود والقنب والكركدية وغيرها يستفاد من تأثير درجات الحرارة بتحديد موعد الزراعة المناسب واختيار النبات المتميز بقدرته على التفاعل بسهولة مع الظروف الحرارية السائد ولما كانت عملية التمثيل الضوئي وتركز المكونات الفعالة يحدث بوجود الضوء والحرارة الناتجة عن الشمس فإن أي خلل في العلاقة ينعكس سلباً على الإنتاج وكمية المواد الفعالة المستخلصة وتؤثر درجة الحرارة على مختلف مراحل نمو النبات بالإضافة إلى تأثيرها على عمليتي التمثيل الضوئي والتنفس.

ب - التأثير السلبي : ينخفض الإنتاج بسبب ضعف عمليتي النمو والتطور وذلك عند ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة عن الدرجة المناسبة وخاصة في المراحل الأخيرة للنمو وتكون التأثيرات السلبية هذه أشد ما يمكن عندما تصيب الأجزاء الزهرية أو الثمرية أو قمم النمو والبادرات الصغيرة.

2 – الرطوبة: يعتبر الماء من أهم المحتويات الأساسية للنبات وله دور فيزيولوجي في حياة النبات حيث يعتبر مذيباً وناقلاً لجميع العناصر المغذية والهرمونات والفيتامينات وغيرها ويستفيد النبات من الماء الموجود في التربة ومن الرطوبة الجوية ويفقد الجزء الزائد عن حاجته بالنتح حيث يتبخر معه نسبة من الزيوت العطرية الطيارة ولهذا تنتشر روائح أزهار بعض النباتات باستمرار وتظهر علائم نقص الرطوبة على النباتات حسب النوع النباتي فبعضها يتحمل العطش وبعضها الأخر شديد الـتأثير بنقص الرطوبة وقد يموت عند استمرار النقص.

3 – الضوء: يعتبر أحد أشكال الطاقة المشعة ومصدره الشمس وله الدور الرئيسي في عملية التمثيل الضوئي إذا توفرت عناصر البناء الأخرى مثل CO2 والماء ويتمثل تأثير الإضاءة على النبات من حيث الشدة الضوئية والمدة الزمنية التي يتعرض بها النبات للإضاءة وقد قسمت النباتات الطبية والعطرية تبعاً لاحتياجاتها من الشدة الضوئية إلى:

آ- نباتات تحتاج لشدة ضوئية منخفضة وتسمى نباتات الظل.

ب- نباتات تحتاج لشدة ضوئية متوسطة وتسمى نباتات نصف الظل.

ج نباتات تحتاج لشدة ضوئية عالية وتسمى النباتات المحبة للشمس.

د نباتات تنمو في مدى واسع من الشدة الضوئية وتسمى النباتات المحايدة.

وينعكس تأثير طول مدة الاضاءة على كمية المكونات الفعالة وعلى تكوين البراعم الزهرية وعلى نمو وتطور الأبصال والدرنات والريزومات وغيرها، وتقسم النباتات تبعاً لطول مدة الإضاءة الضرورة لتكوين البراعم الزهرية إلى:

آ نباتات تحتاج لفترات من الضوء طويلة وفترة من الظلام قصيرة وتسمى بنباتات النهار الطويل وتحتاج من 14- 16 ساعة إضاءة.

ب نباتات تحتاج لفترات من الضوء قصيرة وفترة من الظلام طويلة وتسمى بنباتات النهار القصير وتحتاج من 10-14 ساعة ظلام.

ج نباتات لا تتأثر بطول الفترة الضوئية وتسمى بالنباتات المحايدة.

يؤثر الضوء على إنبات البذور وعلى امتصاص العناصر المعدنية وعلى عملية التنفس والنتح ويتداخل تأثير الضوء مع تأثير الحرارة والرطوبة على النبات.

4-التربة: تعتبر التربة صالحة للزراعة إذا كانت الطبقة السطحية منها بسمك (30 سم) جيدة ومحتوية على العناصر المعدنية والعضوية والماء والهواء حيث تشكل جميعها الهيكل الترابي إضافة إلى جذور النباتات والكائنات الحية يمتص النبات غذائه من التربة عندما يكون بصورة بسيطة ويحتاج النبات العناصر المغذية إما بكميات كبيرة مثل:Mg – Ca – K – P – N – H2 – O2 – C  وتسمى بالعناصر الكبرى كما يحتاج لعناصر أخرى بكميات أقل مثل:Ni – Cu – I – Co – Mo – S – B – Zn – Mn – Fe  وتسمى بالعناصر أو النادرة، إن معظم العناصر السابقة مصدرها التربة عدا الكربون والأكسجين فمصدرها غاز Co2 الموجود في الجو والهيدروجين من الماء.

يتأثر نمو النباتات المزروعة في تربة ما تبعاً لخواص التربة الفيزيائية والكيميائية ولدرجة حموضتها أو قلويتها (pH) وتتغير درجة pH التربة من شديدة الحموضة حيث pH = 4 إلى شديدة القلوية حيث pH =8 علماً بأن معظم النباتات الطبية والعطرية تحتاج إلى الأتربة الغنية بالعناصر الغذائية والمهواة وذات pH يتراوح بين (6.5– 7.5).

  5 – تأثير العوامل البيئية وغير البيئية الأخرى: يؤثر العديد من العوامل الأخرى على نمو وتطور النباتات الطبية والعطرية ولكن تأثيرها يكون أقل من درجة تأثير العوامل السابقة تؤدي الرياح القوية إلى تكسر النباتات وأجزائها المختلفة وإلى زيادة الجفاف وانخفاض معدل النمو بسبب اغلاق الثغور وبالتالي قلة دخول غاز Co2 الذي يؤدي إلى انخفاض معدل التمثيل الضوئي ويتوقف تأثيرها على الفترة من عمر النبات والسنة وتؤثر الأمراض النباتية والحشرات والأعشاب الضارة أيضاً على النباتات النامية مسببة لها أضراراً عديدة قد تخفض الإنتاج حتى 30% كما إن لعمليات تجهيز التربة وخدمتها والعناية بالنباتات المزروعة من ري وتسميد وعزيق الأثر الكبير في زيادة الإنتاج عند القيام بها بالشكل الصحيح وفي الأوقات المناسبة.

ثانياًالتوزع الجغرافي للنباتات الطبية والعطرية:

إن من أهم العوامل الطبيعية في توزع النباتات هو عامل التطور أما العوامل الأخرى (حرارة رطوبة ضوء رياح عوامل حيوية) فتحدد المنطقة التي يشغلها النوع النباتي في زمن معين تنتشر النباتات ومنها الطبية والعطرية في بقاع مختلفة وذلك لعدة وسائل منها الانتقال بوساطة الرياح وما تحمله من حبوب لقاح انتقال البذور والثمار الطبيعي ونقل الانسان للأنواع النباتية أثناء السفر والهجرة من مكان لأخر كما يمكن لأنواع نباتية أخرى أن تنقل بوسائط خاصة فمثلاً يمكن لقثاء الحمار Ecbalium elaterium أن يقذف بذوره فتلتصق بأجسام الحيوانات وبالتالي تنتقل إلى أماكن بعيدة وتمتلك أنواع الفصيلة Geraniaceue والبنفسجViola.sp وسائط أخرى للأنتشار.

إن الفلورا النباتية المتواجدة حالياً على سطح الكرة الأرضية غير متجانسة وتختلف من منطقة لأخرى وتتوزع الفصائل النباتية على سطح الكرة الأرضية كما يلي:

1- المنطقة الشمالية:

 وتشمل الجزء الأكبر من نصف الكرة الشمالي وتمتد حتى جنوب كاليفورنيا والمكسيك وجزر الرأس الأخضر والصحراء الكبرى والصحراء العربية وجبال إيران الجنوبية والهيمالايا وجنوب الصين وخط العرض 30 في المحيط الهادئ ومن أهم الفصائل التي تنتشر فيها: الفصيلة القرنفلية Caryophyllaceae، الفصيلة الزانية  Fagaceae، الفصيلة الوردية Rosaceae، الفصيلة الخيمية  Umbelliferae، الفصيلة الصليبية Cruciferae، الفصيلة الحوذانية Rununculaceae، الفصيلة الصفصافية Salicaceae.

2- المنطقة الأستوائية الجديدة:

وتشمل أمريكا الوسطى والجنوبية ومن أهم الفصائل التي تنتشر فيها:

الفصيلة الزنجبيلية  Zingibaraceae، الفصيلة التوتية  Moraceae،

3- المنطقة الأستوائية القديمة:

وتشمل أفريقيا عدا الجزء الشمالي منها ومنطقة الكاب وجنوب آسيا ونيوزيلندا ومن أهم الفصائل المنتشرة فيها: الفصيلة التوتية Moraceae، الفصيلة الزنجبيلية Zingibaraceae.

image-20200605234905-1

4- المنطقة الأسترالية:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان